الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

احنا أسفين

بما أنه النهاردة أخر يوم مع ليلى و بما أنى تقريبا مكتبتش حاجة فى الموضوع ده .... حبيت أشارك كل بنى أدم شايف أن مفيش مشكلة لمرأة فى مجتمعنا بلحظة ظريفة جدا مريت بيها النهاردة ..... كنت واقفة على محطة الترام أنا و اتنين صحابى .... الترام بتتحرك قدامنا .... نزل منها واحد صفع صديقتى على مؤخرتها .... صاحبه بصق عليا .... و شتم الصديقة التالتة اللى ملحقش يلمسها أو يتف عليها ..... ------------------------------------------------- صحبتى اللى اتضربت وقفت تضحك , سالتها : ايه بيضحك فى ده ؟؟ قالت لى : عشان معيطش ..... طبعا كان نفسى توافق أحط صورتها هنا بس هى عمرها ما ح ترضى ..... عشان هى بتستحرم تتصور أصلا ... عشان هى كبنت شايفه أنها مش س لازم تكون مغطية جسمها كله و بس ... لا دى بترفض تتصور كمان ..... يعنى عملت اللى عليها و منعت اثارةلفتنة الرجل .... ليه محدش منع نفسه عن أذيتها ؟؟؟؟؟ ..... ----------------------------------------------------- لما ركبنا الترام اللى وراها قعدنا لمدة نص ساعة كاملة بنحكى مواقف مشابهة ........... صديقتى المصفوعة و التانية المشتومة قعدوا يحكوا فى سيل من المواقف اللى حصل لهم ... تقريبا بشكل يومى لازم نسمع تعليقات غاية فى البذاءة ... و بشكل لحظى لازم نشوف نظرات متعدية ..... و بشكل شهرى لازم نتعرض للاعتداء باللمس ؟؟؟ .... ------------------------------------------------ زعلانه أوى و أنا بحكى ده ... محدش ممكن يحس قد ايه أنا زعلانه مهما قال أنه عارف ..... حتى لو بنت , لان ليا احلام كبيرة ممكن يقف قدامها تحولى التدريجى للامتناع عن النزول فى الشارع تماما ....... و ساعتها مش ح ألاقى حاجة اكتبها و لا اقولهالكوا هنا ....... ليه زعلانة ؟؟ لأنى بحب أمشى فى الشارع أوى .. بحب أتأمل الناس أوى .... عشان كده مش بفضل أركب عربية أو تاكسى .... بحب أمشى وسط الناس ... طبيعة المهنة اللى بحاول أمارسها بتتطلب ده ... شخصيتى بتحب ده .... الا انى الفترة الأخيرة بطلت امشى خالص ..... بخاف .... لانى مش بسكت ... و مش معقول ح تخانق كل يومين .... طب أعمل ايه ؟؟ تقوقعت من غير ما أقصد على نفسى .......... ----------------------------------- مش بجب أشتكى , على طريقة اشرب بيرل كده هههههههه , عشان كده ليا مغامرات فى الرد على الأشكال دى و اللى ولا مرة جاب نتيجة ..... و اللى عتق الولد ده من ايدى المرة دى أن كان فى ترام بتجرى ... صديقتى المصفوعة قالت لى بعد الموقف : ياريتنى كنت سمعت كلامك و خدت تاكسى ......... ----------------------------------------------------- صح البنات معندهمش مشكلة خالص .... احنا زى الفل ... مية مية و كل بنى ادم بقى بيقول كده يعرف أنى ح أجيبه و أسلط عليه ناس يتحرشوا بيه هههههه عشان اللى ايده فى المية ... ---------------------------- طب أنا عايزه حل ... انا واحدة مش بستسلم و ح أخد حقى أهو .. قلولولى حل غير أنى أجيب العيال دى من قفاها و احاول أفعصهم ... لأنى اريدى بعمل ده ... و الحمد لله كل محاولات الرد كانت فاشلة جدا ....... ------------------------------------------------ هو احنا سبب كل المشاكل , أوكيه و احنا اللى عاملين كده فى روحنا .... صح و احنا اللى قلنا للناس تحرشوا بينا ......... ممكن برده بس عايزه اجابة محترمة كده رجاء من كل شخص ناوى يعلق يرد علي السؤال ده ....... حد فيكوا كان ماشى فى الشارع و جرب يتصفع على مؤخرته قبل كده ؟؟؟ ----------------------------- تصبحوا على مكان متمشوش فيه تبصوا وراكوا ........... ملحوظة : بوجه تحية للصديقة المدونة ماجى اللى قالت لى ح تبطلى تتكلمى فى الموضوع شوية ... و مش ح تقدرى و ترجعى تانى ههههههههه

السبت، 26 ديسمبر 2009

مش مهم اذا كنا كلنا ليلى ولا لأ

الصراحة كنت ناويه أفكس السنة دى موضوع كلنا ليلى .... أنا كتبت فيه السنة اللى فاتت و لأنى

اتغيرت كتير عن السنة اللى فاتت كنت ناويه أفكس

بس مياسى جت هنا و قالت لى و ماجى ادينى كلمتين فى العضم هههههههه , فقلت خلاص ... توكلنا على الله .

و ايه فايدته ؟؟ طب أنا ح أقعد أحرق فى دمى و أتناقش و اجادل و فى الأخر ألاقى كائنات أميبية (جايه من أميبه يعنى أى طفيلى ) بيقولى كلام غبى أوى لا يتناسب مع العصر اللى احنا فيه خالص ..معلش ما هى مدونتى و أكلم براحتى مرة من نفسى يعنى ... و مفيش مرة وصلت بالجدال فى حاجة بالذات فى الموضوع ده .... و بعدين قعدت أسأل برده اشمعنى قدرت اقنع الناس بأفكار غريبة كتير و مش عارفه فى ده ؟ و ولا غيرى عارف و اكتشفت برده ان المشكلة فى القالب ... فى حاجات معينة ممكن الناس تاخد وتدى فيها و حاجات تانية بيتولدوا من هنا و بيركب لها القالب من هنا ... منها الكتالوج بتاع الأنثى فى حياتهم .... بطلت اتكلم فى الموضوع ده لأن مش من انصار الشكوى , يعنى اللى بياخد حقى منى وبسكتله يبقى الغلط عندى .... و انا كسارة مش حاسه انى درجة تانية فى حاجة ... بس أبقى كدابة لو قلت أنى كبنت فى المجتمع ده مش حاسه بحاجة .... كفاية أن الواحد بيمشى فى الشارع يتلفت وراه ... دى تسوى كتير بس مش وقتها خالص .... أنا على فكرة مكنتش مرتبة أنى ح اقول اللى فات ده و اللى عارفه أنه مالوش دعوة ببعضه بس أهو كلام ورا بعضه و خلاص ...

نخش بقى فى اللى كنت مرتبه أقوله ..

كنت مرة قاعدة فى لقاء ثقافى محترم جدا , مع ناس بحبهم و بقدرهم جدا , و كنا بناقش حاجة ليها دعوة بأزمة الزواج ... و جه اتنين ولاد باعتبرهم لهذه اللحظة أصدقائى و بحترمهم جدا ... و هم ناس مثقفين بمعنى الكلمة و فيهم واحد وعيه فوق سنه بعشر مرات ........ كان فى واحد من اللى قاعدين بينفى أن يكون دافع الشباب للزواج جنسى بحت لأنهم ممكن يحققوا ده بطرق غير شرعية بعيدا عن الزواج ( بيدافع عن الولاد اهو مقلش حاجة الراجل ) و قام صديقى المثقف قال : يعنى تشترى اللبن و لا تجيب الجاموسة أحسن ؟؟؟ .

رد عليه صديقى التانى اللى برده مثقف و بحترمه و مزعلتش منه برده و قاله :فعلا , يعنى تشترى تذكرة و لا تركب التروماى .....

كان فى التشبيه هنا " الزوجة هى الجاموسة و التروماى " .

الغريب أن الاتنين من أنصار التدقيق المبالغ فيه فى استخدام المصطلحات و الألفاظ و الكلام ... مش بيسبوها تطلع بالله كده ..... يوميها أنا معلقتش .... و لما سالتنى واحدة صاحبتى مندهشه لانى سكت على غير عادتى , قلتلها : لما بدافع فى موضوع زى ده ... ح يحطوا عليا علامة أنى بتاعت حقوق مرأة و معقدة و ساعتها كل ما أحاول أتكلم فى أى موضوع تانى فى الدنيا مش ح يجيب معاهم نتيجة ... لانى ح أبقى عليا علامة معينة ...

معرفش انتوا فهمتونى و لا لأ ؟؟ بس أنا مضايقه من نفسى بسبب تفكيرى ده ... أنا زهقت من الكلام ... و اخترت أركز مع نفسى .... يمكن أنا غلط .... مش عارفه ... و لذلك مش لاقيه حاجة دلوقتى أقولها لأى واحدة شايفه نفسها أنها ليلى ...غير حاجة واحدة اطلعى من ده فى حياتك الشخصية عشان تعرفى تدى للفكرة على مستوى أعلى من غير ما تسحبى عقدك الشخصية معاكى ......... تصالحى مع نفسك أنتى و اجبرى الاخرين على ده ..... و بعدين نبقى نشوف أزمة المجتمع ككل ... كفاية عليكوا كده ..... تصبحوا على خير ... او تصبحوا على مجتمع مفهوش حد درجة تانية سواء كان ست , راجل أو حتى جاموسة ........ ههههههههه

الخميس، 17 ديسمبر 2009

اكتشاف

اكتشفت امبارح اكتشاف رهيب جدا ....... اكتشفت أنى بكتب عشان أعرف نفسى .... و انى بكتب عشان أتحقق ... و أنى بكتب عشان برده ... معرفش الصراحة ليه برده . و أهم من كل ده اكتشفت أنى مبكتبش كتير .. تصبحوا على خير

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

stuck

He had never tried to use public toilets before . Not because they are too filthy for him to use , but public toilets were not widely spread from the first place. He used to urinate following the traditional way, open his zipper and facing a wall or a fence of a garden . Although , he did not like peeing this way , being used to something strips it from any feelings of dislike.
Working as a velant in a primary school , he walked everyday in the early morning to the bus stop and jumped into the one heading downtown . Afterwards, he would wait for a microbus to drive him along the narrow streets to the school. His journey to work usually takes an hour . Suffering from liver and bladder problems , Saber needed to pee every couple of hours . He could wait till he reaches school, but the problem was that his mate " Om Mostafa " had the key of the only men's toilet in school and because of the little favours om mostafa paid to the school headmaster , she was the only employee who dared to come at 11 pm though teachers were not allowed to enter school after 9 pm . That's why he used to pee in a garden nearby before he enters school .
He got to know the public toilet when he could not find the microbus one day and had to walk all way to school. Saber tried to school . Saber tried to get in it but the doorway was blocked by three men . The three men lined up in a queue and Saber managed to press himself into a small square where people were standing . The smell was too disgusting to describe . Ugly paintings covered the walls . All ceramic tiles were cracked as if they were hit by a hard object , harder than the tiles themselves . The upper part of the door of the toilet cabin was broken but still it prevented others from seeing the person inside . The first man in the queue was shouting of pain and he pressed his both hands on his stomach hoping to relieve the pain . The one behind him was his friend who explained to the others the reason why he could not stop whining . It was a poisoned liver sandwich from Abdo Swarekh , the famous oriental sandwiches shop downtown . On hearing this , Saber took out a beans sandwich from the large side pocket of his shirt and stared for few seconds at it . "Beans are just beans " said Saber ti himself who was pretty sure that after thirty – five years of eating sandwiches daily that he can never fall ill because of them.
Infront of Saber , there was a dreadfully thin Youngman whose elbow joints were visible from under his skin. He made some facial expressions that made him seem abnormal . He was not comfortable to be approached or even stared at .
Ten minutes passed while Saber was waiting for the anonymous man who was in the toilet cabin . The whinning man knocked hard on the door and his bearded friend threatened to break it if the person inside did not get out immediately . There were all sure of that . There was something strange going on inside they were all sure of that .
They could see from the opening at the bottom of the door that was on the floor . They saw one leg stretching on the dirty cracked ceramic tiles . The bearded man's threats served them right . After few seconds , the person inside the cabin opened the door slowly , gazed at them all , said nothing and crawled his way out of the place . He was slim and recognizably short . His eyes were red and his face was frozen and gave no reactions. The moment he opened the door , the whining man ran inside and slammed it .
The bearded man said satirically : " What 's wrong with him ? " The whining friend said from inside : " He was taking drugs , the remains of hashish are everywhere on the ground. The bearded man got angry and kept condemning lack of morals and the down fall of religious behaviours. Saber did not understand why the bearded man was that angry . Saber knew plenty of good people who smoked Hashish. He , himself , amoked hashish in feasts and wedding parties. The whining man pushed a quarter pound that was thrown on the floor with his leg to the men standing outside to prove his point .
The bony guy soon rushed to the banknote that was covered with a black sticky substance and picked it up . He peeped out at the other two men , threw himself at one of the narrow ony guy soon rushed to the banknote that was covered with a black stickycorners , took out a cigarette lighter and lighted the banknote after rolling it like a cigarette
The bearded guy furiously said " You will not smoke hashish here , you … " He started insulting the bony man and was about to punch him on the face when Saber middled between them and tried to screen the youngman who threw the banknote on the floor as he felt a little afraid of the well built bearded man and started insulting him back .Then a moment of silence when they heard ElAdan from a mosque near by. After that the bearded man broke this silence by a question to his friend inside the cabin " How is everything now , Do you feel better ?" . The man who had already stopped whining few minutes ago : " A little bit , but still feeling the pain " . Saber began to run out of patience but he said nothing.
They were all stuck in 2 x 2 m space , each of them leaned on one corner . After a while , a little girl stepped in from the narrow entrance with a young child in her hand . She seemed dumfounded on the sight of the sight of the three men who were stuck in such a narrow place . She stood next to them silently , Saber startled when he saw that the girl dared to step in the toilet and wait them . He said addressing her " Go out girl , this toilet is for men only " . She was only a twelve year old girl in a dark old " galabyia" and a tiny veil that exposed most of her brownish hair rather than covered it . She had this skin colour that distinguished most suburbans who belonged to the lower class of the working class , this dusty coloured skin with layers of accumulated dirts over her face . The way in which she answered Saber showed that
she was probably one of those girls who sold vegetables and fruit in the market nearby
It was quite daring to tell Saber : "I do not see any men here" . As many men would respond to that , Saber and the bearded man flew into rage , the latter said : "what ? Hold your tongue girl , go out or we will get you out by force " . The girl said in a loud voice using her hands which moved in all directions expressing her fury : " I do not see (Banned for females ) sign written outside , besides you should be ashamed of yourselves , you can do it anywhere , women are more entitled to it than you " .
The girl looked very wild this made Saber and the bearded man end their quarrel at this point . Minutes passed , the girl stood with the little child in one of the narrow corners , next to her directly was the bearded man . The bony young man had to lean on the toilet cabin's door inspite of the whining man's requests to go away as the door was very weak and tended be broken easily . Saber looked at his watch , he still had 15 minutes , meanwhile , the bony man was staring at the ceiling singing in a strange language that was what Saber thought " a strange language " . However ,he soon realized that the young man is definitely a lunatic and that he was
just producing sounds that were meaningless
Both men were absent minded for few minutes . At this time , the bearded man was peeping out at the little girl and inspecting her with keen eyes . She noticed hi looks and felt uncomfortable . She moved herself inches away from him . She wanted to move for a more distance , but there were no more inches . The place was as tiny as a box of matches. The bearded man approached again . He gave the little child a chewing gum . The girl stood still and said nothing . Then , the bearded man leaned a little bit with his body over her shoulders and was about to touch her from the back with his hand when the girl screamed , took off one slipper her feet and flung them at his face , damning him and all men in the world . Saber was shocked when he heard the scream , he had given them his back and did not see what happened , the bony man stopped singing . Saber tried to middle between them and asked the girl :"what's going on ? " She did not answer him but took the other slipper , threw it at Saber's face and ran out bare footed grabbing the child from his arm . The bearded man said angrily :" The girl is a whore , it is very obvious , she got into a men's toilet and accused our masculinity , she is a whore and wanted us to respond to her . Oh ! God strengthen our faith " . Saber looked at him with no doubt that the man was sincere about what he said . Yes , the girl was definitely a whore . At this moment , the cabin's door opened and the whining man looked in pain but he was much better . The bearded man rushed to the toilet cabin and shut it quickly as if he was hiding himself . The bony guy became angry and shouted claiming that he was there before them . He unzipped his pants and urinated all over the floor with a wide victorious smile upon his face . The young man urinated a lot on the walls and the floor . The chaotic urination made the place smell worse and look dirtier than before . The whining man said to him " Are you out of your mind ? " He turned to Saber and said : " He must be a lunatic , right ? " . Saber nodded , he checked that his sandwich was still in his pocket and left the tiny place ,where one man was shouting and the other bursting into urine chaotically .
It is not a wise thing to leave a man who is so desperately in need of toilet waiting for a longtime . Anyway , the young man is a little mad , but Saber is a sane one . He told himself that his bladder could wait another few minutes till he reaches school. "I have been waiting for a long time , I can bear a bit longer and continue waiting " said Saber to himself . . . .

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

Immortality

فكرة قاسية يضطر الى أن يتعايش معها البعض من غير المؤمنين و هى أنهم لن يحيوا حياة أخرى بعد الموت ..... واقع صعب هذا الذى يحاولون التعامل معه لأنه يتنافى مع طبيعتنا كبشر برغبتنا الغريزية فى الخلود و خوفنا من الموت . بالتأكيد يلجأون لنظرية تعويضية مثل أنه بموته لن يشعر بالأزمة - أزمة ان لم يعد فى هذه الدنيا و لا فى أى دنيا أخرى - لن يشعر بها من الأساس لغيابه عن عالمنا هذا , أو يتجه لصب وعيه و اهتمامه كله على حاضره حيث أنه لا يملك رؤية لمرحلة أخرى سوى تلك الملموسة التى يعيشها , أو يفكر فى أن يخلد نفسه عن طريق شىء ما , شىء يشهد على مروره على هذه الدنيا و يكون هذا الشىء هو ارثه الذى تركه . النظرية التعويضية الثالثة تسكن بداخلنا جميعا سواء كنا مؤمنين بالحياة بعد الموت أم لا , لا يوجد انسان لا يرغب فى أعماقه فى الخلود , قد نختلف فى سبلنا لتحقيق هذا , قد نختلف فى شدة رغبتنا فى الأمر نفسه و لكن المؤكد أنه هاجس نحاول دائما تفادى مواجهته من خلال الاندماج مع ايقاع حياتنا اليومية حتى لا نتوقف للحظات و نسأل أنفسنا : طب أنا دلوقتى هنا , بكرة ح أبقى فين ؟؟ أنا اعرف هنا بس معرفش المكان التانى , طب لو سبت هنا ازاى العالم ح يكمل من غيرى ؟؟ . و لأننا كما قلت نختلف فى درجة قوة هذا الهاجس لدينا , نجد من هم مرتاحون , مرتاحون لأن الهاجس عندهم شبه نائم فلا تزعجهم كثيرا فكرة أن بعد رحيلهم لا يوجد شىء ذات قيمة يذكر الباقين بهم , هذا لأنهم مؤمنون بأن سيرتهم الطيبة ستعيش بدلا منهم على الأرض , لكن الى متى ستعيش سيرتهم الطيبة ؟؟ لا يعنيهم هذا . أبسط صور التعبير عن رغبتهم فى البقاء قد يكون حامل لقلل مياه السبيل على ناصية شارعهم كصدقة جارية على أرواحهم , و لكن حتى هذا الفعل على قدر قيمته النبيلة الا أن يتخلله رغبة فى أن يظل شىء منك فى الدنيا ممزوجة بوازع دينى متعلق بالأخرة أكثر منه بالدنيا , لذلك أقول أنهم مرتاحون . أخرون لهم تطلعات أكبر , تتضمن وجود أبناء يحملون اسمهم سواء كان الشخص منهم عامل نظافة أو حتى رجل أعمال صاحب مجموعة شركات ضخمة , فى الحالتين ينتظر الأبناء لكى على حد القول "يشيلوا الاسم " سواء كان هذا الاسم هو لعامل النظافة او لرجل الاعمال , و لكى أيضا " يمسكوا الشركة من بعدى و يكبروها فى السوق " و هذا القول فى حالة رجل الأعمال فقط بالطبع . و لذلك غالبا ما ينتظر من يخلدوا أنفسهم بالأبناء المولود الذكر لأنه هو و ذريته سيكونون حملة الاسم فسيظل هناك من سيوقع بهذا الاسم , و يستخرج أوراق رسمية مدون فيها هذا الاسم لمدة مائتى عام على الأقل و بهذا لن يقلق هو من أن يموت دون أن يكون له " حس فى الدنيا " . و من بين معارفنا و أصدقائنا و كل من مروا علينا فى حياتنا , نجد أن ثلاثة أرباعهم - ان لم يكن أكثر - ينتمون لمن هم يخلدوا أنفسهم عن طريق فعل بسيط كمياه السبيل أو عن طريق وجود " الحس فى الدنيا " , لأن الغالبية العظمى لا تشغلهم قضية ما الذى سيحدث بفنائهم و هل سيحدث غيابهم فرقا كبيرا أم لا , و ان كان كما قلت يظل الهاجس موجودا . و يتبقى لدينا هذه الفئة القليلة و التى تحمل فى طيات تحققها فى الدنيا رسالة انسانية بالمعنى العام للمفهوم . هؤلاء غالبا - و ليس دائما - ممن يعملون أو يتحققون من خلال أعمال ذات بعد انسانى , مثل الفن بأنواعه , و الكتابة و العمل السياسى و الى حد ما الاعلامى أيضا . و كثير من المنتمين لهذه الفئة اتجهوا لهذه المجالات من الأساس فقط لتحقيق فكرة الخلود حتى و ان لم يعوا هم ذلك , صحيح أنهم قد يمتلكون الذكاء أو الموهبة أو الاثنين معا الا أن هاجس الخلود دائما ما يعبث بسلامهم النفسى . و من صادفته السوناتات التى كتبها الكاتب المسرحى و الشاعر الانجليزى الكبير وليام شكسبير و كذلك أعمال نظرائه من أدباء هذه الفترة ( القرن السادس عشر ) يكتشف أن فى بعض أعمالهم يصرحون بالفعل بأنهم يكتبون اما ليخلدوا أنفسهم أو ليخلدوا حبهم أو ليخلدوا المحبوبة نفسها . مما لا شك فيه أن شكسبير و سبنسر و غيرهما , شعراء ممتازون بل هم رواد الشعر فى اوروبا و العالم كله و لم ينقصهم ذكاء أو موهبه تدفعنا للتساؤل عن السبب الحقيقى وراء اتجهاهم للأدب , الا انهم أدركوا أن هاجس الخلود هذا هو أحد دوافعهم الرئيسية للكتابة , و لشدته لديهم عبروا عنه فى أدبهم . المبدعون يتباينون فيما بينهم , فهناك من يرضى و يقنع بأن يكون عازف جيد يؤدى مقطوعات موسيقية شهيرة لموسيقيين أخرين و يتوقف عن هذا الحد و يقنع بهذا , و هناك من يكون عازف ممتاز و يقيم حفلاته بأرقى المسارح و دور الأوبرا ثم هناك من يرفض أن يظل ناقلا لما أبدعه الغير و يشرع فى تأليف مقطوعاته الموسيقية بنفسه , و من بين هؤلاء المؤلفون ستجد قليل منهم يحققون نجاح ملحوظ و فى تاريخ التأليف الموسيقى كله سنتذكر أسماء تعد على اصابع اليد هى التى سيظل الناس يلمسون أثر ما قدموه طالما بقى فن الموسيقى على الأرض . بالطبع لا توجد حدود قاطعة فاصلة بين الساعين للخلود بالابداع بعضهم البعض , فقد تكون - كالمثال السابق - مؤلف موسيقى و لكن منتهى أملك أن تصل لما حققه عمرو مصطفى مثلا بخلطته الموسيقية الشهيرة , و تكتفى بهذا و ترضى جدا عن نفسك هكذا , أو أن ترى قمة النجاح فى أن تعزف " الصاجات " فى فرقة سعد الصغير و هكذا . معظم من عرفتهم بشكل شخصى من مبدعين هم من فئة الناس "الطبيعية " , أى يريدون اصدار مجموعة قصصية تحقق رواجا كبير و استحسان نقدى , اخراج فيلم يشارك بالمهرجانات و يحصد الجوائز , اصدار ألبوم غنائى يستمع اليه الجمهور العالم العربى كله ...... و هناك يتبقى عدد من ( 2- 3 ) ممن هم " مش طبيعيين " و اللذين يتصورون أن بامكانهم تغيير العالم بعملهم , و تحقيق انجاز واحد من نوعه , يحدث تأثير كبير فى حياة الأخرين , يحدث ثورة فى مجالهم و فى نفس الوقت يسعون لنيل النجاح الشخصى و الرضا النفسى المطلوب هم يحملون هم ( بفتح الهاء ) العالم على أكتافهم و يظنون أن الله أوكلهم بحل المشكلة و تحقيق الخلاص . و هؤلاء لم أقابل منهم سوى اثنين فى حياتى . فالطموح درجات , و كل درجة من الطموح يكافئها درجة من مقدار قوة هاجس الخلود لديك ...... و لأن جميعنا نخشى أن ننزل تحت الأرض بعد أن مشينا عليها و اختبرناها و عرفناها .......... نخشى من هذا المجهول بالأسفل , فنريد أن نترك شيئا منا بالأعلى .

الأحد، 22 نوفمبر 2009

واحد - صفر

مش حاجة غريبة و لا جديدة أننا نسمع تلاتشر جريح و خمستاشر مصاب و ربعمية مش عارفه حصلهم ايه بسبب ماتش كورة . يعنى مش شىء يدعو للاندهاش , خاصة و أن فى الماتشات المحلية بين اهلى و زمالك مثلا بيحصل حاجات مشابهه . الفرق المرة دى أن الموضوع كان على مستوى دولى , على مستوى دموى فى نفس الوقت . يعنى مش مجرد فرقتين بيلعبوا , لا ده بقى فى كلام زى مطلب سياسى , كرامة الوطن , الثأر , ترحيل مواطنين , مقاطعة فنانين , قلق على استثمار و غيره , يعنى من الأخر الموضوع كبر شوية . ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سؤال قعدت أفكر فيه كتيييييييييييييييير , ليه الموضوع تعدى كونه منافسة رياضية و تدخل فى قدر من الروح الاتنقامية أكتر من أى حاجة تانية , يعنى الجزائر لو كانت بتلاعب فرنسا ( اللى موتتلهم مليون واحد ) , و احنا كنا بنلاعب اسرائيل ( اللى ضربونا زى الفراخ فى سبعة وستين ) مكنش ح يبقى بالمنظر ده . بغض النظر عن أن المشجع المصرى زى الفل و بلسم و تشجيعه حضارى ( و ده كان فعلا الواقع فى السودان بس مش على طول الخط ) و بغض النظر عن رأينا فى الجزائريين على انه بربر و همج و دمويين ( و مع اعترافى أن ده كان وضع مشجعيهم فى السودان بس برده مينفعش نعمم ) الا أنه بالنسبة لى الموضوع كله شوية ناس من هنا و من هنا ( سواء احنا أو هما ) بيدوروا على حاجة واحدة : التعويض . تعويض عن تاريخ ملطخ بدماء شهداء و بأحلام و طموحات و مشروعات قومية نزلت على فشوش . تعويض احساس المواطن بأنه ترس صغير أوىىىىىىىىىىىى فى مجتمعه و ده مرض اجتماعى فى حد ذاته . تعويض غياب احساس بالوطنية و الانتماء عشان كده الراديو بيسمعنا أغانى زى ( و الله و بنينا السد - و مشربتش من نيلها ). تعويض غياب هوية جمعية ( بالنسبة للجزائريين ) . طبعا كرامة الوطن فوق كل شىء فوق حتى أفراد ( على عينى وراسى ) , بس كرامة الوطن ما هى اتهانت فى السعودية لما جلدوا الدكتور المصرى , لو كان ده انجليزى و لا أمريكى و لا حتى هندى مكنوش عرفوا يعملوا معاه كده . كرامة الوطن لما تمنين مليون يسكتوا على دقيق فاسد داخل البلد , غير صالح للاستهلاك الأدمى و بناكل فيه و لا حاسيين . كرامة الوطن لما نصدر غاز لاسرائيل بسعر عبيط ميجيش تمن تكلفته . و طبعا كرامة الوطن لما الحكومة الجزائرية تتعمد ارسال مسجلين خطر فى طيارات حربية عشان يجوا يضربونا - مقدرش أختلف على ده طبعا - . لكن اشمعنى الأخرانية دى هى اللى لمت الشعب كله حواليها من أول علاء مبارك لحد سواقين الميكروباص مرورا بالاعلاميين و الشخصيات السياسية و الفنانين . لأن الكورة بتديك فرصة أن تقف بعلو حسك فى الاستاد و تقول " أيامك سودة يا خضرة " , أو واحد زملكاوى متعصب يقدر يقف يشتم و يلعن أبو الأهلى فى ماتش محلى . بس نقدر نلعن أبو الحكومة ؟؟ نقدر نلعن أبو أى حاجة تانية غير فيما يتعلق بالكورة . الكورة متنفس , و الحكومات العربية اللى نتايج انتخاباتها بتعمل سبق تاريخى بالتسعة و تسعين دى عارفين كده كويس . صدقونى احنا و هما فى الهم سوا , اه طبعا عايزه نعمل رد محترم , أه طبعا لازم ناخد حق الناس اللى اضربوا ,بس نعقل حبه و نشوف ايه اللى بيحركنا ؟؟و لمصلحة مين شعبين زبننا احنا و هما يدخلوا فى حرب بسبب مباراة رياضية؟؟؟ .

الأحد، 8 نوفمبر 2009

التحقق

- دى شريرة و سماوية و مترتحش غير فى أذية الناس . - لا , لا , دى عندها مشكلة فى التحقق . · هكذا أجبت قريبتى التى كانت تشكو من أخت زوجها التى على حد قولها لا تملك القدرة على حب الأخرين . اكتفت هى برفع احدى حاجبيها لأعلى و ضم شفتيها معا فى جانب واحد كما لو كنت خيبت أملها . ------------------------------------------------- هؤلاء من لديهم مشكلة فى التحقق تستطيع أن تتعرف عليهم من وجوههم , من نظرات أعينهم , و أحيانا من حركة أجسامهم أيضا . التحقق هو أن تجد لنفسك تعريف فى القاموس , قاموس عالمنا هذا , و ليس التعريف هو أنك على سبيل المثال : مواطن مصرى متزوج أب لطفلين أعمل كسائق عربة نقل , أسكن بالمنشية و أصلى الفرض بفرضه . تعريفك لنفسك يجب أن يتضمن حصولك على " شبه " اجابات على أسئلة كثيرة منها : لماذا أنا هنا ؟؟ ما الفائدة الفعلية من وراء وجودى بهذا العالم ؟؟ ما هى رسالتى نحو نفسى ؟؟ رسالتى نحو الأخرين ؟؟ ما هو شكل علاقتى بربى ؟؟ ماذا يعنى لى القدر ؟؟ كيف أتعامل معه ؟؟ هل أنا فى مكانى الصحيح أم أنتمى لعالم غريب عنى ؟؟ و السؤال الأهم على الاطلاق ......... هل أنا راضى ؟؟ . و أقول " شبه " اجابات لأننا ربما أحد أسباب وجودنا الفعلى فى هذا العالم هو أن نظل فى مساعى مستمرة للوصول لاجابات و لا ننال منها سوى " الشبه " , و غالبا ما يكون التحقق غاية فى حد ذاته لما يلحقه من سلام داخلى , رضا , و ايمان بالنفس . وجود مشكلة فى تحقيق التحقق متفاوتة الدرجات و ليست مطلقة, فلا نستطيع الجزم بأن فلان " متحقق " و فلان فشل فى ذلك . · جدتى مثلا تتحقق من خلال الأعمال المنزلية , بل و تتوحد من مع الأوانى و الملابس المغسولة و الملابس التى لم تغسل بعد , فقد لفت نظرى أنه كلما ازداد كم الأعمال المنزلية التى ينبغى القيام بها , كلما ازداد احساسها بوجودها .... بما أسميه أيضا ( مكانها على الخريطة ) , و تضفى على هذه الأشياء صفات انسانية , فليس من الغريب أن تجدها تتحدث عن منشفة اليد كأنها شخص أخر يجالسنا فى المطبخ : حطيها جنب اخواتها , انا عارفة اللى بلك كده ؟؟ ( فى الجملة الأولى تخاطبنى , و فى الثانية تخاطب المنشفة ) , ليس لأنها مجنونة , لا , بل لأن المنشفة تعنى لها أكثر من ما تعنى لى , لأن المنشفة بالاضافة للأطباق و الغسيل على المعلق على الحبل , و البوتجاز بما فوقه من أوانى كلهم معا مكونات لعالمها الخاص . تتحقق هى أيضا عن طريق شىء أخر ( و يشترك معها فيه كثيرون ) و هو هذه الحالة من خلق صف للأعداء و صف أخر للأصدقاء , تملأ بهذين الصفين فراغها , فالصف الأول تنشغل بأخباره و تتربص له و تنتظر لتشهد بما جازاه الله عما فعله أصحابه بها , أما الصف الثانى فتنشغل بأخباره أيضا و لكن لترى من هو بحاجة لرعاية أو مساعدة , أو حتى حدث له شىء مفرح لتفرح معه . و تصل ذروة احساسها بأنها موجودة , عندما تنشب مشكلة بين هذين الصفين , لأنها هنا يتعين عليها أن تتحيز لصف ما و قضية ما و ربما تبادر بأخذ موقف هى الأخرى . و لكنها دائما غير راضية .... اذن لا الأعمال المنزلية و لا صفى أعداءها و أصدقاءها جعلاها تتحقق كليا , ولكنهما جعلاها تتحقق بشكل مؤقت . * تستطيع أحيانا أن تتعرف على ما يحقق الأخر من خلال طريقته فى الحديث عن شى ما . * د. ألينا هى سيدة أوروبية عملت معها لفترة قصيرة نسبيا , و لفت نظرى ما دائما يشغل بالها , فهى اما تجدها تتحدث عن أجهزة الكترونية باهظة لم تنتشر بعد فى الأسواق المصرية , أو عن اشكالية ان يكون الجيم فى صالة مغطاه بدلا من أن يطل على مظهر طبيعى مريح للنفس , و كيف أن مستحضرات تجميل " اليزابيث أردن " ليست بجودة مستحضرات " ديور " , و اذا قضينا معا أربع ساعات , نتحدث فى أكثر من ثلاث ساعات منها عن أى شىء يتعلق بمظاهر الترف , و تكتشف مع الوقت من طريقة حديثها عن كل هذا أنها ليست محدثة نعمة - كما اعتادنا من هؤلاء هواة هذه النوعية من الأحاديث - و لكنها بالفعل تتحقق من خلال وجودها بجيم أحد الفنادق الكبرى و من خلال شراءها لأغلى الماركات العالمية و من خلال اقتنائها لأجهزة الكترونية لا تحتاجها هى بالفعل . د. الينا تتحقق من خلال الرفاهية و هى سعيدة بهذا , بل راضية أيضا . · رجل مثقف تجاوز الستون من العمر , نموذج لهذا المثقف الذى وهب حياته لفكرة ,ثم تضخم الأمر و أصبحت الفكرة هى مشروعه الشخصى , و لذلك انكسر هو بانكسار الفكرة , و بانهيار الحلم الذى عاشه ملايين المصريين ممن ينتمون لجيله انهار هو ,الفارق بينه و بين الكثير من رفقائه أن الفكرة كانت هو , و هو كان الفكرة . دائما أيضا ما يتبنى الأخرين و لا يتبنى مشروعه الخاص , اذا تعرفت عليه مرة بعد أقل من شهر قد يكون مشروعه الشخصى هو أن تكتب أنت أفضل سيناريو لأفضل فيلم سينمائى , أو أن تكون أنجح مصممى الأزياء فى مصر أو حتى أن تجد بنت الحلال المناسبة مثلا . و يصير مشروعه مشروعك . لم يختلف عليه انسان قابله , هو نموذج نادر لشخص قد يقبله المخالفون له فى الرأى أوالعقيدة أو الاديولوجية , بل و يحبوه أيضا , مرة قال عنه صديق " ده مينفعش يعيش معانا , ده مكانه مع ملايكة و الله البشر دول خطر عليه " , هذا الصديق لا يقصد العيش مع الملائكة بتلك الصورة الشاعرية للفكرة , ولكنه يعنيها فعلا . مشكلته , هو أنه لا يتحقق الا من خلال تحقق الأخرين أو من خلال فكرة أو ايدولوجية يتبناها , و هذا نموذج للتحقق حتى الملائكة قد لا تطيقه . · صديقة قديمة تستعذب أن يكون أمرها لغيرها , شخص ما يمنعها مثلا من ارتداء شىء ما لأن لونه أصفر على سبيل المثال , أو ألا تصادق فلانة لأن ضحكتها خليعة مثلا , و ألا تسلم على زميل معين لأن شكل غير مريح , الخ .... قد تظن للوهلة الأولى أنها مجرد فى حاجة لمن يبسط سيطرته عليها يحتويها و يقود عالمها و هذا صحيح , و لكن عندما يؤدى هذا الاحساس لتغيير نظرتها لنفسها , لحياتها و للأخرين يجعلنا هذا نجزم بأنها تتحقق من خلال كونها فى علاقة تكون فيها الطرف الأضعف و تتحقق فيها من خلال الطرف الأخر أيضا , فيصبح انجازاته انجازاتها , أفكاره أفكارها , ذوقه فى الموسيقى هو بالضرورة ذوقها و هكذا .... هل معنى هذا أنها قد تتحقق من خلال هذه العلاقة مع أمها , أبيه , أو حتى صديقة , لا ............ يجب أن يكون دافعها هو الحب ..... أو على الأقل يجب أن تظن هى ذلك . **أرى - وقد أكتشف بعد لحظات أو حتى سنوات أنى مخظئة - أن أكثر سبل التحقق راحة لصاحبه هو هذا الذى يتم من خلال عده طرق , و الذى أيضا يحدث من خلال كون أحد أهم هذه الطرق هو ما تصنعه يداك , و ليس أن تتحققك من خلال اشباع حاجة ما أو من خلال فكرة أو حتى من خلال شخص معين . و لأن ربنا منحنا نعمة الاختلاف فلن نتحقق جميعنا بهذه الطريقة , و لكن سيظل أسعدنا هو من يتحقق من خلال صورة يلتقطها , قصة يكتبها , مبنى يصممه , حرفة ينقلها لغيره أو حتى فى ثوب ينسجه , لأن هذه الأشياء أكثر قابلية للدوام معه و أكثر قابلية للتطور . أسعدنا من سيجد لنفسه أكثر من موقع على الخريطة , و من لن يساوى اسمه فى القاموس = ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

الخميس، 29 أكتوبر 2009

الملصقات الدينية

فى السنوات القليلة الماضية , انتشر نوع من الملصقات ذات طباعة فاخرة و تنوع , على جدران و حوائط المبانى و المنازل و بوسائل المواصلات , و حتى داخل الهيئات الحكومية و الخاصة و هى ملصقات ذات طابع دينى. هناك ما يجمعها فى الظاهر من قواسم مشتركة , و هناك ما يميز ملصق عن أخر من حيث الهدف منها , و اتضح لنا أن الهدف يختلف باختلاف المكان الذى تنتشرفيه هذه الملصقات , بمعنى أن أكبر صور الاختلاف تظهر بين الملصقات الدينية الموجودة داخل الجامعات الحكومية و الملصقات الموجودة بأى مكان أخر سواء وسيلة مواصلات أو حتى فى الشارع . *المشترك بين الملصقات الجامعية و الملصقات الدينية خارج الجامعية : 1) الملصقات العامة . و الموجهه لأى مسلم كان , تحث على ذكر الله و الاستغفار , أو تذكر ثواب صوم رمضان و فضائل الشهر الكريم – و هو امر لا تحفظ عليه على الاطلاق – 2) العنف و الترهيب.
العنف و الترهيب الموجه فى هذه الملصقات من خلال الصياغة أو بعض الصور و الرسومات التوضيحية , أو فى التعليقات المكتوبة بخط اليد فوقها من قبل المارة . مثال : صورة لمومياء تتوسط حروف موسيقية من جهة , و حول هذه الحروف نيران , و فى الجهة المقابلة القرأن الكريم . 3) الحث على الشكليات . الحث على الالتزام بشكليات التدين مع اغفال الجانب الخاص بالأخلاق و المثل العليا مثل ( الكذب – النفاق – الرشوة – احترام الكبير ) و هو ما يتضح فى الحديث عن الزى الشرعى أو أدعية دخول الخلاء أو حكم القسم بغير الله . مثال1 : من حلف بغير الله فقد أشرك . مثال 2: كان الرسول (ص) اذا دخل الخلاء قال : اللهم انى أعوذ بك من الخبث و الخبائث . 4)الابتعاد عن النص المقدس: عدم الاعتماد على النصوص القرأنيه – فى اغلب الأحوال – بل على الأقوال المأثورة أو المؤلفة , أو أبيات شعرية , يليها الاعتماد على الأحاديث الشريفة . مثال1 : يا من بدنياه اشتغل و غره طول الأمل الموت يأتى بغته و القبر صندوق العمل مثال 2 : بلادى لن تموت و اسلامى سيسود و الخط سميك فى كلمة " سيسود " * ما تختلف فيه الملصقات الجامعية: · من خلال رصدنا ل 24 ملصق ( أى أن كل ملصق نموذج يختلف عن الأخر , و قد يتكرر من الواحد المئات ) , وجدنا أننا اذا استثنينا منهم الملصقات العامة, نجد أن الملصقات الموجهه للفتيات تصل ل 11 ملصق و أن عدد الموجه للفتيان لا يتعدى الاثنين . 1) الذكور لا يخطئون : معظم الملصقات الخاصة موجهه للفتيات , و يصل عددهم فى الطابق الواحد بأحد المبانى الجامعية الى ثلاثة و أربعة كحد أدنى . مثال1 : ليكن حجابك و صورة لامرأة ترتدى الخمار ملحوظة : مكتوب على هذا الملصق بخط اليد "فكيف يكون حالنا عند الموت ؟ " + هو ده الحجاب غير ذلك لا تحسب عند الله (بخط اليد أيضا ) . مثال 2: لبس البنطلون للمرأة لا يوافق الشرع لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال . 2) الملبس أولا : معظم الملصقات المخاطبة للفتيات تتحدث عن اللباس الشرعى , على الرغم من أن الأغلبية بالفعل محجبات , و المثال التالى يوضح ذلك بالاضافة للعنف الفكرى الذى أسلفنا ذكره : مثال : الأخت غير المحجبة . أنت سهم فى جعبة الشيطان .... و فتنة لأهل الايمان و سيفا فى يد الأعداء .... أحذرك القبر و ظلمته .... اركبى يا اختاه قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .... أختاه خافى من الله العذاب .... و تذكرى يوم الحساب 3) النقاب : و هناك حضور مكثف أيضا للملصقات التى تفرض النقاب و ترى أن الحجاب تبرج . و لدينا مثال " ملصق لأربعة فتيات الأولى منتقبة : و مكتوب تحتها " الحجاب الشرعى " الثانية ترتدى الخمار : قد يقبل من المسلمة و هو قول ضعيف الثالثة ترتدى حجاب و بنطلون و الرابعة ترتدى حجاب و جيب , و مكتوب تحتهما : قال تعالى " و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" , و (من هنا نبدأ و فى الجنة نلتقى ) ملحوظة : مكتوب بخط اليد على الملصق ( لا للتأليف و الفتوى ) 4) التكرار : نلاحظ أيضا تكرر نفس الملصق أكثر من مرة فى منطقة محدودة , أى أنه لا يخلو طابق دون ملصقين على الأقل للزى الشرعى , و لا تخلو حوائط درجات السلم من ملصق عن حكم التعطر فتستطيع أن تراه الى ثلاث مرات فى الدورين مثال : ( المرأة المتعطرة أينما امرأة استعطرت , فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهى زانية ) 5 )و ملصق للفتى : هناك نوعان من الملصقات للذكور , أحدهما عن التدخين , و الأخر عن حكم مصافحة النساء , و أعتبر أن الأخير غير موجه للفتيان بشكل خاص , لأنه فى النهاية يتضمن علاقته بالفتيات و أن مصافتحها حرام . و وجدنا أنه فى مبنين يتكون كل منهما من خمس طوابق, لا يوجد سوى ملصقين ينهيان عن التدخين ( أى أن فى المبنى كله لا يوجد سوى ملصق واحد لا يتكرر ) مثال1 : السيجارة لا تصاحبها فى الدنيا مثال2 : و يتكرر بشكل أكثر نسبيا ملصق مصافحة النساء ( انى لا أصافح النساء ..... لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخبط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) و فى التعليق على هذه الظاهرة يقول الدكتور "صفوت العالم" الأستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة : الجامعات المصرية تفخر بأعداد الطلبة داخل جدرانها , و أنها يدرس بها 200 ألف طالب , و لكن هل يوجد بالفعل أنشطة حقيقية تملأ فراغ هذا الكم من الشباب؟ فالأنشطة الموجودة لا تملأ فراغ ثلاثة أو أربعة ألف طالب , فلا يجد ما يفرغ طاقته فيه , و الشاغل الأول للطالب رجولته التى ادركها و لا يمارسها , و للطالبة أنوثتها التى أدركتها و لا تمارسها . و لكن الوازع الدينى يمنعه , و الشباب الاسلامى القادم من القرى و الأحياء الشعبية ليس له الا دينه , و عندما يفاجىء بالاختلاط الذى ينتج عنه مشاكل سلوكية عجيبة بالحرم الجامعى , يتجه عن رفضه لهذا الاختلاط بتلك الملصقات . أما الدكتور "جمال أبو شنب " , أستاذ علم الاجتماع كنج مريوط , فيفسر الظاهرة كالأتى : فى مراحل الخلل الاجتماعى و حدوث ضغوط اقتصادية , يكون الدين هو الملجأ للناس من خلال التمسك بشكلياته , و القائمون على انتاج و طباعة هذه الملصقات هدفهم ليس دينى بالمقام الأول , لذلك لا يخاطبون الجانب الأخلاقى لدى الطلبة , فهم هدفهم دنيوى أكثر منه دينى من خلال التأثير على عقول هؤلاء الشباب , و لا يقتصر نشاطهم على الملصقات الدينية بحسب , بل أيضا لهم برامج أخرى , مثل الرحلات و غيرها , كما ان الأنشطة الجامعية لا تستوعب الطلبة و لا يوجد حوار مستمر معهم . أما عن ان معظم موضوعات الملصقات موجه للفتيات فيعوز هذا الى : من المعروف أن الحدود لللفتيات أضيق , فيكون التوجه اليها أسهل , كما ان استجابة الفتيات تكون أعلى من الشبان . و عن العنف الفكرى فى الملصقات يقول : العنف فى المجتمع ظاهرة غير اخلاقية لأن الأخلاق تهذب فكر و سلوك الأفراد , فطالما ارتبط العنف بمراحل التخلف الأولى , و لعدم وجود رؤية واضحة و غياب اليقينيات فى الدين يلجأ الأفراد للعنف فى عرض أفكارهم , فأصبح لا يوجد أى مدخلات معرفية للشباب سواء من خلال الأسرة أو المؤسسات التعليمية . أما الدكتور جلال عبد الخالق , نقيب الاجتماعيين , فأول ما وصف به هذه الملصقات أنها : مسيسة , أى لها بعد سياسى واضح من قبل الجماعات التى تقوم بكتابتها و توزيعها , و لكن لا بد أن نسال أنفسنا أولا , لماذا الملصقات ؟؟ , المؤسسات التربوية أصبحت هزيلة و بغياب دورها يتدخل أى شخص للقيام بهذا الدور عوضا عنها , فالمؤسسة التربيوية الأولى و هى الأسرة لا تقوم بدورها كما ينبغى , و يتلقى معظم الشباب أفكارهم و مبادئهم من أصدقائهم , أو حتى من الشارع , و بهذا يكون أول وسيط تربوى لدينا لا يؤدى دوره . ثانيا :المدرسة , فكانت فى ما مضى هى مؤسسة ذات دورين : تربوى و تعليمى , و تلاشى الدور التربوى , و مع الوقت تلاشى أيضا التعليمى , أى أن العملية التربوية الأن أصبحت تتم خارج أسوار المدرسة . و الجامعة امتداد للمنظومة التربوية التعليمية , و لكنها أمعنت فى اهمال دورها فى هذا الشأن , حتى الاعلام أصبح يصدر فن هابط و ردىء و يحتفى به , فى ظل كل هذا الفراغ لدى الطالب , يكون غزو عقله من اسهل ما يكن , و أسهل طريقة للوصول اليه هو الملصق , و هى وسيلة ناجحة جدا , فهو كوسيلة اختراق سريعة, يعد غير مكلف و ليس له عواقب , فان أتى بنتيجة , يطبعه منه المزيد , و ان لم يات بالنتيجة المرجوة , يحاولون تجديده و جعله أكثر جاذبية . أما عن مضمون الملصقات نفسها , فيستطرد الدكتور جلال قائلا : بالنسبة للحث على الشكليات , لو القائمون على صناعة هذه الملصقات خاطبوا الجانب الأخلاقى للدين و حثوا على الأساسيات , مع الوقت سيحققوا الشكليات , فلاشك أن الاهتمام بالأساسيات يدعم الشكليات , و لكنهم يصرون على مخاطبة الشكليات بدافع الاستسهال , فالأصعب أن تقول له ارفض الرشوة , أو احترم الكبير . أما عن التركيز فى خطاب هذه الملصقات على الفتيات : هذا لأن الثقافة المجتمعية ترى أن الفتاة هى مصدر الانحدار الأخلاقى سواء فى البيت أو الجامعة أو الشارع , فلو أنها حميت نفسها لن تساعد الشاب للوصول لهذه الدرجة من الانحراف , و بالفعل الفتاة لها دور كبير فى وضع حدود لعلاقة الشاب بها , و لكن الملبس وحده لا يحقق هذا لأن الدراسات أثبتت أن المحجبات يتعرضن لنفس نسب التحرش التى تتعرض لها غير المحجبات . أما عن سبب الاقلال من الاعتماد على النصوص القرأنية , فذلك جزء من جماليات الاعلان , فالسجع و الأقوال المأثورة يكونان لهما عامل جذب عن الأيات القرأنية , لأن المتلقى ممكن ان يكون استمع لهذه الأيات او قرأها عدة مرات , و لم يكن لها أى تأثير عليه , و لكن من خلال تبسيط اللغة و تطويرها قد يلفت الانتباه أكثر . *** لم نطرح الأمر للتندر به , أو لرفضه , بل كمحاولة منا لتفسير ما يتعلق بهذه الظاهرة و التى لها أبعاد أخرى اجتماعية و نفسية و دينية , فأحكام الدين لا تخاطب النساء فقط , و ليس قوامها العنف أو الترهيب , و لا تهتم بمظهرنا أكثر من سلوكياتنا و أخلاقنا , اذن هل نعتبر هذا دين الملصقات ؟؟ أم أنها ليست الا صوت ديننا فى الجامعات و المواصلات و الشوارع ؟؟.

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

و مر عام على المدونة العزيزة

* النهاردة يوم عظيم جدا , سيخلد فى ذاكرة التاريخ , مش لأن أبطالنا عبروا و انتصروا و حطموا أسطورة الجيش الذى لا يقهر لأ , بس لأن مدونتى الجميلة ( عدوها عدوها ) مر على سنة , يعنى يدوب ممكن تكون بدأه تمشى دلوقتى . تسألنى ليه دونتى يوم ستة اكتوبر ؟؟ أقولك كان يوم أجازة و الواحد انتهز الفرصة عشان يعملحاجة بتاخد وقت شوية زى انشاء المدونة . هو النهاردة مش كان ح يجى فى دماغى أعمل بوست لولا انى لقيت كله بيعمل كده بعد مرور عام على مدونته , يمكن هى صحيح فقرية ( مش بتطلع ع الريدر و زباينها قليلين و عندها مشكلة فى الفورمات ) , بس زى بنتنا برده , ندعى و نكره اللى يقول أمين ههههههههههه. المهم, هو التدوين فادنى فى كام حاجة كده ح أقصر و فى سريع ح أقولهم , أولا : زى ما هو كان ليكوا كلكوا مساحة تعبير حرة مفيهاش الرقابة اللى بتاعنى منها وسائل النشر التانية , فهو كان كده بالظبط بالنسبة لى و يمكن اكتر كمان لأن أنا لما بكتب حاجة هنا بتكون غالبا المسودة للمقال اللى عايزه أكتبه . ثانيا : المدونات بتديك الكتالوج ........ بمعنى أنماط شخصياتنا بنى أدم و أنماط شخصياتنا ( كمصريين ) على وجه الخصوص واضح أوى هنا ( و ابقوا فكرونى نعمل ع الموضوع ده بوست لوحده ) . ثالثا :أتعرفت على ناس حلوة كتير , و بعدين لقيت نفسى دخلت فى شلة لذيذه كده , و صدقت أن التدونين فيه شللية الصراحة , و لو انى لم أقابل الشلة دى فعلا , بس ان شاء الله أكيد ح نتقابل مرة ( أصل مدونين اسكندرية كسلانين كده ) . رابعا : معنديش حاجة أقولها غير انى كنت النهاردة ناوية اغير قالب المدونة , و أعمل واحدة غيرها بنفس الاسم كما أقترح زميلنا بدراوى , بس اللى حصل أنى كاتبة لسته بالحاجات اللى المفروض أعملها و معلقاها فوق المكتب و الحمد لله متعملش منها حاجة لسه ههههههههه. * بشكر الناس اللى بتفضل تتابعنى حتى و أنا مش موجودة فيمكن مش بيجى هنا ناس كتير بس هما جمهور ثابت ( جمهور على اساس أننا فاتن حمامه و نجمة شباك و كده ) خايفة أسميهم بالاسم أنسى حد بس كل واحد عارف نفسه ( بالمعى الايجابى يعنى ) و ده معناه انى على الرغم انى مش مواظبة فى الكتابة هنا بس علقت معاهم الى حد ما . * اللى عنده حاجة عاوز يقولها يقولها , اللى عاوزنا نتكلم فى موضوع معين يقول , اللى عاوز يسأل حاجة يسأل , هو اوكازيون يعنى . و تحياتى ليكوا كلكوا كل سنة و انتوا طيبين ............... سارة نجاتى ...

الخميس، 1 أكتوبر 2009

لا بد له من اسعاف .......

- لن أدفع أى مصروفات اضافية , هذا لم يكن مذكورا بالعقد . - لا , مذكور , انظر ( يقرأ له ) : و 600 جنيه مصروفات اضافية تسدد خلال 16 شهر من تاريخ توقيع العقد. - (يسكت قليلا , يندهش , يصفع كفا بكف , ينظر للموظف مستاءا ) ثم يقول :لو كنت انتبهت لهذا الشرط المكتوب ببنط صغير جدا ( و يرفع بصره بخبث للموظف ) ما كنت وقعت على هذا العقد , على العموم كلكم تشبهون بعضكم البعض , تبحثون على أعلى ربح لأنكم فى الأساس تبيعون الهواء . - يرد الموظف ببرود متناهى : الهواء ؟؟ حضرتك قمت بالتأمين على حياتك و حياة زوجتك و حياة سيارتك الخاصة بمبلغ خيالى , أين الهواء ؟؟؟ أأنت هواء ؟؟ أ زوجتك , لا مؤاخذة , هواء ؟؟ . - يرفع العميل صوته محتجا و يدق على المكتب بقبضة يده صائحا : اذن فلتنتظر يا أستاذى الفاضل بضعة أشهر , فأنا ( و تزداد نبرة صوته حدة ) لن أسدد المبلغ الأن . -------- يغلق العميل صاحب بوليصات التأمين عينه و يفتحها , يصفر وجهه بسرعة غريبة , يحاول أن يتحرك يمينا و لكن قدماه تتعثر فى رجل الكرسى المواجه للمكتب , يترنح كالمخمور , يحاول أن يعيد تثبيت قبضتيه على المكتب مرة أخرى , لا يستطيع فهو يظل يترنح , يسقط فاقدا الوعى على ظهره . يحملق موظف شركة التأمين فى العميل مذعورا . بالمكتب ثلاث موظفين , أحدهما شاب لا يتجاوز العشرين من عمره و عامل نظافة , يندفع جميعهم نحو العميل محاولين افاقاته . - عامل النظافة : ماذا حدث يا أستاذ فكرى ؟؟ هذا عميلك؟؟ - يجيب فكرى و هو لايزال مذعورا : نعم , نعم , هو عميلى . يتحرك فكرى من وراء مكتبه , ينحنى بركبتيه على الأرض الى جوار العميل المغشى عليه . - أكبر الزملاء سنا : لا فائدة انه لا يفيق , ماذا حدث يا فكرى ؟؟. - أقسم بالله لم يحدث شىء , رفض دفع ما عليه من مبلغ و انفعل للغاية و لا أعرف ما حدث له . - نفس الزميل : اطلب الاسعاف يا عبادة ( محدثا عامل النظافة ) . - فكرى : و لما الاسعاف ؟؟ ربما يفيق من تلقاء نفسه بعد قليل . - نفس الموظف غاضبا : ما كل هذه الامبالاة ؟؟ لم تفيقه رائحة العطر و لا أصواتنا الصاخبة لا بد له من اسعاف . -الزميل الثانى و هو كفكرى فى الأربعين من العمر : ألديه بوليصة تأمين على حياته ؟ - فكرى : بلى . - يا عينى . * اسعاف ؟ و كان معى وقت أن فقد وعيه ؟ , أسيعتبرونه مسؤوليتى ؟؟ ( حدث فكرى نفسه ) . و بينما كان قلق الذهن شاردا , دخل المدير , رجل كبير فى السن , هادىء الطبع و قال بثقة أمرا : يا أساتذة , احملوا الرجل على الأريكة بدلا من نومته هذه على الأرض ( مشيرا الى أريكة صغيرة مستقرة باحدى جوانب المكتب ). - و أضاف محذرا و هو يهم بالخروج : و حاولوا من فضلكم ألا تقتلوه حتى وصول الاسعاف . المدير ليس بالشخص المرح فى العادى , و لكنه جعل الجميع يبتسمون على الرغم من قلق الموقف , و بالفعل حملوا العميل من على الأرض و أراحوه على الأريكة . ظل فكرى يتحرك فى الغرفة جيئة و ذهابا حتى هتف زميله : يبدو أنه سيفيق . جرى فكرى نحو الرجل الممدد , و لاحظ أن مقلتاه تتحركان أسفل جفنيه فى كل الاتجاهات , فتح جفناه ببطء , و كذلك فمه الذى ظل متجمدا لفترة فبادر أحد الزملاء بصب بعض قطرات العصير فى فمه . فى لحظات كان قد استرد العميل وعيه و اعتدل فى جلسته . - مازحه فكرى : كل هذا بسبب ال600 جنيه ؟؟ يا سيدى فداك 600 ألف جنيه , ردهم وقت ما تشاء . - يرد الرجل ممعتضا : ياليتنى كنت مت فقط لتتورطوا فى مبلغ بوليصة الـتأمين . يضحك الجميع يهم العميل بالوقوف فيقول له الزميل الشاب : ارتح قليلا يا أستاذ , لا تتعجل الانصراف . - لا, لا , أنا معتاد هذه النوبات , تصيبنى كلما انفعلت ( و ينظر الى فكرى لائما ) . يصر العميل على الانصراف و يساعده الزميل الشاب على النهوض و يعرض عليه أن يصطحبه حتى باب الشركة ليطمئن عليه , و ما أن خرجا حتى دخل عبادة العامل و دار ببصره بين أرجاء المكتب متسائلا : أين هو ؟!! . فكرى : الحمد لله فاق , و اصطحبه عزت للخارج . - عبادة : يا نهار أسود !! فكرى متوترا : لماذا ؟؟ لماذا أسود ؟!! - و سرعان ما برر عبادة سبب السواد قائلا : لقد اتصلت بالاسعاف , و نحن الأن فى ورطة كبيرة , اذا حضر المسعف ولم يجد المريض , سيظن أن البلاغ كاذبا . وجم الجميع ....... فكرى معروف عنه دائما الحلول الغير تقليدية للمواقف , فعلى الرغم من جديته الشديدة فى التعامل مع العملاء و زملائه الى أن كثيرا ما تكون حلوله للمشكلات مثيرة للضحك , هب واقفا , ألقى بنفسه على الأرض و مدد كما كان العميل ممددا منذ قليل . - الزميل الأكبر فى السن مندهشا : فكرى ؟؟ - فكرى فى نومته : لا مشكلة سأدعى الاغماء و عندما يأتى المسعف , يجد شخصا فاقدا للوعى و السلام . - و أستظن أنه لن يكتشف أنك تدعى الاغماء ؟؟! - لا , لا , لا أعتقد هذا , الأمر أبسط مما تتصور . اندفع عبادة من الباب محذرا : المسعف وصل . ما أن أنهى عبادة كلماته حتى ظهر المسعف فى الممر يتقدم فتيان يحملان نقالة , دخل المكتب و اتجه صوب فكرى , نزل على ركبتيه و سأل زملائه : ماذا حدث ؟؟. لم يجبه أحد و كان الزملاء فى غاية السخط على سلوك فكرى و لكن لم ينبس أحدهم بكلمة . حاول المسعف قياس النبض , تحسس رقبته , تحسس يده مرة أخرى , حاول أن يسمع نبضات قلبه , تحسس يده للمرة الأخيرة قبل أن يكرر السؤال بحدة : ماذا حدث ؟!! . - أجاب عبادة باحثا عن دور له فى المسرحية : لا شىء , كان طبيعى تماما و حدث له ما حدث فجأة . - المسعف : لا حول و لا قوة الا بالله ................ البقاء لله يا جماعة .

شباك موارب فى مكتبة اكمل مصر

كتبت سارة نجاتي : شهدت مكتبة ” أكمل مصر” مساء أمس الاربعاء 30 سبتمبر 20 حفل توقيع ديوان شعر” شباك موارب ” للشاعرة ” أمانى محفوظ ” هو الديوان الأول للشاعرة السكندرية و التى عرفت مؤخرا من خلال ابداعتها المنشورة بصحيفة أخبار الأدب و عدد من الصحف الأدبية و الثقافية .أ دار االلقاء الاديب أحمد صالح فى حضور فنانى جماعة جدران و نخبة من مثقفى الاسكندرية و ادباؤها. و الديوان هو العدد التاسع من مجموعة يدوية التي تعتبر اتجاه فنى مستقل بالاسكندرية ضمن مشروعات جماعة “جدران ” الفنية التي خرجت علي يد القاص ماهر شريف , بهدف اعادة خلق روح الحميمية مع الكتاب من خلال نسخ و رسم جميع مطبوعات الكتاب بخط اليد أى تعد كل نسخة من العمل الأدبى فى “يدوية ” نسخة أصلية .
--------------------------------------------------------------------------------
رابط الخبر المنشور بموقع انباء الاسكندرية المصورة

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

The merchant and the dove

This is a story sent to me by my uncle and thought to share it with you ,and tell me what do you think of it ??
There were a silk merchant living t in Holakhan, he was a big man with a tiny scar on his face. Every day a small dove used to come to his shop to pick some seeds, drink from his water pot, and stay till the end of working day. One day there were no shoppers around so he decided to play with the dove, by hiding the seeds and water, but the dove as usual came and stayed till the end of working day. After a few days he looked at the dove and asked: “you are very cute, but there are no seeds or water in my shop and I am sure you don’t need my silk …so….. What do you want??” The dove smiled and said: “I will answer your question if you first tell me about this tiny scar on your face and about the secret of this nice scent in your shop??” The merchant took the little dove gently in his hands and said: “no one have ever dared to ask me!! The tiny scar is wrongdoings I did before in the past”, then added with a voice full of tears: “the scar is bigger, wider and deeper in my heart”. After a while he smiled to the dove and put it closer to his face and said: “the scent is my love to all human beings, animals and things in this world”. The dove jumped to the merchant shoulder and whispered to him with passion: “I don’t want seeds, water or silk I just want you”.The dove flew smoothly to the woods, followed by the merchant, with a big wide smile on his face and no one have seen them again

الأربعاء، 29 يوليو 2009

قدامك سكة سفر

معرفته الجيدة بأية و أسرتها ربما هى ما ستسهل عليه الأمر و تجعله يبدو مقنعا - كما تصورت أنا عندما قالت لى أية أن الباشمندس صديق عائلتهم - سيأتى ليقرأ لهن الفنجان بعد قليل . اندهشت لأكثر من سبب أولا لأننا معتادون ان تكون قارئة الفنجان امرأة و ليس رجل , ثانيا :لأن أية و أهلها على قدر من التدين من المفترض أن يمنعهم من اللهاث وراء جلسة فناجين . قال لأية عندما تناول فنجانها أول ما قال : - عندك سفر , فى سكة سفر ( قديمة أوى , قلت فى سرى) . و يستأنف : فى فرح , أنتى رحتى فرح قريب ؟؟. ردت هى فى شىء من الانبهار و البله : أه . - فى كلام عليكى , فى حد شافك هناك و بيتكلم عنك . - معقولة ؟؟ بس ده كان كله عيال أى كلام كده مش عايزين حد منهم . - هو يا فرح رحتيه , يا فرح ح تروحيه . - أه صحيح يبقى فرح سالى , ده ح يبقى الأسبوع اللى جاى. (ابتسمت أمها مستبشرة بفرح سالى الموعود ).......... - بس يا أية أنا مش مبسوط كده , فى واحد عمال ينط لك زى فرقع لوز كده , مين ده يا بنت ؟؟. -(ترد أية ببطء متخوفة من أمها و تمر بصرها سريعا حولها ) : لا و الله ما فى حد بينط . - يرد عليها بنبرة ثقة يحسد عليها : يا بت فى واحد أهو بينط ( يجيبها دون أن يرفع بصره عن الفنجان ) . -تسألها أمها و نظرة متوعدة : مين ده يا أية ؟؟ . - تبتسم أية : و الله ما أعرف . - و طلبت معى استظراف وقتها :خلاص يا يويا يبقى صرصار طالما بيقولك فرقع لوز . و لحظة صمت ......... لم يدر الباشمهندس ظهره ( هو مهندس فعلا ) ليتعرف على شخصى الظريف , و لكن جدتها و أمها و صديقتها عاتبننى بوجوههن . - هو واحد من العرسان القدام . - أية : أه , يبقى شادى . (ملحوظة : بعد أن انفصلت أية عن شادى , أو بمعنى أصح انفصل هو عنها ظلت لا تفوت فرصة الا و تؤكد وجود محاولات مستميتة من قبله للعودة اليها و أ/ محمد لا يعلم أن هذا كلام لا أصل له من الصحة ). - ( هو حاليا لا يظهر أى تعبيرات على وجهه , فقط تستمر نظرة الثقة فى الصمود رغم محاولات استظرافى المتكررة ) : أنتى ح يجيلك واحد قريب , بس بطلى تقفى قدام المراية و تتزوقى و الكلام ده , مالوش لازمة . ( ثم مر على أية بعينيه و تفحص جسدها بطريقة تخلو من أى حياء ) . -فى فلوس طالعة عليكى يا أية , ( و نظر لأمها منتظرا التعليق ) . أمها : أيوه صح ( و لان جميع الحاضرين على دراية بسبب دفع المبلغ فلم تستفض أمها فى الشرح ). -أنتى ح تنتقلى من مرحلة لمرحلة . - أه ما هو سبت المدرسة و رايحة كلية أهو . - الفلوس رايحة فى الكلية دى . - أمها : اه , دى شكلها ح تقطم وسطى . -ح تدخلى حاجة بمصروفات بس ح تعملى شعبية بنت كلب هناك ( تبتسم أية لهذا ) , و ح يبقى معاكى ولاد ( و ينظر اليها بخبث ). -يقول و هو يعيد الفنجان امامه و قد انتهى من مهمته : خلى بالك من الولد اللى عندكوا فى الدور الأرضى , مركز معاكى لما بتطلعى البلكونة ( جدير بالذكر أن بالباشمهندس جارهم بالعمارة المواجهة لهم ) . - أية : خد بقى فنجان سارة . - مين سارة ؟؟ ( ح يعمل هندى بقى ) . - أهيه , مشيرة نحوى . (لم يقرأ لى أحدهم الفنجان من قبل , و لم أمانع من سماع ما لدى الباشمهندس أن يقوله لى و كتمت فى سرى نية الكتابة عنه و عن هذا الموقف , و لا أنكر أن ما حدث يومها واحد من أغرب المواقف التى تعرضت لها فى حياتى . - ( أول ما مسك فنجانى : أنتى مكانك مش فى البلد دى يا بنتى , ثم أشاح بوجهه فى اتجاه البحر الذى تطل عليه شرفة أية بتأثر شديد , و أضاف بعيون على وشك البكاء : أنت مكانك مش البلد دى يا بنتى أنتى مكانك فى بلد تانية . - ( و فجأة وجمت , ظهر تأثر شديد على وجهى , قطبت حاجباى , نسيت ملاحظاتى عليه من أول الجلسة, نسيت أنه لم يقل سوى معلومات يعرفها مسبقا , نسيت كل شىء و تساءلت بينى و بين نفسى : لماذا بادر بالحديث معى عن واحدة من اكبر مخاوفى ؟؟ , و الحقبقة جمد قوله هذا تفكيرى لفترة كما لو كأنى وقعت تحت تأثير عقار ما , لكن سرعان ما أفاقنى هو بنفسه عندما بدأ معى فيلم العرسان الذى كان قد صوره مع أية منذ قليل , و لكن هذه المرة لعبها خارج العارضة )...... - فى واحد بيكلمك فى التليفون ..... - لأ , بص دى مش سكتى , دى سكة أية . - ( و استأنف كما لو لم يسمعنى ) : واحد بيعاكسك , بيكلمك , تعرفه بعض فى التليفون . - قلت ضاحكة : لأ مفيش حد فى تليفونات ( و لامنى الجميع لانكار وجود تليفون ). - رد على منفعلا : أمال يا بنتى ايه موضوه التليفون ده ؟؟ أهو طالع لى تليفون أهو ( و حدقت فى أم أية بتوجس لأنها اكتشفت لتوها أن صديقة ابنتها على علاقة بأحدهم , لا و عن طريق التليفون كمان ) . - لا فى حد فى تليفون و لا بره تليفون . - أمال مين اللى بيكلمك ده ؟؟. -( و لأنه خنقنى بالحاحه , و أم أية خنقتنى بنظراتها , فأجابته اجابة مستفزة :و الله أن لو عايزه اعرف حد ح أعرفه وجها لوجه , أستعمل التليفون ليه يعنى ؟؟؟ ) . ( وجم الجميع للاجابة المتبجحة - فى رأيهم - ) . - مبروك يا سارة , قدامك نصرة كبيرة أوى يا بنتى و ربنا ح يوقف معاكى فوق ما تتخيلى . - (وقعت تحت تأثيره مرة أخرى فابتسمت و قلت : يا رب ) . - أعاد فنجانى مكانه و اندهشنا جميعا لأنه ظل يتحدث مع أية ربع ساعة و معى ربع دقيقة , فقلت له بلؤم :اشمعنى أنا يعنى فنجانى مفيهوش كلام كتير ؟؟ و لا عشان أن تعرف أية و طنط من الأول و حبايبك يعنى ؟؟". -لم يجادلنى كثيرا , تناول الفنجان و اعاد النظر فيه مرة أخرى : أنتى ح تبقى حاجة كبيرة أوى . - ازاى؟؟ -حاجة كبيرة فى شغلك , حاجة فى منظمة كبيرة كده .... ( سكت قليلا ثم أضاف : البنت دى - قاصدا أنا - ودودة و صريحة ......... دى كويسة خلوا بالكوا ) . - انتى ح تنجحى بس خلى سرك لنفسك . - مش فاهمة . -يعنى متقوليش أسرارك لحد و خاصة اللى بينافسوكى .

- و قربى شوية من ربنا .......... ( و فجأة أدار وجهه خارج الشرفة و أخذ يتمتم بكلام غير مفهوم كمن يتكلم فى منامه , خيل لى فى البداية أنه صوت ما بين التمخط و الكلام العادى , فسألته : ايه ؟؟ .

- حذرتنى أم أية : بس سبيه .

- لازم امشى أنا بقى عشان ألحق المغرب , ابقى تعالى معايا مرة يا سارة للشيخ بتاعى .

أم أية : طب ما تقعد شوية .

- لازم ألحق المغرب .

- طب صليه جنبنا هنا .

- لا لازم أصليه عند الشيخ بتاعى .

(كانت أية قد قدمت له بسكويت مع الشاى , لم يأكل من البسكويت شىء طوال زيارته , و لكن قبل أن يغادر لف البسكويت فى منديل , دسه فى جيبه و انصرف ) .

أية : ح تسافرى و تسيبينى لوحدى هنا ؟؟ طب ح تروحى فين ؟؟ ح تبعتيلى دعوة زيارة ؟؟ أنا كمان بفكر أسافر , طب هو لم يقل أنت رايحة فين بالظبط ؟؟ ...............

السبت، 18 يوليو 2009

ساعة لقلوب غيرك

تكرار نفس الموقف جعلنى أتساءل كيف تسنى لمحمود سعيد تأمل وجوه المصريين و من ثم تجسيدها و التعبير عنها؟؟؟.

تأمل الأخرين من أصعب ما يكن .

التأمل ليست بعملية تقوم بها بشكل ارادى فى معظم الأحوال , و لا يجب أن تتمحور حول سؤال وجودى من نوعية ( أنا جيت الدنيا ليه ؟؟) , فأى أمر لا يعنيك من قريب او بعيد و تقطع من وقتك بضع دقائق للتفكير فيه هو فعل تأملى , حتى وان كان ما حدث معى منذ أيام عندما كنت فى وضع استرخاء و أمامى البحر و أخذت أتأمل فى وجوه الناس و الطريقة التى يتحركون بها فى الماء , ملابسهم , طريقة سباحتهم , طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض خاصة هؤلاء الذين لا يعرفون بعض حتى أن لاحظت رجل بدين يرتدى مايوه مزكرش بنفس النقوش الموجوده على عوامة ابنته ذات العامين من العمر, ما يلفت النظر هو أولا : الأب يرتدى مايوه يليق بطفلة فى الثالثة من عمرها , ثانيا : يعوم أو أقصد يتحرك فى الماء بمرح طفولى شديد , ثالثا: على الرغم كل مظاهر البهجة الطفولية سواء فى حركته فى الماء أو فى ملابسه الى أن يعلو وجهه نظرات حزينة جدا .
هذا الأب ذو الثلاثين من العمر و ربما أكثر لاحظ نظراتى له و تصور أننى معجبة ولهانة, و تصور أيضا أنه أحمد عز فى بادىء الأمر و استمتع للحظات بنظرات المعجبات ( أقصد المعجبة الوحيدة ) من حوله ثم أخذه ضميره و تقمص دور شكرى سرحان فى فيلم "شباب امرأة " محاولا مقاومة اغراءات تحية كاريوكا - التى وجب على ان تقمص دورها وقتها لننتهى من تصوير الفيلم و المنتج يكسب - و التأكيد على أنه طالب ملتزم و ليس له فى ألاعيب تحية . و على الرغم من هذا ظل محملقا فى طوال اليوم -فى استياء و هذا الغريب فى الأمر - و نتيجة لذلك ظللت أنا أيضا أشعر بأنى مراقبة فأعيد النظر اليه و بقى الوضع هكذا طوال اليوم فاضطررت أن أعدل وجهتى و أجلس ظهرى للبحر حتى لا يتمادى أكثر من هذا فى تصور أنه شكرى سرحان .

ممتع جدا أن تتأمل البشر و تعبيرات وجوهم دون أن يلاحظوك و خاصة و ان كان الأخرون هم أيضا فى لحظة تأمل , و حظر النظر هذا أمر مزعج للغاية يجبر كثيرون و خاصة الفتيات بأن يسيروا فى الشارع بوجوه أليه و تعبيرات متحجرة مقاومين رغبة قوية فى تفحص من حولهم من باعة و مارة و مبانى و مجارى و خضرة نتمنى وجودها .

فستكتشف أن "الرزقية " على الرصيف لا ينفكون عن الضحك و الابتسام ببله للمارة و دائما ما تعلو وجوههم نظرات الجوع , و أنواع مختلفة من الجوع , قد يكون جوع البطن احداها و لكنه فى الأساس جوع للصراخ ,جوع لأن يعلن عن وجوده , و جوع شديد للجنس لا يستطيع أن يتحكم فيه كما يفعل أقرانه من بنى البشر المتعلمين أو ممن لحقهم بعض مظاهر التمدين , و دهشت مرة للغاية غندما رأيت واحدا منهم مرة ينظر لكاوتش عجلة سيارة نظرة جنسية بحتة لدرجة تجعل الناظر له يتصور وجود راقصة تؤدى نمرة تحت عجلات السيارة و ليس مجرد اطار مطاطى و من تحته أسفلت .

كذلك جموع المثقفين فى الحفلات و المعارض و الذين يجمعهم نظراتهم المتسائلة و الواثقة فى أن واحد , و أبرز ما فيها أنها متكلفة و مصطنعة فى أغلب الحالات , هذا الاصطناع و التكلف لا يوجد فقط فى أعينهم و ملابسهم ذات الطرز و الأشكال المتشابهة و لكنه امتد ليشمل طريقة تذوقهم للفن بل يحدد تلك النوعية التى يتقبلوها من تلك التى ينبذوها , فتتهلل أساريرهم عندما يشاهدوا لوحة لا يفهموا منها شيئا و تعلن وجوهم حالة من التقدير - سواء حقيقى أم لا - لعدم تمكنهم من استيعاب هذا العمل الأدبى المعقد , و ينظروا بعين الازدراء لما يعتبروه كما قال لى أحدهم مرة : ده أى حد ممكن يفهم رواياته , فين التميز اللى عنده .

و طالبات الثانوية بنظراتهن المتهكمة الساخرة الموجهة لكل من حولهن و خاصة السيدات الأنيقات و طالبات الجامعة , نظراتهم فى غاية الاستهتار و راحة البال يتمتعن بقدر من الامبالاة يحسدن عليه فهن - كما كنا نحن - لا يبالين بالطريقة التى يسرن بها فى الشارع , أو حدة صوتهن أو مدى ملائمة استخدام أقذع السباب فى أى موقف و مكان ( مرة فى الثانوية انقطعت جيب صديقة لنا و ظللنا طوال الطريق نخبر كل من يمر بجانبنا بداية من عامل القمامة حتى رجل وقور فى سارة مرسيدس بأنها غطت خصرها بالجاكيت لأن السوستة مفتوحة ) .و نفس هؤلاء الفتيات يصبحن بعد شهور طالبات جامعيات و تتغير نظرات عيونهن من جرأة و بساطة الى محافظة و تكلف حتى فى خطوات مسيرهن فى الشارع .

لا يتسنى لك متابعة ما حولك من ناس و أماكن لوجود جدار عازل وهمى نتحرك داخل حدوده الضيقة و يفرض علينا نمط معين من التعبيرات يجب أن يرتسم على وجهونا و قيود معينة يجب أن تتحرك عيوننا وفقها , و من ثم عقولنا .
هل نستفيد شىء من تفحص ما حولنا , أو ما أصر على تسميته تأمل ؟؟.
ليس بالضرورة ....
يكفى أن يتلذذ عقلك بقدرته على تكوين ملاحظات على حوله , و يكفيه أن يعلن وجوده و يمنحك أجازة قصيرة من وطأة التفكير فى حالك.

الأربعاء، 8 يوليو 2009

السعادة

أرسل أحد التجار ابنه ليتعلم سر السعادة عند الرجل الأعمق حكمة من بين كل الرجال . مشى الصبي أربعين يوماً في الصحراء قبل أن يصل إلى مدخل قصر رائع على قمة جبل . هناك يقيم الرجل الحكيم الذي كان يسعى للوصول إليه . بدلاً من أن يلتقي رجلاً قديساً دخل رجلنا إلى قاعة تنشط فيها حركة كثيفة ، باعة يدخلون ويخرجون ، وأناس يتحادثون في أحد الزوايا ، وفرقة موسيقية تعزف أنغاماً خلابةً . وفيها طاولة مليئة بأشهى مآكل تلك المنطقة من العالم … والرجل الحكيم يتحدث مع هؤلاء و أولئك ، فاضطر الشاب إلى الانتظار ساعتين قبل أن يحين دوره بالكلام … أصغى الرجل الحكيم بانتباه إلى الشاب وهو يشرح له سبب زيارته ، ولكنه قال له أن لا وقت لديه الآن ليطلعه على سر السعادة . واقترح عليه القيام بجولة في القصر ثم العودة ليقابله بعد ساعتين … "ومع ذلك أريد أن أطلب منك معروفاً " أضاف الرجل الحكيم وهو يعطي الشاب ملعقة صغيرة سكب فيها نقطتين من الزيت . " خلال جولتك أمسك جيداً بهذه الملعقة ولا تدع الزيت يسقط منها " . بدأ الشاب يصعد وينزل كل سلالم القصر وعيناه مركزتان على الملعقة . وعاد بعد ساعتين إلى حضرة الحكيم . "إذاً " سأل هذا الأخير " هل رأيت النجود الفارسية الموجودة في غرفة الطعام خاصتي ؟ هل رأيت الحديقة التي عمل مسؤول البساتين عشر سنوات لإنجازها ؟ هل شاهدت الرق الجميل في مكتبتي ؟ " ارتبك الشاب ، واضطر بأن يعترف بأنه لم ير شيئاً أبداً . لأن همه كان ألا تقع نقطتا الزيت من الملعقة التي أعطاه إياها الحكيم . "إذن عد وتعرف على روائع عالمي " . قال له الرجل الحكيم . " لا يمكن الوثوق بإنسان إن لم نكن نعرف المنزل الذي يقيم فيه " . حمل الشاب الملعقة وهو أكثر اطمئناناً الآن ، وعاد يتجول في القصر مركزاً انتباهه هذه المرة على كل الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والمرسومة على السقف . رأى الجنائن والجبال المجاورة ورقة لأزهار وتلك الدقة التي وضعت فيها الأعمال الفنية كل واحد في موقعه المناسب . ولدى عودته إلى الحكيم روى له بشمل مفصل كل ما رآه في جولته . " لكن أين نقطتا الزيت اللتان أوكلتك بهما ؟" سأل الحكيم … نظر الشاب إلى الملعقة فوجد أن نقطتي الزيت قد سقطتا منها . قال الحكيم عندئذ : " هنا النصيحة الوحيدة التي يجب أن أعطيك إياها : إن سر السعادة هو أن تنظر إلى كل روائع الدنيا دون أن تنس أبداً نقطتي الزيت في الملعقة " …
( عن رواية باولو كويلهو "السيميائى ")

الأربعاء، 1 يوليو 2009

حوار

واحد من الحوارات التى أتذكرها بدقة - على الرغم ما هو معروف عنى من زهايمر - و دائما ما أردده بينى و بين نفسى بين الحين و الأخر : - متروحيش يا ندى , المكان كله أمريكان و مكتشفين امبارح حالات اصابة جديدة فى الجامعة الأمريكية. - مش عارفة ..... أصل حابه أخد الكورس ده أوى . - للأخريات : بلاش يا رنا أنتى و مريم تروحوا . -ترد ندى و هى أكثرنا تدينا: بصى أنا مؤمنة بالقدر جدا جدا و لو ربنا عاوز يحصل لى حاجة ح يحصل لى . - لا و الله ؟؟؟ يعنى تروحى لقضاكى بنفسك و تقوليلى لو ربنا عاوز ح يحصل لى . -على فكرة أنا حتى لو جه لى حاجة و عرفت أنى ح أموت بكرة مش ح أزعل أوى ..... أصلى معملتش حاجة فى دنيتى أندم عليها . - يعنى مش ح تحسى أن فى حاجة كان نفسك تعمليها و ملحقتيش او هدف عاوزه تحققيه . -أصل أنا عملت حاجات كتير أوى و رحت 27 قرية من قرى الساحل الشمالى و نزلت بيسينات عمر ما حد نزلها و طلعت رحلات و سافرت كذا مرة , خلاص ح أعوز ايه تانى ؟؟. -نزلتى بيسينات ؟؟؟ يعنى أنتى كده خلصتى اللى عندك ؟؟. -أصل كده خلاص ح يبقى قضاء ربنا و قدره و أنا برده كنت بصلى و ملتزمة فى لبسى و ختمت القرأن مرة قبل كده. تتدخل مريم : ختمت القرأن مرة ؟؟ و هو كده كفاية ؟؟ أنا حاسه أن طفلة اللى بتتكلم ( بالمناسبة مريم حافظة للفاتحة بالعافية ) . - يعنى انتى شايفة أن علاقتك كده بربنا كويسة عشان بتصلى الخمس فروض و بتقرى قرأن ؟؟. - لأ طبعا , أنا عارفة أن فى ناس بتصلى التراويح و بتقوم الليل و ليها ورد بتقراه كل يوم . - مش قصدى الجانب الخاص بالعبادات , طب ما أنا و غيرى كتير مهما بنعمل مهما نعمل من الحاجات دى بنحس أنه مش كفاية و أنا ربنا مش راضى عننا . -لا , لا , أوعى تحسى بكده . - طب فين الجوانب التانية بعلاقتك بربنا ؟؟. -قالت باندهاش : زى ايه؟؟. - الجانب الروحانى مثلا . - أه أكيد مهم . - طب متروحوش الكورس . -متقلقيش ح نروح بس مش ح نسلم على حد , من بعيد لبعيد كده .

الثلاثاء، 23 يونيو 2009

الكرما

دفع باب سيارته الصغيرة , قفز منها مسرعا منشغلا عن عادته فى غلق الباب وراءه و التأكد مرتين على الاقل أنه محكم الغلق . فتح الصندوق الخلفى للسيارة أمسك بمطفأة الحريق و جرى بها نحو بيته الذى كان قد التهمت النيران معظمه , بعد لحظات من محاولات عبثية فى اطفاء النيران المستعرة اكتشف أنه يحاول اخماد نيران منزله الضخم بمطفأة فى حجم زجاجة المياه , رماها بعيدا , توقف للحظات محملقا فى النيران و باغته صوت يحدثه فى نفسه بأنها الكرما و أنه يدفع الثمن . توقف للحظات محملقا فى النيران . نعم , ما كان له أن يسخر من قطة جاره صباح هذا اليوم و ما كان له أن يأخذ دور الامرأة العجوز أمام شباك التذاكر أمس , ثم أنه كسر كوب زميله بالعمل و لم يحضر له واحدا اخر بدلا منه , حتى عندما اتصلت به جارته منذ دقائق لابلاغة بأمر الحريق أغلق الهاتف مسرعا دون ان يشكرها . ضغط بيديه على رأسه بقوة محاولا طرد هذه الافكار من رأسه و لكنه لم يستطع . جرى نحو سيارته مرة أخرى , أخذ منها عبوة البنزين , و سكبها فى حديقة منزله , ازدادت النيران ضخامة , و جرت أسرع فى الحشائش و الزهور , وقف عن بعد محملقا فى النيران مرة أخرى و دعا أن يكون بهذا قد كفر عن خطاياه .

الأربعاء، 17 يونيو 2009

أتعامل الناس كما تحب أن يعاملوك ؟؟

أتعامل الناس كما تحب أن يعاملوك أم تعاملهم كما يتوقعون منك أن تعاملهم ؟؟.
كثير من الحكم و النصائح و الاقوال المأثورة التى يسربونها الى عقولنا فى الصغر - مثل تلك التى على أغلفة الكتب المدرسية - نكتشف عند تطبيقها فى الحياة العملية أنها كانت (مقلب ) .
هذه مشاهد تعاملت فيها مع الناس كما أحب أن يعاملوننى:
1)
فى كوافير
- ممكن لما حضرتك تخلصى مع المدموزيل , تقص لى شعرى ؟؟
- ترد هى بمنتهى الاشمئزاز : مش فاضية لك دلوقتى , أشوف وقتى و أقولك .
- يعنى فاضية بعد كده و لا لأ؟؟
- قلت لما أخلص ح أقولك .
2)
فى التاكسى
- بعد اذنك أنزل عند الناصية اللى جاية من فضلك .
- لأ , أنت ح تنزلى هنا , عشان أنا أحود , و امشى انتى الشوية دول .
3)
فى طابور و تتخطى سيدة دورى بحجة أنها تود أن تسأل موظفة الشباك عن أمر مستعجل و فأترك لها مكانى , و أكتشف أنها أحضرت (رزمة) أوراق خاصة بها لتوقع عليها الموظفة , أى أنها (لبستنى العمة ) , فقلت بأدب : معلش يا مدام , دى مش ورقة واحدة دى كومة ورق , و أنا واقفة من بدرى , تلتفت , تنظر لى باحتقار و تكمل حديثها مع موظفة الشباك .
4)
فى الترام
- عن اذنك أعدى يا مدموزيل ؟؟.
- (تقف سيدة يوحى مظهرها بانها لم يقل لها احد من قبل " يا مدمزيل " , و يبدو أنها أيضا لم تسمع عن الكلمة )فترد : و نبى ايه ؟؟ و أعديكى ازاى فى الزحمة دى ؟؟.
* كنتم مع نظرية عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ...... و الأن مع نظرية عامل الناس كما يتوقعون منك أن تعاملهم :
1)
- عاوزه اقص شعرى دلوقتى ( بلهجة أمره ).
- طب يا فندم , اتفضلى استريحى و أنا ح أخلص الأنسة و أعملك دلوقتى حالا .
( هذا مشهد حدث أمامى مع سيدة أخرى ).
2)
- بقولك ايه , أنا نازلة عند الناصية اللى جاية .
- معلش لا مؤاخذة يعنى ينفع تنزلى هنا عشان بس ألف من الدوران القريب ده ؟؟.
- الله ؟؟ أنا مش قلتلك من الأول انى نازلة هناك .
( و بالفعل أنزل فى المكان الذى حددته ).
3)
بقية الموقف فى الطابور تم كالأتى :
أرفع صوتى محتجة : بصى بقه , ما هو لو انتى مسيبتيش ورقها ده كله و خلصتينى أنا ح أعمل مشكلة هنا , يا ورقى انا اللى ح يخلص دلوقتى يا مفيش حد ح يتعمله حاجة , عايزين تشوفه خناقة النهاردة ؟؟.
- ( و فعلا تترك الموظفة أوراق صديقتها , و تنجز لى ورقتى و هى متأففة ).
4)
فى الترام
- معلش يا أبله أنتى نازلة ؟؟.
- لأ .
- طب أنا بقى نازلة .
( فتترك لى الطريق أمر منه ).
* اذن نظرية المعاملة الحسنة على اطلاقها أثبتت فشلها , لأن عن تجربة شخصية وجدت أن فى معظم الاحيان و ليس كلها يكون من البله أن تعامل الناس معاملة لم يعتادوا أن يعاملوا بها , و قد يبدو كلامى هذا قاس , لكنه حقيقى - أو اراه كذلك - , فعاملة الكوافير معتادة أن يحدثها الأخرين بلهجة أمرة و ان يدعونها ب ( حمارة ) و ( متخلفة ) ان لم تقم بالمهمة المطلوبة منها على اكمل وجه , فعندما أرتكب هذا الخطأ الفادح و أقول لها ( حضرتك - لو ممكن ) يكون ردها الطبيعى ( و الله لما أشوف وقتى ) لتعوض ما تتعرض له يوميا من معاملة تشعرها بالدونية , و تكتشف مع الوقت أن معظمهن يتعرضن للضرب بشكل أسبوعى سواء من قبل الأب أو الزوج و لا يتردد صاحب المحل أن يعنفها أمام الزبائن , فتجدنى فرصة - و غيرى من أنصار (حضرتك ) - لتصدر عقدها الينا.
كذلك سائق التاكسى الذى يكون " بلطجى " فى معظم الاحوال , و يتحول الى بلطجى مسالم عندما يشعره سلوكك بأنك" بلطجى " أنت الأخر , و قابلت كثيرين منهم يتصورون أننى عندما أدعوه ب ( حضرتك ) اننى اما أسخر منه أو أننى بنت (خيخة ) .
و الأمر أحيانا لا يكون خاص بالطبقة الاجتماعية فقط , على الرغم من انها تلعب دور كبير فى تشكيل احترام الانسان لذاته , الا أننى اذكر أن مديرة مدرستى فى الاعدادية و الثانوية -و هى ذائعة الصيت على مستوى الاسكندرية فى أنها لا تتردد فى اهانة ولى امر , و اذلال مدرس و قمع دادا - الا أنها كانت تراعى جدا أسلوبها فى الحديث مع بعض الطالبات التى تعلم أن (لسانهم طويل ) .
نفس الوضع كان يتكرر مع مدرسينى , فعندما قلت لمدرس ( انت راجل مفترى ) , يحاول هذا المفترى محاولات جاهدة لاثبات لى عكس ذلك , و عندما كنت أحترمه و أعتذر بشدة مثلا لأننى نسيت الكراسة كان يقول لى :" تحبى اخبط دماغك فى الحيطة دلوقتى ؟". طبعا دفع هو ثمن موضوع الحائظ هذا غاليا وقتها , و لكن ها أنا قد عاملت الكوافيرة و سائق التاكسى و موظفة المصلحة الحكومية و الراكبة جوارى فى المواصلات و و مديرة مدرستى كما أحب أن يعاملونى و لم أجد الصدى الطبيعى لهذه المعاملة , و هاهم أظهروا لى كل مظاهر الاحترام و التقدير عندما عاملتهم كما يستحقوا أن يعاملوا .
اما أن تمتثل لقيمة اجتماعية و دينية عظيمة و تفقد احترام الأخرين أو تجبرهم على احترامك و تشعر تلوم نفسك كلما تحدثت مع احدهم بأسلوب غير لائق ... ألديكم حل أخر ؟؟؟