الاثنين، 23 فبراير 2009

كل قديم و أى قديم هو الرمز

" و ايه المشكلة لما فيلمى ما يحققش ايرادات , طب ما باب الحديد أول ما تعرض فشل تجاريا " دائما ما نسمع هذا المثل على وجه التحديد من أى مخرج لم يحقق فيلمه الايرادات المرجوة فى محاولة منه لتبرير انخفاض أو انعدام ايرادات أفلامه بشباك التذاكر . ما يستفزنى فى تصريح الفنانين من هذه النوعية شىء واحد فقط يتلخص فى أن " خيبة الأمل راكبة جمل " , لا أكثر و لا أقل . أى أنهم يغفلون أو يتعمدون اغفال نقاط القصور لديهم بحجة أن الجمهور لم يقدر عبقرية الفيلم الموجود بدور العرض مستشهدين بفيلم يعد من علامات السينما المصرية حتى و ان كان الفيلم المتحدث عنه هو لطارق علام. ردود أفعال الكتاب و النقاد و حتى الناس العادية تجاه هذا الكلام هو الغريب فعلا , فبدلا من نقد الفيلم بطريقة موضوعية بناءة فتجد كاتب أو صحفى عروقه منتفضة و الادرينالين عنده فى أعلى معدلاته و يكتب بالبنط العرض " و كيف يجروء المخرج فلان مقارنة فيلمه بباب الحديد ؟" أو سؤال من صحفى ساذج لتامر حسنى "هل تعمدت تقليد عبد الحليم عندما اصطحبت معك العازف فلانى الفلانى ليعزف بالاشتراك مع فرقتك فى حفلة مارينا ؟؟" لا أتذكر اسم العازف الأن و لكنه اعتاد العزف فى حفلات عبد الحليم حافظ و أرتكب خطأ شنيع من وجهه نظرهم أن أشترك فى العزف مع فرقة تامر فى احدى حفلاته . أو عندما يسألون فنانة شابة " هل تقبلين مشاهد الاغراء ؟ فترد بأن قامات السينما المصرية مثل هند رستم و سعاد حسنى كن يقدمن الاغراء لكن فى سياق الدراما "و عندها يحتج أحدهم قائلا :" فلانة الفلانية ترى فى نفسها هند رستم" , أو عندما يدافع أحدهم عن محمد سعد صاحب سلسلة اللمبى و مشتقاتها قائلا : ما اسماعيل يس عمل سلسلة أفلام تتناول نفس الشخصية " و نتيجة لهذا التصريح نتطبق على هذا الشخص حد الردة باعتبار أن اسماعيل يس ورد فى أحد كتب الصحاح مثلا . أو سعد الصغير عندما يهاجمونه لأنه غنى للحمار فيرد قائلا : طب ما شادية غنت للحمار و قالت "شى يا حمارى حاه يا حمارى " فيذهب على اثر هذا الرد الى جهنم و بئس المصير . أتذكر أيضا عندما قال فنان محبوب اشتهر بأدوار ثانية و أحيانا ثالثة عند سؤاله عن من يتمنى أن يكون من الفنان القدامى , فرد بتلقائية و براءة شديدة : رشدى أباظة , فهاج المذيع و الفنانات الاتى كن بصحبته رافضين حتى رغبته فى أن يكون مثل رشدى أباظة . و بعد الهجوم الاعلامى الحاد يأتى الرد من الفنان كالأكلاشيه نافيا فيه أن يكون و العوذ بالله يشبه نفسه بهؤلاء العملاقة العظام موضحا فيه أن قصده من التشبيه هو التوضيح , و أن عندما يقوم مثل يحتذى به مثل اسماعيل يس أو شادية بشىء ما لا مانع لهم اذن من محاولة الاحتذاء به حتى و أن كان انتاجنا الحالى من سينما أو أغانى أضعف فنيا مقارنة بانتاج من سلفونا و يستخلصون فى النهاية قاعدة خطيرة و هى أن قيام الأسلاف فى الكار بشىء ما تنفى عنه صفة الرداءة أو الفشل . و تكون النتيجة هى تحول قامات فنية الى رموز , ثم اصباغ رداء القداسة على هذه الرموز , فلا الفنان يستطيع مقارنة نفسه بأحد النجوم القدامى , و لا ناقد يقبل حتى الاستشهاد بأمثلة من حياة السابقين فان كانت كلا سامية جمال و سمية الخشاب قامتا بدور راقصة فى كباريه فالأولى هى فنانة لها كل احترام و تقدير , و الثانية تنطلق الألسنة و الأقلام تنتقد مظهرها و طريقة رقصها و ابتذالها و هذا طبعا على أساس أن سامية كانت ترقص بالاسدال . و بعيدا عن الوسط الفنى كم منا يجاهر -خاصة ان كان يجالس مجموعة من المثقفين- بأنه لا يجب أم كلثوم مثلا , لن يستطيع القيام بهذا حتى لا يتم اتهمه بانحدار الذوق و الجهل و .. و .. أنا لا احب الاستماع لأم كلثوم , أم كلثوم مملة و هى ليست بنبى حتى أتحرج أن أصفها بالملل , صحيح أشهد لها بقوة الصوت و عبقرية اختيار الكلمات و الألحان و لكنها فى رأيى مملة و تشترك معها فى الملل فايزة أحمد بينما أفضل شادية و فيروز و لن تصدقوا ان قلت لكم "عبد المطلب " أيضا لأنى من عشاق أغنية " ساكن فى حى السيدة " و كذلك أغنيته "يا أهل المحبة " . و لا يعجبنى اسماعيل يس و لا ارى داعى لتلك الهالة المحيطة به , لأنك تستدل على الفنان الكوميدى عندما لا يقول شىء مضحك , و أرى أن أحمد مكى خير مثال على ذلك لأنه الوحيد القادر بين أبناء جيله - بجانب أحمد حلمى- أن يضحكك دون أن يقول أى شىء مضحك فقط من تعبيرات وجهه و خفة ظله الطبيعية و الغير مفتعلة . و بصراحة شديدة فان عبد السلام النابلسى أجدر بهذه المكانة من اسماعيل يس لأنه تنطبق عليه فكرة الكوميديان بالفطرة , و كذلك أعجب بشدة باستيفان روستى و شرفنطح و الريحانى . و لو وودت اختيار رقم واحد بين كل هؤلاء سيكون يوسف بك وهبى فى جميع ادواره الكوميدية لأنه كما قلت كوميديان بالفطرة . و بالنسبة للفنانات فلا وجه للمقارنة بين حنان ترك و هند صبرى من جهه و مريم فخر الدين و زبيدة ثروت من جهه أخرى , فمريم عير مقنعة بالمرة و مثلت لأنها امرأة جميلة و ليس لأن لديها موهبة حقيقية و كذلك زبيدة ,بينما لدى حنان و هند قدرات تمثيلية أكبر بكثير فهن فنانات بالمعنى الفعلى للكلمة , و لكن كم ناقد يجرؤ أن يكتب قائلا هذا ؟؟؟ و كأن بانتساب مريم فخر الدين أو زبيدة ثروت لفترة زمنية مضت أصبحتا جزء من تراثنا , حتى تراثنا - و اللذى على قدر اعتزازنا به -, فيه ما يجب أن نرفضه و ندينه . طبعا من الغباء أن ننفى عن أم كلثوم الدور اللذى لعبته فى تاريخ الأغنية المصرية ,أو عن فايزة تميز صوتها و اللذى تستطيع أن تتعرف عليه وسط الألاف من الأصوات , أو عن قدرة اسماعيل يس العجيبة فى التناغم مع البطل أوالبطلة المشاركين له فى الفيلم أى كانوا و مهما اختلفت مواهبهم . و لكن ليس بالضرورة أن يعجبونى , و لا يجب أن نقدسهم و نتخذ من كل سلوك أو قول قاموا به فى حياتهم نموذج نقيس عليه الفنانين الحاليين بل و نموذج لا يجوز لنا انتقاده أيضا . فهذا المخرج الذى فشل فيلمه فى تحقيق ايرادات تعلل بان الأفلام الجيدة مثل باب الحديد لا تنجح جماهيرا , نرد عليه بنقد مفصل لفيلمه موضحين مناطق القصور به و التى لا تجعل منه فيلم متوسط المستوى حتى . و لا نسأل تامر عن سبب تعامله مع عازف تعامل معه عبدالحليم لأن هذا يندرج تحت بند الهوس , فعبد الحليم لم يأخذ معه طاقم عمله الى القبر حتى يحرم على الأخرين التعامل معهم . و ليس من حقنا مصادرة حق الأخرين فى أن يطمحوا بأن يكونوا مثل رشدى أباظة أو سعاد حسنى , فأنا لى صديقة ترى أنها تشبه "كاميرون دياز " ما المشكلة فى هذا ؟؟ كل منا يرفع معنوياته و يقدر نفسه بالطريقة التى تعجبه , فقد نعترض على اختيار منى زكى لدور سعاد حسنى باعتبار أن سعاد لها روح و حضور مختلفين تماما و لكن ليس لأن سعاد حسنى من أل البيت مثلا فبالتالى لا يجوز أن نصورها فى عمل يتناول حياتها . و بالمناسبة شادية فعلا غنت " شى يا حمارى حه يا حمارى " و كانت الأغنية للحمار , و كذلك قام سعد الصغير بالغناء للحمار " بحبك يا حمار " , و كانت كلا الأغنيتان فى سياق الفيلم , أعلم بالطبع أن ليس لدى سعد لا الصوت و لا الموهبة و لا حتى أغنيات اخرى تشفع له , و لكن لماذا هذا الهجوم المبالغ و الذى وصل لدرجة القضايا و المحاكم مبررين أنه لا يجوز للفنان الغناء للحمار بينما لا تزال الاذاعة حتى الأن تقدم " و الأن مع شادية و أغنية شى يا حمارى " .

الأحد، 15 فبراير 2009

VALENTINE'S

حكمة قالها لى صديق أمس " هما دول العيدين اللى بيخلوا البلد أبيأ مما هى " , قاصدا كلا عيدين الفالانتين المحلى و العالمى , و اضاف : أنا يتهيأ لى مفيش بلد فيها اتنين فالانتين غيرنا .
شرح لى صديقى قصده قائلا :"فتاة ترتدى طرحة حمراء , بلوزة حمراء , و جيب جمراء, تحمل بين يديها دبدوب أحمر كأن فى ماسورة طماطم و بتنفجر على هدومنا و فتارين المحلات , البلد بتبيأ بجد ".
-و بغض النظر الأن عن مطاطية المصطلح "بيئة "- فأنا لا أرى الأمر من منظوره فلا مشكلة لدى مع الأحمر أو الأخضر أو أى لون خلقه ربنا . و لكن هل جربتم مقارنة الفلانتين بعيد الأم ؟؟ .
نفس المحتفلون بالافلانتين هم نفسهم المحتفلون بعيد الأم و لكننى المس الصدق فى عيد الأم أكثر بكثير ففى الأخير نشترك فيه فى عرض جماعى , لا ألمس فيه أى صدق , حتى أنا كلما كنت أقابل أحدهم أقول " هابى فالانتين " دون أن أشعر بوقعها على و لا على الذى أقولها له , و العكس يحدث عندما أقول لأمى و خالتى و جدتى و جارتنا و أم صديقتى " كل سنة و انتى طيبة بمناسبة عيد الأم " مع اننا فى كلا العيدين نعبر عن مشاعر المحبة تجاه الأخرين .
للفالانتين جانب تجارى و ربحى يطغى على أى معانى أخرى له , فعلى الرغم من أن حركة البيع و الشراء تزدهر فى 14 فبراير كما تزدهر فى 21 مارس و ما قبلهم من أسابيع الا اننى لا أتقبل نفسيا الدباديب و القلبوب الحمراء و علب الهدايا ,و أشعر كأنها أكلاشيه أراه كل عام و دخل فى نطاق الابتذال كما كأننا نقول لأنفسنا " احنا بنحتفل , أدينا بنحتفل أهو , و الله العظيم بنحتفل " , و تحول يوم من المفترض أن نعبر فيه عن مشاعرنا للاخرين لشىء مادى جدا .
فمثلا قريبى اشترى لخطيبته دبدوب ب 400 جنيه - على أساس أنه بال 400 جنيه عبر عن مشاعره فعلا - , و يسألنى عن رأيى فى الهدية , فقلت له : يعنى يتهيأ لى شوية ورد كفاية أوى و اعزمها بره و خلاص .
: ورد ؟؟ طب ما الورد غالى جدا أنتى بتتكلمى كأنه حاجة رخيصة .
: أه بس مش لازم 600 جنيه ما بين هدية و فسحة فى بلد فيها ناس مش لاقيه تاكل , و خاصة أن الهدية دبدوب يعنى لو جايب بيهم camera كان ماشى .
تدخلت أخته :الدباديب حاجة وحشة ؟؟دى حاجة رقيقة جدا .
و أضاف هو : ده لسه ال wrapping بتاع الهدية ح يعمل 100 جنيه .
فعلا , رزق الهبل ع المجانين .

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

عندما تطلب الطوارىء بمصر

لا تغامر و تطلب أى خدمة طوارىء بمصر مهما كانت الظروف , صدقنى ستتعامل أنت مع الموقف أفضل اذا كنت مجهز نفسك و بيتك جيدا لمواجهة الطوارىء . عشية أمس اتصلت أحدى صديقات العائلة بنا و تطلب منا طلب بوليس النجدة لأنها لا تعرف الرقم , لأن مجموعة من البلطجية يصرون على اقتحام شقتها عنوة , و لتطمئن نفسها ظلت ممسكة بالسماعة فى يدها على الرغم من أنها كانت لا تتحدث الى , و انهمكت فى "الشرشحة " للبلطجية و أنا على الخط الأخر أرجوها تغلق السماعة حتى استطيع أن اطلب البوليس , لم تستجب لى لأنها لم تسمعنى فاضطررت للصراخ : يا بنتى اقفلى عاوزة أتنيل اطلب البوليس . اقفلت الخط و لاحظت فجأة أننى لا اعرف رقم بوليس النجدة أيضا - أحفظ فقط رقم خدمة الطوارىء بأمريكا من الأفلام و هو 911- ففتحت الأجندة و المفترض أن يكون بأى أجندة أرقام الطوارىء فى الصفحة الأولى و وجدت ثلاث أرقام لخدمة الشرطة بالاسكندرية و ليس بينهم 122 حتى لا تسألونى لماذا لم تطلبى 122 . الرقم الأول غير موجود بالخدمة و الثانى غير موجود بالخدمة و الثالث مرفوع مؤقتا من الخدمة - يعنى لو فى قاتل كان قتل و سرق و غسل الجثة - فاتصلت أمى بقريبة لنا أخصائية بلاغات بسبب عدد المرات التى تعرضت فيها للمشاجرات مع الجيران و السرقات و أفتت أن الرقم هو 122. أتصلت ب122 , و وجدت أن رقم الطوارىء مشغول على أساس أنى أطلب السينما و ليس رقم خدمة طوارىء , و ظل الرقم مشغول خمس دقائق ,بعدها أجابنى رجل بارد الأعصاب قلت له : عايزة أبلغ عن ناس عايزه تقتحم شقة . - فين ؟ - 14 شارع كذا بحى كذا , ( توقعت أن يقول لى حالا سنكون عندك و لكنه قال ) - قوليلى الوصفة كده , - وصفة ايه ؟؟ ,- فرد مستنكرا : وصفة البيت , و لأننى خائبة جدا فى وصف الطرق أعطيت التليفون لماما و التى قالت له : تدخل من شارع أبوقير , - أيوه و بعدين يعنى , و أخذت أمى تصف له كما لو كان سيأتينا من الهند فى زيارته الأولى لمصر و و انتهى الأمر بأنها أشارت له بوجود محل سندويتشات كبدة بمحاذاه البيت و الذى يجاوره محل الملابس الداخلية . احقاقا للحق , لم يتأخر المخبر فى الوصول و لكن كان وقت كاف للبلطجية لأن يملوا من فشلهم فى اقتحام الشقة و يقررون العزوف عن الجريمة من أنفسهم . ذكرتنى هذه الواقعة بواقعتين أخرتين : أولا : يوم أتصلت بخدمة طوارىء الغاز بسبب رائحة تسرب غاز شديدة منبعثة من مطبخ الشقة الملاصقة لنا , فى البداية سألنا المستأجرين بالشقة عما اذا كانوا يشمون رائحة الغاز أيضا و كانوا غير مصريين من البدو , فقالت لنا الحجة والدتهم بسعادة غامرة و ابتسامة عريضة : متسرب أه , نطبخون احنا نطبخون . هى تقريبا طنت أننا نسالها عن رائحة الأكل أو أنها اعتبرت أن تسرب هذا شىء جيد , و ارجح الظن الثانى لأن قبلها بيومين سالتنى بالأسانسير : تجرين ؟؟ , فظهرت البلاهة على وجهى و رددت : نعم ؟؟ ,فأعادت لى السؤال : تجرين ؟؟ , فاستنتجت أنه كان قصدها : تقرأين , فقلت لها بتلقائية : أه طبعا , فنادت على أختها و زوجه ابنها لتخبرهما بأنى " تجرين " و احتفت بى حفاوة بالغة . المهم , اتصلت بخدمة الغاز , فرد على رجل أهدأ من هذا الذى يرد على بلاغات الشرطة : أيوه , - عايزه ابلغ عن تسرب غاز , - طب شوية كده معايا , و تركنى منتظرة ما يقارب عشر دقائق , ثم عاد مرة أخرى : - أيوه قولى حضرتك , - اقول ايه ؟ ما أنا قلت فى ريحة تسرب غاز عود كبريت واحد ممكن يولع العمارة كلها , - فى شقتك ؟ - لأ فى الشقة اللى جانبى , - طالما اللى جنبك أنتوا مالكوا ؟ - مالنا ازاى ما المطبخين فى نفس الجهة , - طب شوية كده . و سمعته يبارك لزميله لعودته بالسلامة من شهر العسل و بعد قليل عاد مجددا : - أيوه أؤمرى , - ياللهوى , أنت مش مركز معايا ليه ؟؟ , - طب و ليه الناس اللى فى الشقة اللى جنبكوا مش هما اللى بلغوا , - ما قلت مستأجرين و شكلهم مش فاهمين حاجة , - طيب دقيقة واحدة , ثم أحضر لى زميله ليستكمل معى الحديث الشيق و بدأ بكلمة : أيوه , - رددت بغلاسة :أيوه, - أيوه يا فندم , - ما أنا لسه حاكيه لزميلك (و أعدت له القصة و وعدنى بارسال عمال كشف على الغاز فى خلال ساعة ) , مر اليوم و لم يأت أحد , أتصلت بهم بعد الظهر , فرد على الرجل بتاع أيوه مرة أخرى : - أنا كنت بلغت عن تسرب غاز و مفيش حد جه , - معلش أصلهم بيتغدوا دلوقتى . و ايمانا منا بأهمية النظام الغذائى لعمال الغاز و الحرص على عدم الاخلال به , أحضر أبى عامل على حسابه الشخصى و أتضح فيما بعد أن الأمر كان خطير فعلا . الواقعة الثانية شاهدتها بالتليفزيون ببرنامج أمريكى اسمه " الانسايدر " و تخصصه تقديم الأخبار التافهة , و لكنه اعتبر أن خبر انقاذ حياة كلب بولاية جيرسى أمر يستحق أن يتصدر جميع الأخبار الأخرى , فنجح فريق الانقاذ بمساعدة ثلاث رجال مطافىء مدربين تدريب خاص فى انقاذ كلب عمره بضعة أشهر كان على الوشك السقوط من على سطح عمارة سكنية , و كان الكلب لا يستطيع الانسحاب للوراء لوجود أسلاك كهربائية , و لاحظت سيدة تعانى من فارغ الوقت الكلب المزنوق و أتصلت بخدمة الطوارىء و اللذين أرسلوا على الفور فريق انقاذ ليلحق الكلب من الموت المحقق . ساعتها قلت : أه , مش كنتى خلقتنى كلب يا ربى .

الأحد، 1 فبراير 2009

ما الدوافع التى تحقق فوزك ؟؟

لا أفتخر بهذا , و لكننى لا أستطيع الادعاء أننى أحفظ ما يكفى من القرأن لأكون مؤمنة حقيقية به ,و لا أقصد بالتأكيد حفظ على طريقة نصوص اللغة عربية و التى تنساها فور خروجك من لجنة الامتحان , و لكن على الأقل المعرفة الحقيقة له , و هذا ينطبق على كل الاديان فكيف تكون مسيحى أو يهودى و لم تقرأ العهدين مثلا ؟؟ . هذا ربما ما دفعنى للالتحاق بما يسمونها حلقة تحفيظ قرأن , معظمنا فيها من المبتدئات : اثنتان غير محجبات و خمس محجبات , تدير الحلقة فتاة لا تتجاوز الخمس و العشرين , يعجبنى أنها تنتمى لطبقة المحفظات الفايف ستارز , بمعنى أنها تشرح بعض أحكام التجويد بالانجليزية , و تقضى عيد الأضحى ببلجيكا و أجازة نصف العام بقبرص , أى أنها لا تعانى من مشكلة طبقية تحاول مداراتها أو مقاومتها بالدين , و لكن اتضح مع الوقت أن لديها مشكلة ثقافية . مزية هذه الدار التى أحفظ معها أنها تسير ببطء شديد , أى أنك لن تجد نفسك مكلفا بأكثر من خمس أيات فى الأسبوع و أحيانا لا تكون مكلفا بأى شىء مما لا يثقل عليك بجانب دراستك أو عملك , ترددت قبل أن أسجل اسمى معهم قبل رمضان بشهرين لأنى كلما هممت بذلك تذكرت أول مرة ذهبت للجامع المجاور عندما كان عمرى تسع سنوات مع أخى , و كنت كل مرة أعود من معركة اما مع الشيخ أو مع زميلاتى فى الدرس . كانوا يأخذون على ذهابى للمسجد بفستان و معارضتى الدائمة للشيخ و اتهامه بأنه ( مبيفهمش ) و على الرغم من هذا كنت من المفضلين لديه لأنى كنت ملتزمة بالحفظ أولا بأول , و اعتدت أن (أتلامض ) معه على طريقة : مش فاهم قصدك يا سارة؟؟ / ليه يعنى بكلمك انجليزى ؟؟ /. و سبحان الله فى البرود الذى منحنى اياه ربنا , كنت دائما منتقدة لأنى أذهب بلا طرحة و فى المقابل كنت أتنقد البنات الاتى كان يأتين بأظافرهن مطلية مونيكير ,: أنا مش فاهمة ازاى تيجى الجامع بمونيكير و أسود كمان ؟؟ /: طب ما أنتى جايه من غير طرحة . بعد فترة انسحبت , و نسيت بعد فترة كل ما حفظته , ثم شجعنى للذهاب مجددا : ضعف لغتى العربية - و الذى لا بد اجادتنها بشكل أفضل- بالاضافة للسبب السابق ذكره و هو المعرفة الحقيقية للكتاب الذى أؤمن به و للأسف حتى الأن لم أحقق أى منهما , لسببين : أولا : تقوية اللغة يحتاج فترة أطول من بضعه أشهر و يحتاج كم أكبر من السورتين الالتين لازالت (نايمة عليهم ) من رمضان . ثانيا :فكرة التفسير غائبة عندنا , فلا المحفظين مؤهلين لهذا و لا الخطاب الدينى يؤيد أن تفهم , يؤيد أن تحفظ , لأن التفسير يعنى تأويل مما يعنى أنك فى طريقك لأن تفهم و الفهم أفة لأنك عندما تفهم تجادل و كيف السبيل الى توجيه عقلك و أنت فاهم ؟؟ عندما تفهم ستفرق بين الاعتدال الذى عرفنا به منذ القدم و بين التيارات الدينية الوافدة الينا و بين ما هو منسوب للدين و ليس من أصله ,و بين هو من أصله و نتعمد اغفاله .حفظى بدون تفسير أحسسنى بتشبيه الله تعالى " كمثل حمار يحمل أسفار " .- أنا بس اللى أقول كده - و هذا لا يعنى وجود مخطط من قبل يارا (المحفظة ) لكى تحولنا الى حمير و لكنها كما تعلمت تعلمنا . هذه كانت دوافعى للالتحاق بحلقة حفظ القرأن الى أن قالت يارا فى أحد الحصص : أنتوا بتيجواهنا الدار خالصين نيتكوا لله و بتعملوا هذا العمل لوجه الله تعالى ,حتى يكون شفيعا لكم يوم القيامة و لتؤجرواعنه . تساءلت مع نفسى: لماذا لم تكن هذه أسبابى للالتحاق بالدار ؟؟ لماذا لا تكون هذه أسبابى لفعل أى شىء ؟؟ أول ما يطرق فى ذهنى دائما من أسباب لفعل الشىء يكون بعيدا عن الأمور الدينية فمثلا كنت مشتركة لفترة بعمل تطوعى يهدف لخدمة الفقراء و الأيتام و المسنين -و أقول خدمتهم و ليس دعمهم ماديا - و كانت جمعية بلا توجه دينى كلما حكيت لأحدهم عن نشاطتنا كان يقول لى : أهو تاخدى ثواب / اخلصى نيتك لربنا عشان تؤجرى عليه / طب ازاى ح تأخده ثواب و أنتوا من فلوس الحفلات بتمولوا مشروعاتكوا الخيرية ؟؟ فلوسكوا كده تبقى حرام / و مرة سألتنى امرأة مسنة و نحن بمكان عام نبيع أشغال يدوية لصالح ملجأ أيتام : أنتوا ازاى بتعملوا مشروع عشان تاخدوا الصواب - تقصد الثواب و لكن على طريقة حسين رياض فى النطق - و معاكو واحدة لابسة قصير ؟؟ لم يجيبها أحد بمن فيهم المعنية بالكلام . فقلت لها محتدة : هى بتعمل خير لحب عمل الخير فى حد ذاته قبل كل شىء احنا بحب نساعد الناس لأن ده دورنا تجاههم و لبسها مش يمنع أنها تفكر فى الثواب برده.و بعد أن تركتنا ساخطة فكرت بهدوء و وجدت أنه ليس بيننا فعلا من يفكر بالثواب فى المقام الأول هناك من يدع أن العمل الاجتماعى يمنحه شعور رائع و يصقل شخصيته و هناك من يتعاطف مع المسنين و الأيتام لدرجة أنه يشعر بأن خدمتهم هو دوره تجاههم و هناك من يريد أن يسجل فى السى فى أن له سابق خبرة بالعمل الاجتماعى و هناك من يصطحبه أصدقائه عنوة و ان كان أكثرنا يشترك فى الاحساس بالعودة الى بيوتنا راضين عن أنفسنا كما لو كان علينا دين لله و أوفيناه أى أنه ليس بزيادة فضل مننا . هل المفروض أن أشعر بتأنيب الضمير ؟؟ لا أشعر بشىء سوى التساؤل , فأكيد أنا لست "مستبيعة " رضا الله عن ما أفعله , لكن هل هى مسألة اعتياد أن يكون اول دافع يحركنى لا علاقة له بالدين ؟؟ من يومين مضيا كنت بحلقة يارا و التى كما قلت لديها مشكلة ثقافية , حيث أنها لا تجيد صياغة سؤال محدد كما أنها لا تجيد الاجابة أيضا , كنت أحبها لأنها لا تنتقد ملابسك و لا سلوكك و لا حتى طريقة كلامك , لا تنتقد أى شىء على الاطلاق تتعامل معك كما لو كنت مثلها تماما فى كل شىء و ان كان انتقادها يظهر فى عينيها و على تعبيرات و جهها لكن هذا لا يعنينى , المهم أنها تعاملنى بذوق و أدب , هى تفضل الحديث معنا عن قراءة الأيات و عن تفسيرها , و لعدم وجود خلفية معرفية كافية عما تتحدث عنه تجد أن كلامها به العديد من الثغرات و النقاط الغير مترابطة ببعضها . كانت أول مرة تبدأ المناقشة بسؤال : يعنى ايه فوز ؟؟ فهمت من وجوهنا أننا لم نفهم قصدها فشرحت بطريقة أخرى : امتى تقول و أنت ماشى فى الشارع أنا فزت بكذا ؟؟. بالعقل , ماذا كنتم ستظنون لو أنتم مكانى ؟؟ ان السؤال دنيوى و ليس دينى , و لكن يبدو أن هناك أحداهن كانت حافظة اجابة معينة فقالت : لما أفوز بالجنة . كيف تقول أنا فزت بالجنة و هى فى الشارع , كيف أقول فزت بالثواب و أنا فى بيتنا ؟ كيف أقول فزت برضى الله و هذا أمر لن أعلمه الا يوم القيامة ؟؟ . و قوى لى رد يارا احساسى بأنها كانت تنتظر اجابة من حياتنا اليومية عندما قالت : لأ مش معقول تقولى أنا فزت بالجنة و أنتى ماشية فى الشارع, يعنى ممكن لما تفوزى يكون قصدك عريس أو وظيفة . فسألتنى : ايه الفوز بالنسبة لك ؟؟. الغريب أننى أمتلك تعريف مسبق للفوز فلم يكن سؤالا مفاجئا بالنسبة لى - من وجهه نظرى طبعا - فقلت لها بالنص : "الفوز لما تحقق الشىء اللى أنت عايزه أوى و تعبت عشانه بأقل كمية من الخسائر , أنت لو اشتريتى فستان عايزاه بخمسين جنيه بدلا من مية ده فوز , بس طبعا أنا بتكلم فى حاجة هايفة , لكن بعيدا عن الماديات الواحد يفوز لما يحقق أهدافه بدون ما يخسر جزء من مبادئه أو يخسر ناس بيحبها أو يخسر أهداف تانية كان بيحاول يوصلها برده " -بالمناسبة أنا مؤمنة تماما أن لكل شىء فى حياتنا نحققه ضريبة يجب أن ندفعها للحصول عليه , يختلف ما يدفع من شخص لأخر و لكن فى النهاية كلنا ندفع - سألت الأخريات و غالبا ما كانت الاجابة :مش عارفة . بعد أن انتهت مننا , قالت ان الفوز بالنسبة لها هو ما ذكر فى القرأن أن الناجين من النار بأعجوبة هم الفائزون و استشهدت بأيه لا اتذكرها للأسف , و استطردت شارحة أن الفوز قد يتأتى ايضا عندما نخلص أعمالنا لوجه الله , و التفتت لى قائلة :و أعتقد أن ده أهم من الفوز بفستان أو طرحة . و تبدلت معاملتها معى قليلا من يومها . أولا : سؤالها كان شىء و الاجابة عنه كانت بشىء أخر, هل سؤالها عن الفوز فى الدنيا أم فى الأخرة ؟ , ثانيا : لم تفهم اجابتى عن سؤالها كما لو كنت اتحدث فى الفيزياء النووية , و تعاملت معى على أساس أننى فتاة تنام و تحلم بالفوز بفستان أو طرحة و هذا لم يكن قصدى بالتاكيد , هذا مجرد مثال للتقريب . و فكرت أسألكم و لكن أجيبونى بصراحة : ما دافعك الأول للقيام بأى عبادة أو عمل خير من المنتظر أن تؤجر عليه ؟؟ ما هو الفوز بالنسبة لكم ؟؟ - غير الفستان يعنى - ههههههههه