أستطيع أن أختلف مع طوب الأرض , و أن أتناقش مع كثيرين بطريقة متحضرة مهما بعدت أو تقاربت أفكارى معهم . فعلى الرغم من أنى لست من مؤيدى جماعة الاخوان المسلمين مثلا الى اننى معجبة بشخص كعصام العريان و أحترم بشدة الطريقة التى يتناقش بها مع نظرائه و المخالفين له فى الرأى من أحزاب أو قوى سياسية أخرى .
من لا أستطيع ان أقيم معه نقاش متحضر عقلانى , هو الشخص الذى لا احترمه , و أحيانا تصل مشاعرى هذه لدرجة الاحتقار - و هو شىء لا أستطيع أن أتحكم فيه - و يكون هو دائما من ينطوى رأيه على تحيز ضد جماعة أو فئة معينة , هذا التحيز المبنى على رفض هذه الجماعة لأنها تكوينها فى حد ذاته يجعلها أدنى منه مقاما و مكانة .
بمعنى أخر , رفض الأخر لمن هو عليه أى رفضه لانه "أخر " , و ليس بناء على ما ينتجه أو يصنعه , مثل المسلم الذى يتحدث باعتبار أن الجنة فى جيبه و أن باقى الناس فى جهنم و بئس المصير فقط لأنهم مخالفين له فى العقيدة أو حتى المذهب .
و اليهودى الذى يعامل الأخرين من منطلق أنه من شعب الله المختار .
أو المصرى الذى يحتقر الأفارقة لأنهم "برابرة و بهايم " , و الأمريكى الذى بدوره يرى أنه أفضل و أنقى عرقا من الهسبانكس أو الأفارقة بأمريكا .
و يكون احتقارى مضاعف عندما يحمل خطاب أحدهم نبرة التعالى على بنات حواء بشكل عام فقط لأنهن بنات حواء مهما كان الدافع الذى يدعيه وراء هذا و الذى لن يخرج من بين الثلاث أكليشهات , الأول : ( دافع الحب - الخوف - الحماية ) و هذه الدوافع المهذبة المغلفة بورق سلوفان و يتبناها المتعلمون و المثقفون ( أو بمعنى اصح أشباه المثقفين ) و الذين يمعنعهم ذكائهم أو درجة تعليمهم من تبنى المجموعة الثانية من الأكليشهات وهى أن : ( المرأة مكانها كذا , ربنا خلقها لوظيفة كذا - هذا باعتبار أنهم سألوه - , قدراتها العقلية ضعيفة , قدرتها النفسية ضعيفة , قدرتها البدنية ضعيفة ).
المجموعة الثالثة من الأكليشهات المتوارثة صريحة جدا و قد يخرج من فم عم رضا الصنايعى لحظة عضب يعبر فيها عن نفسه بصراحة و هو ( أنهن بنات ستين فى سبعين ) و لذلك فهو بالضرورة أفضل منهن .
و لا أوجه كلامى لهؤلاء من مبتبنى أى من مجموعات الأكلاشيهات السابقة و أدعوهم ألا يقرأوا السطور القادمة .
لم و لا أستخدم لفظة مساواة لأنها من كثرة استخدامها أصبحت مستهلكة جدا بل و تضر بمضمون أى قضية أكثر مما تفيدها كحال الكثير من الكلمات و التى نفقد ما لها من دلالات و معانى طيبة و بقدرة قادر تتحول لدافع للهرش و انتفاض العروق كلما استخدمت كما لو أنك أطلقت البراغيث على من تحدثه .
مشكلة بنات حواء فى ما مضى كانت مطالبتهن بحياة أدمية , بحيث أنها كانت تحارب لتحصل على حقوقها كانسان أولا كما سبقها فى الحصول عليها الرجل - أو فى منحها لنفسه للدقة - مثل حق التصويت و الانتخاب
و التعيين بالوظائف العامة .
فمشكلة من يمتحنها الله و تولد أنثى كانت فى الخطاب الرسمى نفسه هذا بالطبع بالاضافة الى الخطاب الدينى و النظرة المجتمعية و نظرة المجتمع لهن , فعلى مستوى التشريعات و القوانين كانت هناك مشكلات كثيرة و تحيز واضح و على الرغم من هذا على قدر صعوبة معركتهن , فهى ممكنة . كيف هذا ؟؟
ببساطة عندما تقترض منى عشر جنيهات و لا تعيدها لى , ساطالبك بها مرة و اتنتين و ثلاثة , ان كنت فى مثل قوتك سأضربك فى الرابعة و ان كنت أضعف منك سأستنجد بالأخرين و لكن فى النهاية سيظل هناك مطلب محدد , و عندما يسألنى أحدهم : عملك ايه ؟؟ , ستكون اجابتى : ضرب على العشرة جنيه بتاعتى .
هذا ما فعلته المرأة من حركات النسوية , مظاهرات , اعتصامات , اضرابات و انتهى الأمر بانتحار احداهن تحت عجلات الخيول فى احتفال رسمى احتجاجا على منع حقها فى التصويت مما أثار الرأى العام و اعاد العشر جنيهات لاصحابها .
أى أن عندما يكون لك حق معين ستحصل عليه اذا أردت هذا و مارست الضغوط المختلفة للحصول عليه , لأن عندها تكون معركتك لتحقيق هدف واضح و محدد .
بخصوص مشكلتى الخطاب الدينى و النظرة المجتمعية فهاتان مشكلتان أكبر بكثير و على درجة من التداخل و التشابك , لأنك لم تقترض منى شىء معين هذه المرة و لم تهضم حق من حقوقى لذلك لا يوجد فعل معين لا بد أن يكون له رد فعل و لكنك فعلت ما هو أسوأ . على سبيل المثال اطلقت شائعة ما عنى و انتشرت فى الشارع عندى , كيف أثبت أنك مطلق الاشاعة ؟ كيف اوقفها ؟ و ماذا سيكون مطلبى عندها منك . على الرغم من الألم النفسى و المعنوى قد يكون اكبر بكثير من خسارتك للعشر جنيهات , الا انك لن أجد ما أواجهك به .
من هنا تظهر مشكلة فتاة 2009 و ما قبلها و ما بعدها - الا ان يراد الله لنا حالا أفضل - .
فهى تستطيع أن تكون الوزيرة , و السفيرة و مديرتك بالعمل و لها حق التصويت و الترشيح و فى وضع أفضل حالا بكثير من دول اخرى لازالت النساء فيها ممنوعات من قيادة السيارة بانفسهن . الا أن المشكلة تظهر فى نوع من التحيز الملموس على ارض الواقع , ذلك الضرر الناتج عن نظرة المجتمع المبنية أساس على الازدواجية فى المعايير .
لأصل الى الازدواجية فى المعايير كان لا بد من هذه المقدمة الطويلة و التى ستثبت فى ثوان لأصحاب نظرية أن
" الستات واخدين حقهم تالت و متلت " أنهم يتعمدون اغفال جوانب كثيرة لا يتضمنها الجانب " المتلت " .
مشكلة كل من تلحق بها تاء التأنيث الحقيقية هى الازدواجية فى المعايير , فانا لا أريد أن أكون قاضية أو حاكمة أو مجندة فى الجيش أو حتى " سريحة بترمس " و خاصة و ان الأخير يتطلب قدرات عقلية خاصة , و قدرتى على القيام بهذه الأعمال من عدمها ليس هذا موضوعنا و يوجد من هن أفضل منى لطرحه و الجدل فيه .
و لكن عندما يتفق مجتمع ما فيما بينه على معايير معينة يقيس على اساسها أخلاق الأأخرين و يميز من خلالها بين السلوكيات السليمة و الخاطئة , ثم نجد أن نفس هذه السلوك يختلف معيار الحكم عليه باختلاف النوع البيولوجى للانسان , على أى شىء يدل هذا ؟؟
يدل على أن الوعى الجمعى للناس لم يستطع بعد أن يتقبل بشكل فعلى أفكار الحرية و العدالة المتضمنة فى القوانين و التشريعات على المستوى القانونى أو الرسمى .
و نستطيع أن نثبت هذا بأمثلة بسيطة جدا , فمجتمعنا ينظر للتعليم , الزواج , الطلاق , العلاقات الخاصة , العادات الشخصية بنظرة مزدوجة تجاه كل من الشاب و الفتاة .
فبخصوص التعليم , نعم الفتيات يحظين معظمهن بالترحيب و التشجيع لاستكمال تعليمهن و تفخر الأسر بالمستوى الذى وصلت له فتياتها من التعليم , و لكن على الرغم من كل هذا يظل لدى الكثيرون هاجس بأن الفتاة اذا بالغت فى الحصول على الشهادات الدراسية تقل فرصها فى الزواج , فأبناء الطبقات الفقيرة يرون أن ابنتهم المتعلمة جامعيا فرصتها قليلة فى الزواج و بنات الطبقات المتوسطة يرون أن ابنتهم صاحبة درجة الماجستير أو الدكتوراة تقل فرصها أيضا فى الزواج , فصديقة أمى سيدة متعلمة و تعمل كمدرسة و لكنها عندما علمت أن ابنتها ترغب فى اعداد دراسات عليا غضبت بشدة محذرة من ان : البنت كل ما تزيد فى التعليم متلاقيش اللى بيتجوزها .
و لا اعلم حتى الان لماذا يرفض الكثير من الرجال الارتباط بفتاة حاصلة على درجة علمية أعلى منه , و لا أشجع أن يتزوج رجل حاصل على الاعداية من أستاذة بالجامعة و لكن ما المشكلة أنت تكون أنت جامعى , و زوجتك تحمل لقب دكتورة ؟؟
الا أن المعايير هنا فى الزواج تختلف , و بينما تزداد فرص الشاب فى الزواج كلما ارتقى بدرجته العلمية , تقل فرص الفتاة على الجانب الأخر , و تظل الفتاة هى الجانب الأضعف فى سن الزواج , عندما تمارس عليها ضغوط كثيرة من قبل مجتمعها و أسرتها حتى تتم " مهمة " زواجها , مما ينتج عنه ألم نفسى شديد لها ان حدث لها العكس و لم تتزوج لأن سيظل جيرانها و أقاربها و أصدقائها و مذيعة القناة الأولى و وزيرة الشئون الاجنماعية و عم محمود بائع البليلة ينتقدون " قعدتها " بانطباع يشير الا أنها اذنبت فى شىء ما , بينما على الجانب الأخر نجد أن قرينها الأعزب هو مجرد أعزب من قبل من حوله , و ليس فقط ما للكلمتين من دلالات توحى بان الأولى بائسة و الثانى (مقضيها ) و لكن لغويا أيضا نجد فى المعجم أن " عنس " أو العانس هى من بقيت طويلا بعد بلوغها سن الزواج . أما ( عزب) الشىء فهى تعنى أن بعد ( بضم العين ) و أخفى ,و الأعزب أيضا تقال على من لم يكن له زوج .
و نلاحظ ان حتى المعنى لغويا يحمل فى طياته أن الأولى "بقيت " و الثانى " أبعد الشىء " .
لا أريد أن نتوه فى مناطق جدلية دقيقة , و بعيدا عن المعاجم و أصل الكلمات , ألا تعتبر معظم الأسر أن زواج فتياتها يعد عبأ عليها و أنها مهمة يجب اتمامها لدرجة أننا كثيرا ما نسمع من يقول " عايزين نجوز البنات و نخلص "
و " جواز البنات سترة " على اساس أننا عرايا و نحتاج رجل ليسترنا و على الاساس أن هناك غير الله يمنح الستر أو أن "ضل راجل و لا ضل حيطة " و الكثير من الأمثال الشعبية المترسخة فى تراثنا تؤكد تضاؤل الفتاة بجانب الرجل و خاصة فيما يخص الزواج حتى أن باحث و نشط بحقوق الانسان قال لى مرة أنه فشل فى أن يجد مثل شعبى واحد يذكر شيئا ايجابيا عن بنات حواء .
و كما تختلف معايير الحكم على الزواج تختلف معايير الحكم على الطلاق , فان اعترف الكثيرون أن الرجل هو كان سبب الانفصال أو أنه " اللى كان ممرر عيشتها " , الا أن كل منهما يستكمل حياته بشكل مختلف تماما , فلنا جارة ظلت تطالب زوجها بالطلاق و أهلها رافضين بشدة أن ينسب لعائلتهن وجود ابنة تحمل لقب " مطلقة " و انتهى الأمر بأنها أخذت تعالج نفسيا حتى قال الطبيب لأمها مرة أنهم اذا لم ينفذوا رغبتها و يتركوها تنفصل عن زوجها فهو غير مسؤول عما سيلحقها من أمراض نفسية , أمها بالتأكيد لا تريد أن ترى ابنتها مريضة نفسيا و لكنها تفضل لها هذا عن أن تحمل لقب مطلقة , فالمطلقة التى تتحدث مع البائع طويلا هى " مفلوتة " أخلاقيا , و المطلقة التى تعود البيت فى ساعة متأخرة ينالها أضعاف ما ينال المتزوجة من لوم و انتقاد , و المطلقة لا تستطيع ان تمازح زميلها فى العمل لأنها " بترسم عليه " , و هى فى ذيل قائمة المدعوين لأفراح و المناسبات السعيدة خوفا من " عينيها الوحشة " , و من تختار أن تنأى بنفس عن القيل و القال لا بد أن تعمل فى حضانة اطفال من التاسعة صباحا للثانية ظهرا , حتى لا تقابل رجالا و لا تخرج من بيتها الا للضرورة و بهذا تحتفظ بقدر من تقبل الأخرين لها .
و على قدر انتقاد الناس أيضا لحياة الرجل المنفصل الخاصة , و تراقب تصرفاته الا أن لا احد يتعامل معه باعتبار أنه على علاقة مع البائع و البواب و زميل العمل كلهم فى ان واحد , كما ان لا مشكلة من دعوته لأى مناسبة لأن عينه " حلوة " .
أما عن العلاقات الخاصة فلن أستفض فى شرح قواعد و نظريات , فقط سأحكى موقف حقيقى و سأترككم تقيمونه كما يحلو لكم : حكت لى صديقتى مرة عن ابن خالتها و أخيه اللذان يتمتعان بكل مميزات ان تكون رجل شرقى ( أو غربى لا تفرق كثيرا ) كان يستطيع أى منهم أن يأتى لزيارتهم مع "صاحبته " - و لا أعنى بمعنى الصداقة العادية - , بالتأكيد يأخذ الموضوع اطار أنها عروسة المستقبل و أنه يريد أن يعلم رأى أم صديقتى به بها , لكن فى النهاية لا تربطهم صلة بالمعنى الرسمى للكلمة , و هذا أمر لا اعتراض لى عليه , كل منا يدير حياته بالشكل الذى يناسبه .
المهم , أنه فى حفل زفاف أخيه , احضر فتاة أخرى و قدمها لهم بنفس الصفة " صاحبتى يا خالتو " , بعدها بأسبوع تصادف أن رأى ابن الخالة هذا صديقتى على محطة الترام مع شاب لا يعرفه , لم يشأ أن يكلمها و يحدث " شوشرة " , و لكنه ما أن عاد بيته حتى جعل أمه تتصل بأم صديقتى لتلومها و تؤنبها , فكيف لها أن تترك ابنتها تقف مع شاب لا تعرفه على المحطة , ناهيك أنه فيما بعد اتضح أنه زميلها فى الدرس ( و بالمناسبة هى كانت بالثانوية وقتها ) و كانا قد التقيا مصادفة فى طريق العودة , و على الرغم من أن أمها سيدة " فرى " و مرحة و تستطيع أن تحول هذه الأمور لنكات تتبادلها العائلة الا أنها غضبت جدا و أشعلت الحرب الأهلية ضد ابنتها , فقط لأن شىء ما حدثها أن كلام أختها ينطوى على معنى " ازاى تسكتى على حاجة زى دى ؟"
أستطيع أن اقول أن الازدواجية فى الحكم على السلوكيات و العادات الشخصية هو أكثر ما أحتك به و هو أكثر ما يغيظنى لأننى كما يدعى البعض " مسترجلة " , و لأن مفهومنا عن الذكورة و الأنوثة مغلوط فلا يغضبنى هذا بل يسعدنى كثيرا , لأن من يرونى مسترجلة يبررون هذا بأنى لا أتحدث مثل الفتيات " سو سو سو " ( دى زقزقة عصافير ) و لا أصطنع طبقات صوتية غريبة أو أتكلم بالطريقة التى تغنى بها هيفاء وهبى . و بالفعل هناك الكثير من السلوكيات يعتبرها البعض بدون سبب واضح قاصرة على الرجال و ينتقص من الفتيات اذا قامت بها مثل ( الحديث بطبقة صوت طبيعية - الجلوس مرخى رجليك أمامك - التحدث بصوت مرتفع - التدخين - استخدام تعبيرات فى الحديث مثل باشا أو يا معلم - الخروج فى ساعة متأخرة - ركوب الموتوسيكل - الوقوف على الناصية مع أصحابك )
و أخبركم بسر , طالما ما وودت أن أقف على الناصية مع أصدقائى , فقط واقفون فى الشارع لا نفعل شىء محدد , سواء كنا نلعب كرة أو نسمع اغانى فى كاسيت سيارة أحدهم . هذه الأشياء التى قد ترونها تافهة هى فى الحقيقية قيود حانقة جدا لا مبرر لها , بل وجميعها تعد من المكونات الأساسية لمرحلة الشباب لدى أى منكم ( أقصد الرجال طبعا ) .
بالتأكيد لا نمتثل جميعنا لهذه القواعد العجيبة فأنا أجلس مرخية رجليى أمامى طالما مرتاحة هكذا على الرغم من نظرات أمى المعاتبة أمام الناس , و أحيانا أنسى نفسى و أتحدث بصوت مرتفع , و استخدم التعبيرات التى تعجبنى و أتحدث بطبقة صوت طبيعية .و مع أنى لا ادخن و لكننى أنزعج من من ينتقد الفتاة المدخنة , كما أننى لا أخرج فى ساعة متأخرة و لكننى لا أرى ما العلاقة بين الأخلاق و مواعيد الخروج و الدخول ؟؟ نعم , بالـتأكيد توجد علاقة فى الأذهان " المصرصرة " فقط , لكن اخضاعا الأشياء للمنطق لا نجد شيئا من هذا .
و المبررات من نوعية الخوف على أو الحماية من , هى مبررات واهية يصدرها لنا المجتمع الأبوى تجعل من الفتاة شخص معاق ذهنيا و بدنيا غير قادر على تقييم أفعاله مثله مثل أى شخص أخر , و أقول أنها واهية لأن اذا كانت المراة فعلا ذات قدرات بدنية و نفسية و عقلية أقل من أى كائن أخر , لماذا تحاكم بمعايير متحيزة ضدها ؟؟ لماذا تكون الطرف الملام فى جرائم التحرش و الاغتصاب ؟؟ ألا من باب أولى أن يراعى انها "ناقصة عقل و دين " و لذلك وجب التساهل فى الحكم عليها قليلا عن نظيرها الرجل , المسؤول عن أفعاله كلها و فى كامل قواه العقلية و النفسية ؟؟ اذن بما أنه الطرف الأقوى نفسيا فعليه أن يتحمل مسؤولية جريمة التحرش وحده , و على الزوج ألا ينال أحكام مخففة فى جرائم الشرف مقارنة بالأحكام التى قد توقع على زوجته فى حالة ارتكابها نفس الجريمة , و عليه أن يتركها تحصل على ما تشاء من درجات علمية لتعوض الفارق الموجود مسبقا بينها و بينه بما أن لديه قدرات عقلية خاصة , و عليه أن يتحمل مسؤوليات أكبر من مجرد العمل و توفير النقود لانه فى المقابل الأم تقوم بأدوار و مهام أكثر بكثير و جميعنا يعلم هذا ( راجع نشأتك من يوم و لادتك حتى سن العشرين على أقل تقدير ) الخ ....
فى تصورى , أنك تحتاج الى أن تكون مكان الأخرين لتشعر بمعاناتهم , و تحتاج الى أن تكون انسان أولا حتى تشعر بمعاناة الأخرين دون أن تكون فى مكانهم .