قطار أبو قير (زحام – مخدرات- تحرش جنسى ) .
قطار أبو قير أحد وسائل النقل الهامة بالاسكندرية لامتداده من منطقة محطة مصر حتى منطقة أبو قير , و لا يعتمد عليه الاسكندرية فقط , بل سطان الضواحى و الطلبة من المحافكظات و القرى المجاورة , و بارتفاع تذكرة القطار من 50 قرش الى 75 قرش و 100 قرش – أى الضعف – تدفقت الشكاوى على المجلس المحلى , و الذى على الرغم من عقده جلسة لمناقشة مشكلة ارتفاع التذكرة , الا أنها ليست الوحيدة , فالقطار غير منضبط فى مواعيده , و فى حالة ازدحام و تكدس مستمر مما ينتج عنه سرقات متكررة , هذا بجانب غياب عنصر الأمان فى القطارات و التى لا أبواب لها تحمى الركاب من السقوط فى حالات الازدحام و التدافع .
تأخير و عدم انضباط.
تقول سحر (20 ) سنة عن تأخر القطار عن موعده : تأخر مواعيد القطار أصبح شىء اعتيادى بالنسبة لى , فالعادى أن أنتظره بالنصف ساعة , و يصل أحيانا للساعتين , و هو ما يسبب لى المشكلات كثيرة كطالبة , فلقد فاتنى مرة الامتحان بسبب تأخر القطار عن الميعاد الذى يفترض أن يمر فيه , ثم بما أنهم رفعوا سعر التذكرة لما لا ينضبطوا فى تنظيم مواعيد القطارات؟؟ .
الزحام و العربات المختلطة .
عن تكدس العربات و عدم الفصل بين بين الرجال و السيدات , تقول جيهان ( 21 ) سنة : أسوأ شىء فى قطار أبوقير عدم الفصل بين عربات الرجال و النساء , و هذا ما يعرضنى لمواقف مهينة جدا لى كفتاة مع أننى أرتدى الخمار , و لا أعلم ما يضيرهم ان خصصوا عربتين للنساء و أخرتين للرجال ؟!
ارتفاع أسعار التذاكر.
يشكو الأستاذ أحمد (55 ) سنة من ارتفاع سعر التذكرة قائلا: بالنسبة للارتفاع فى سعر التذكرة , فالحكومة لها ارادة فى هذا , لا نعلمها و لكنها ارادة الحكومة , و الغلاء وصل لكل شىء , و كنت أقول أن المواصلات هى الوحيدة التى لم يرتفع ثمنها , وأضاف قائلا : و نبى لو ح تنشروا الموضوع ده قولوهم حاجة واحدة بس : العيشة صعبة أوى .
و يتفق معه الأستاذ "حسنى " و زوجته مدام " تيسير " فيقولان : رفع سعر تذكرة القطار سببه علمهم بأنه من وسائل المواصلات التى لا يمكن الاستغناء عنها , خاصة لسكان الضواحى , ثم هل عادة ما ترتفع الأسعار بالضعف ؟ , و لا نمانع ارتفاع سعرها أن كان سيقابل هذا تحسين للخدمة , و لكن ظل الوضع كما هو عليه .
النشل و السرقة .
يؤكد راكب أخر , عم (أحمد عوض الله 60 سنة ) على تكرر حالات النشل , فيقول : أنا سرقت اكثر من ثلاث مرات, و المشكلة ليست فى حالات فى النشل أو البلطجة فقط , و لكن المحصل غير متعاون بالمرة , و لا يمنع الناس من التدافع فى حالات الزحام الشديدة خاصة فى وقت الذروة , و لو كان هناك عسكرى واحد على كل محطة لخاف هؤلاء النشالين , لكن لا يوجد أفراد أمن سوى على المحطات الرئيسية , لكن على محطات مثل الظاهرية أو غبريال , أو الرمل الميرى , لو قتل القتيل لا يجد من يغيثه .
مخدرات و شذوذ .
بتوجهنا الى محطة قطار الظاهرية لاحظنا غياب تام لأفراد الأمن , لا يوجد فرد أمن واحد بها كما يفترض أن يكون على محطات القطارات , و لذلك فان أكثر ما تشتهر به هذه المحطة هو انتشار أعمال البلطجة بها , فالباعة المجاورون للمحطة حكوا لنا عن أسرة مكونة من خمسة أشقاء تستولى على المحطة , و يستخدمون الحجرة التى يتم من خلالها قطع التذاكر فى بيع المخدرات , كما أن الحمام الخاص بالمحطة تم الاستيلاء عليه , و منعوا المحصل و العاملين بشباك التذاكر من استخدامه , و حولوه الى وكر لهم يتم تعاطى فيه حقن المكس , و المنتشرة على أرضية الحمام , و قال لنا أحد الباعة و الذى رفض أن ذكر اسمه أنه رأى بنفسه عملية تبادل لكيس مخدرات مقابل نقود على رصيف محطة مساء , حيث قام أحدهم بدس الكيس فى جلباب الأخر و انصرف , و أن هؤلاء الأشقاء يبيعون المخدرات للمتسولين على أرصفة المحطة الأمر الذى أدى الى حدوث الواقعة التالية :
شاب فى حوالى الثلاثين من عمره , له مكان معين معتاد أن يأوى اليه ليلا فى المحطة , و ادمانه دفعه للتسول , و فى احدى اليالى , جاءه رجل ملتحى متقدم فى السن , و حاول أن يقيم علاقة مع الفتى المتسول , و الذى صرخ و استنجد بالناس , و رفض بشدة الاستجابة له , و لكن الرجل الملتحى عاود التردد على الشاب فى اليلة التالية و عرض عليه مبلغ من المال , فاستسلم له الشاب , و لقد شاهدهما الجيران فى العمارة المقابلة للمحطة و أبلغوا الشرطة , و اذا بمخبر يأتى بعد فترة طويلة , أبرح الفتى ضربا , و رفض الاعتداء على الملتحى خوفا منه , و قال للناس " أنا عارف ده يبقى مين ؟؟"
و أضاف بائع أخر : من المستحيل ابلاغ الشرطة , فهؤلاء الأشقاء تم القبض عليهم العديد من المرات , و لكن ما أن يصلوا لقسم الشرطة حتى يعودون مرة أخرى حتى أن المخبرين أنفسهم يقسمون لنا أنهم سلموهم بأنفسهم للضباط المختصين , و المخبرون لا يتعاونون معنا بالمرة , انهم يحاولون باستمرار فرض اتاوات علينا مقابل ادعاء حمايتنا , و لكننا نعلم أنهم أنفسهم يخشون بلطجية المحطة .
و لقد أعطانا نفس البائع ورقة نقدية قيمتها 25 قرش , ملتصق بها " حشيش " و لقد أسود لونه لاستخدامهم النار فى تسخينه , و قال البائع : لقد أخذته للتو من أحد الشباب المتعاطين فى حجرة التذاكر .
تقول احدى بائعات الخضراوات كشاهد عيان : حتى الضباط اذا قاموا بحملة مفاجئة على المحطة , أراهم لا يجرؤون أن يفتشوا عن المخدرات بحجرة التذاكر , أو فى الحمام , و لكن كل ما يفعلوه هو القبض على طلبة المدارس لعدم حيازتهم للبطاقة الشخصية .
و عندها تدخل أحد الركاب المعتادين ركوب القطار من نفس المحطة : أحيانا يرسلون شباب من صغار الباعة داخل عربات القطار حاملين كرتونة بها حلوى , و يتظاهرون ببيعها للركاب , و لكن قاع الصندوق يكون ممتلأ بجرع المخدرات و هم يستطيعون التعرف على زبونهم , و يبيعون له دون أن يشعر الباقون .
و يستطرد : مع أول اليل , يكون البيع " على عينك يا تاجر " على مرأى و مسمع الجميع , و هؤلاء التجار يخزنون المخدرات فى مناور العمارات المجاورة , ليتم توزيعها على المحطات و فى القطارات مساء , و يضيف : على فكرة , احنا كده أرحم محطة , ده أنتوا ماشفتوش اللى بيحصل فى الغبريال أو الرمل الميرى.
على الجانب الأخر و حول ارتفاع أسعار التذاكر و انحدار مستوى القطارات و الزحام , يقول المهندس سامى أحمد العجمى , رئيس الادارة المركزية لمنطقة غرب الدلتا , فى اجتماع المجلس الأعلى المحلى و هو المسئول الأول عن هيئة السكة الحديد بالاسكندرية , أن قرار الزيادة التى تمت هو قرار سيادى من ادارة الهيئة بالقاهرة , و أن هذا القرار لم يسر فقط على خط أبوقير وحده , بل هو قرار على جميع خطوط الضواحى على مستوى الجمهورية , كما برر الزيادة فى ثمن التذكرة بأن هدفها تحسين خدمة النقل و خطوط السطة الحديد , و لقد تعهدت لجنة النقل و المواصلات بالمجلس المحلى على التوصية لدى السيد اللواء المحافظ و لدى هيئة السكة الحديد و شرطة النقل , بتكثيف المرور على الخط لمنع السرقة و البلطجة , و القيام بصيانة كاملة لمحطات السوق .