الأربعاء، 29 يوليو 2009

قدامك سكة سفر

معرفته الجيدة بأية و أسرتها ربما هى ما ستسهل عليه الأمر و تجعله يبدو مقنعا - كما تصورت أنا عندما قالت لى أية أن الباشمندس صديق عائلتهم - سيأتى ليقرأ لهن الفنجان بعد قليل . اندهشت لأكثر من سبب أولا لأننا معتادون ان تكون قارئة الفنجان امرأة و ليس رجل , ثانيا :لأن أية و أهلها على قدر من التدين من المفترض أن يمنعهم من اللهاث وراء جلسة فناجين . قال لأية عندما تناول فنجانها أول ما قال : - عندك سفر , فى سكة سفر ( قديمة أوى , قلت فى سرى) . و يستأنف : فى فرح , أنتى رحتى فرح قريب ؟؟. ردت هى فى شىء من الانبهار و البله : أه . - فى كلام عليكى , فى حد شافك هناك و بيتكلم عنك . - معقولة ؟؟ بس ده كان كله عيال أى كلام كده مش عايزين حد منهم . - هو يا فرح رحتيه , يا فرح ح تروحيه . - أه صحيح يبقى فرح سالى , ده ح يبقى الأسبوع اللى جاى. (ابتسمت أمها مستبشرة بفرح سالى الموعود ).......... - بس يا أية أنا مش مبسوط كده , فى واحد عمال ينط لك زى فرقع لوز كده , مين ده يا بنت ؟؟. -(ترد أية ببطء متخوفة من أمها و تمر بصرها سريعا حولها ) : لا و الله ما فى حد بينط . - يرد عليها بنبرة ثقة يحسد عليها : يا بت فى واحد أهو بينط ( يجيبها دون أن يرفع بصره عن الفنجان ) . -تسألها أمها و نظرة متوعدة : مين ده يا أية ؟؟ . - تبتسم أية : و الله ما أعرف . - و طلبت معى استظراف وقتها :خلاص يا يويا يبقى صرصار طالما بيقولك فرقع لوز . و لحظة صمت ......... لم يدر الباشمهندس ظهره ( هو مهندس فعلا ) ليتعرف على شخصى الظريف , و لكن جدتها و أمها و صديقتها عاتبننى بوجوههن . - هو واحد من العرسان القدام . - أية : أه , يبقى شادى . (ملحوظة : بعد أن انفصلت أية عن شادى , أو بمعنى أصح انفصل هو عنها ظلت لا تفوت فرصة الا و تؤكد وجود محاولات مستميتة من قبله للعودة اليها و أ/ محمد لا يعلم أن هذا كلام لا أصل له من الصحة ). - ( هو حاليا لا يظهر أى تعبيرات على وجهه , فقط تستمر نظرة الثقة فى الصمود رغم محاولات استظرافى المتكررة ) : أنتى ح يجيلك واحد قريب , بس بطلى تقفى قدام المراية و تتزوقى و الكلام ده , مالوش لازمة . ( ثم مر على أية بعينيه و تفحص جسدها بطريقة تخلو من أى حياء ) . -فى فلوس طالعة عليكى يا أية , ( و نظر لأمها منتظرا التعليق ) . أمها : أيوه صح ( و لان جميع الحاضرين على دراية بسبب دفع المبلغ فلم تستفض أمها فى الشرح ). -أنتى ح تنتقلى من مرحلة لمرحلة . - أه ما هو سبت المدرسة و رايحة كلية أهو . - الفلوس رايحة فى الكلية دى . - أمها : اه , دى شكلها ح تقطم وسطى . -ح تدخلى حاجة بمصروفات بس ح تعملى شعبية بنت كلب هناك ( تبتسم أية لهذا ) , و ح يبقى معاكى ولاد ( و ينظر اليها بخبث ). -يقول و هو يعيد الفنجان امامه و قد انتهى من مهمته : خلى بالك من الولد اللى عندكوا فى الدور الأرضى , مركز معاكى لما بتطلعى البلكونة ( جدير بالذكر أن بالباشمهندس جارهم بالعمارة المواجهة لهم ) . - أية : خد بقى فنجان سارة . - مين سارة ؟؟ ( ح يعمل هندى بقى ) . - أهيه , مشيرة نحوى . (لم يقرأ لى أحدهم الفنجان من قبل , و لم أمانع من سماع ما لدى الباشمهندس أن يقوله لى و كتمت فى سرى نية الكتابة عنه و عن هذا الموقف , و لا أنكر أن ما حدث يومها واحد من أغرب المواقف التى تعرضت لها فى حياتى . - ( أول ما مسك فنجانى : أنتى مكانك مش فى البلد دى يا بنتى , ثم أشاح بوجهه فى اتجاه البحر الذى تطل عليه شرفة أية بتأثر شديد , و أضاف بعيون على وشك البكاء : أنت مكانك مش البلد دى يا بنتى أنتى مكانك فى بلد تانية . - ( و فجأة وجمت , ظهر تأثر شديد على وجهى , قطبت حاجباى , نسيت ملاحظاتى عليه من أول الجلسة, نسيت أنه لم يقل سوى معلومات يعرفها مسبقا , نسيت كل شىء و تساءلت بينى و بين نفسى : لماذا بادر بالحديث معى عن واحدة من اكبر مخاوفى ؟؟ , و الحقبقة جمد قوله هذا تفكيرى لفترة كما لو كأنى وقعت تحت تأثير عقار ما , لكن سرعان ما أفاقنى هو بنفسه عندما بدأ معى فيلم العرسان الذى كان قد صوره مع أية منذ قليل , و لكن هذه المرة لعبها خارج العارضة )...... - فى واحد بيكلمك فى التليفون ..... - لأ , بص دى مش سكتى , دى سكة أية . - ( و استأنف كما لو لم يسمعنى ) : واحد بيعاكسك , بيكلمك , تعرفه بعض فى التليفون . - قلت ضاحكة : لأ مفيش حد فى تليفونات ( و لامنى الجميع لانكار وجود تليفون ). - رد على منفعلا : أمال يا بنتى ايه موضوه التليفون ده ؟؟ أهو طالع لى تليفون أهو ( و حدقت فى أم أية بتوجس لأنها اكتشفت لتوها أن صديقة ابنتها على علاقة بأحدهم , لا و عن طريق التليفون كمان ) . - لا فى حد فى تليفون و لا بره تليفون . - أمال مين اللى بيكلمك ده ؟؟. -( و لأنه خنقنى بالحاحه , و أم أية خنقتنى بنظراتها , فأجابته اجابة مستفزة :و الله أن لو عايزه اعرف حد ح أعرفه وجها لوجه , أستعمل التليفون ليه يعنى ؟؟؟ ) . ( وجم الجميع للاجابة المتبجحة - فى رأيهم - ) . - مبروك يا سارة , قدامك نصرة كبيرة أوى يا بنتى و ربنا ح يوقف معاكى فوق ما تتخيلى . - (وقعت تحت تأثيره مرة أخرى فابتسمت و قلت : يا رب ) . - أعاد فنجانى مكانه و اندهشنا جميعا لأنه ظل يتحدث مع أية ربع ساعة و معى ربع دقيقة , فقلت له بلؤم :اشمعنى أنا يعنى فنجانى مفيهوش كلام كتير ؟؟ و لا عشان أن تعرف أية و طنط من الأول و حبايبك يعنى ؟؟". -لم يجادلنى كثيرا , تناول الفنجان و اعاد النظر فيه مرة أخرى : أنتى ح تبقى حاجة كبيرة أوى . - ازاى؟؟ -حاجة كبيرة فى شغلك , حاجة فى منظمة كبيرة كده .... ( سكت قليلا ثم أضاف : البنت دى - قاصدا أنا - ودودة و صريحة ......... دى كويسة خلوا بالكوا ) . - انتى ح تنجحى بس خلى سرك لنفسك . - مش فاهمة . -يعنى متقوليش أسرارك لحد و خاصة اللى بينافسوكى .

- و قربى شوية من ربنا .......... ( و فجأة أدار وجهه خارج الشرفة و أخذ يتمتم بكلام غير مفهوم كمن يتكلم فى منامه , خيل لى فى البداية أنه صوت ما بين التمخط و الكلام العادى , فسألته : ايه ؟؟ .

- حذرتنى أم أية : بس سبيه .

- لازم امشى أنا بقى عشان ألحق المغرب , ابقى تعالى معايا مرة يا سارة للشيخ بتاعى .

أم أية : طب ما تقعد شوية .

- لازم ألحق المغرب .

- طب صليه جنبنا هنا .

- لا لازم أصليه عند الشيخ بتاعى .

(كانت أية قد قدمت له بسكويت مع الشاى , لم يأكل من البسكويت شىء طوال زيارته , و لكن قبل أن يغادر لف البسكويت فى منديل , دسه فى جيبه و انصرف ) .

أية : ح تسافرى و تسيبينى لوحدى هنا ؟؟ طب ح تروحى فين ؟؟ ح تبعتيلى دعوة زيارة ؟؟ أنا كمان بفكر أسافر , طب هو لم يقل أنت رايحة فين بالظبط ؟؟ ...............

السبت، 18 يوليو 2009

ساعة لقلوب غيرك

تكرار نفس الموقف جعلنى أتساءل كيف تسنى لمحمود سعيد تأمل وجوه المصريين و من ثم تجسيدها و التعبير عنها؟؟؟.

تأمل الأخرين من أصعب ما يكن .

التأمل ليست بعملية تقوم بها بشكل ارادى فى معظم الأحوال , و لا يجب أن تتمحور حول سؤال وجودى من نوعية ( أنا جيت الدنيا ليه ؟؟) , فأى أمر لا يعنيك من قريب او بعيد و تقطع من وقتك بضع دقائق للتفكير فيه هو فعل تأملى , حتى وان كان ما حدث معى منذ أيام عندما كنت فى وضع استرخاء و أمامى البحر و أخذت أتأمل فى وجوه الناس و الطريقة التى يتحركون بها فى الماء , ملابسهم , طريقة سباحتهم , طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض خاصة هؤلاء الذين لا يعرفون بعض حتى أن لاحظت رجل بدين يرتدى مايوه مزكرش بنفس النقوش الموجوده على عوامة ابنته ذات العامين من العمر, ما يلفت النظر هو أولا : الأب يرتدى مايوه يليق بطفلة فى الثالثة من عمرها , ثانيا : يعوم أو أقصد يتحرك فى الماء بمرح طفولى شديد , ثالثا: على الرغم كل مظاهر البهجة الطفولية سواء فى حركته فى الماء أو فى ملابسه الى أن يعلو وجهه نظرات حزينة جدا .
هذا الأب ذو الثلاثين من العمر و ربما أكثر لاحظ نظراتى له و تصور أننى معجبة ولهانة, و تصور أيضا أنه أحمد عز فى بادىء الأمر و استمتع للحظات بنظرات المعجبات ( أقصد المعجبة الوحيدة ) من حوله ثم أخذه ضميره و تقمص دور شكرى سرحان فى فيلم "شباب امرأة " محاولا مقاومة اغراءات تحية كاريوكا - التى وجب على ان تقمص دورها وقتها لننتهى من تصوير الفيلم و المنتج يكسب - و التأكيد على أنه طالب ملتزم و ليس له فى ألاعيب تحية . و على الرغم من هذا ظل محملقا فى طوال اليوم -فى استياء و هذا الغريب فى الأمر - و نتيجة لذلك ظللت أنا أيضا أشعر بأنى مراقبة فأعيد النظر اليه و بقى الوضع هكذا طوال اليوم فاضطررت أن أعدل وجهتى و أجلس ظهرى للبحر حتى لا يتمادى أكثر من هذا فى تصور أنه شكرى سرحان .

ممتع جدا أن تتأمل البشر و تعبيرات وجوهم دون أن يلاحظوك و خاصة و ان كان الأخرون هم أيضا فى لحظة تأمل , و حظر النظر هذا أمر مزعج للغاية يجبر كثيرون و خاصة الفتيات بأن يسيروا فى الشارع بوجوه أليه و تعبيرات متحجرة مقاومين رغبة قوية فى تفحص من حولهم من باعة و مارة و مبانى و مجارى و خضرة نتمنى وجودها .

فستكتشف أن "الرزقية " على الرصيف لا ينفكون عن الضحك و الابتسام ببله للمارة و دائما ما تعلو وجوههم نظرات الجوع , و أنواع مختلفة من الجوع , قد يكون جوع البطن احداها و لكنه فى الأساس جوع للصراخ ,جوع لأن يعلن عن وجوده , و جوع شديد للجنس لا يستطيع أن يتحكم فيه كما يفعل أقرانه من بنى البشر المتعلمين أو ممن لحقهم بعض مظاهر التمدين , و دهشت مرة للغاية غندما رأيت واحدا منهم مرة ينظر لكاوتش عجلة سيارة نظرة جنسية بحتة لدرجة تجعل الناظر له يتصور وجود راقصة تؤدى نمرة تحت عجلات السيارة و ليس مجرد اطار مطاطى و من تحته أسفلت .

كذلك جموع المثقفين فى الحفلات و المعارض و الذين يجمعهم نظراتهم المتسائلة و الواثقة فى أن واحد , و أبرز ما فيها أنها متكلفة و مصطنعة فى أغلب الحالات , هذا الاصطناع و التكلف لا يوجد فقط فى أعينهم و ملابسهم ذات الطرز و الأشكال المتشابهة و لكنه امتد ليشمل طريقة تذوقهم للفن بل يحدد تلك النوعية التى يتقبلوها من تلك التى ينبذوها , فتتهلل أساريرهم عندما يشاهدوا لوحة لا يفهموا منها شيئا و تعلن وجوهم حالة من التقدير - سواء حقيقى أم لا - لعدم تمكنهم من استيعاب هذا العمل الأدبى المعقد , و ينظروا بعين الازدراء لما يعتبروه كما قال لى أحدهم مرة : ده أى حد ممكن يفهم رواياته , فين التميز اللى عنده .

و طالبات الثانوية بنظراتهن المتهكمة الساخرة الموجهة لكل من حولهن و خاصة السيدات الأنيقات و طالبات الجامعة , نظراتهم فى غاية الاستهتار و راحة البال يتمتعن بقدر من الامبالاة يحسدن عليه فهن - كما كنا نحن - لا يبالين بالطريقة التى يسرن بها فى الشارع , أو حدة صوتهن أو مدى ملائمة استخدام أقذع السباب فى أى موقف و مكان ( مرة فى الثانوية انقطعت جيب صديقة لنا و ظللنا طوال الطريق نخبر كل من يمر بجانبنا بداية من عامل القمامة حتى رجل وقور فى سارة مرسيدس بأنها غطت خصرها بالجاكيت لأن السوستة مفتوحة ) .و نفس هؤلاء الفتيات يصبحن بعد شهور طالبات جامعيات و تتغير نظرات عيونهن من جرأة و بساطة الى محافظة و تكلف حتى فى خطوات مسيرهن فى الشارع .

لا يتسنى لك متابعة ما حولك من ناس و أماكن لوجود جدار عازل وهمى نتحرك داخل حدوده الضيقة و يفرض علينا نمط معين من التعبيرات يجب أن يرتسم على وجهونا و قيود معينة يجب أن تتحرك عيوننا وفقها , و من ثم عقولنا .
هل نستفيد شىء من تفحص ما حولنا , أو ما أصر على تسميته تأمل ؟؟.
ليس بالضرورة ....
يكفى أن يتلذذ عقلك بقدرته على تكوين ملاحظات على حوله , و يكفيه أن يعلن وجوده و يمنحك أجازة قصيرة من وطأة التفكير فى حالك.

الأربعاء، 8 يوليو 2009

السعادة

أرسل أحد التجار ابنه ليتعلم سر السعادة عند الرجل الأعمق حكمة من بين كل الرجال . مشى الصبي أربعين يوماً في الصحراء قبل أن يصل إلى مدخل قصر رائع على قمة جبل . هناك يقيم الرجل الحكيم الذي كان يسعى للوصول إليه . بدلاً من أن يلتقي رجلاً قديساً دخل رجلنا إلى قاعة تنشط فيها حركة كثيفة ، باعة يدخلون ويخرجون ، وأناس يتحادثون في أحد الزوايا ، وفرقة موسيقية تعزف أنغاماً خلابةً . وفيها طاولة مليئة بأشهى مآكل تلك المنطقة من العالم … والرجل الحكيم يتحدث مع هؤلاء و أولئك ، فاضطر الشاب إلى الانتظار ساعتين قبل أن يحين دوره بالكلام … أصغى الرجل الحكيم بانتباه إلى الشاب وهو يشرح له سبب زيارته ، ولكنه قال له أن لا وقت لديه الآن ليطلعه على سر السعادة . واقترح عليه القيام بجولة في القصر ثم العودة ليقابله بعد ساعتين … "ومع ذلك أريد أن أطلب منك معروفاً " أضاف الرجل الحكيم وهو يعطي الشاب ملعقة صغيرة سكب فيها نقطتين من الزيت . " خلال جولتك أمسك جيداً بهذه الملعقة ولا تدع الزيت يسقط منها " . بدأ الشاب يصعد وينزل كل سلالم القصر وعيناه مركزتان على الملعقة . وعاد بعد ساعتين إلى حضرة الحكيم . "إذاً " سأل هذا الأخير " هل رأيت النجود الفارسية الموجودة في غرفة الطعام خاصتي ؟ هل رأيت الحديقة التي عمل مسؤول البساتين عشر سنوات لإنجازها ؟ هل شاهدت الرق الجميل في مكتبتي ؟ " ارتبك الشاب ، واضطر بأن يعترف بأنه لم ير شيئاً أبداً . لأن همه كان ألا تقع نقطتا الزيت من الملعقة التي أعطاه إياها الحكيم . "إذن عد وتعرف على روائع عالمي " . قال له الرجل الحكيم . " لا يمكن الوثوق بإنسان إن لم نكن نعرف المنزل الذي يقيم فيه " . حمل الشاب الملعقة وهو أكثر اطمئناناً الآن ، وعاد يتجول في القصر مركزاً انتباهه هذه المرة على كل الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والمرسومة على السقف . رأى الجنائن والجبال المجاورة ورقة لأزهار وتلك الدقة التي وضعت فيها الأعمال الفنية كل واحد في موقعه المناسب . ولدى عودته إلى الحكيم روى له بشمل مفصل كل ما رآه في جولته . " لكن أين نقطتا الزيت اللتان أوكلتك بهما ؟" سأل الحكيم … نظر الشاب إلى الملعقة فوجد أن نقطتي الزيت قد سقطتا منها . قال الحكيم عندئذ : " هنا النصيحة الوحيدة التي يجب أن أعطيك إياها : إن سر السعادة هو أن تنظر إلى كل روائع الدنيا دون أن تنس أبداً نقطتي الزيت في الملعقة " …
( عن رواية باولو كويلهو "السيميائى ")

الأربعاء، 1 يوليو 2009

حوار

واحد من الحوارات التى أتذكرها بدقة - على الرغم ما هو معروف عنى من زهايمر - و دائما ما أردده بينى و بين نفسى بين الحين و الأخر : - متروحيش يا ندى , المكان كله أمريكان و مكتشفين امبارح حالات اصابة جديدة فى الجامعة الأمريكية. - مش عارفة ..... أصل حابه أخد الكورس ده أوى . - للأخريات : بلاش يا رنا أنتى و مريم تروحوا . -ترد ندى و هى أكثرنا تدينا: بصى أنا مؤمنة بالقدر جدا جدا و لو ربنا عاوز يحصل لى حاجة ح يحصل لى . - لا و الله ؟؟؟ يعنى تروحى لقضاكى بنفسك و تقوليلى لو ربنا عاوز ح يحصل لى . -على فكرة أنا حتى لو جه لى حاجة و عرفت أنى ح أموت بكرة مش ح أزعل أوى ..... أصلى معملتش حاجة فى دنيتى أندم عليها . - يعنى مش ح تحسى أن فى حاجة كان نفسك تعمليها و ملحقتيش او هدف عاوزه تحققيه . -أصل أنا عملت حاجات كتير أوى و رحت 27 قرية من قرى الساحل الشمالى و نزلت بيسينات عمر ما حد نزلها و طلعت رحلات و سافرت كذا مرة , خلاص ح أعوز ايه تانى ؟؟. -نزلتى بيسينات ؟؟؟ يعنى أنتى كده خلصتى اللى عندك ؟؟. -أصل كده خلاص ح يبقى قضاء ربنا و قدره و أنا برده كنت بصلى و ملتزمة فى لبسى و ختمت القرأن مرة قبل كده. تتدخل مريم : ختمت القرأن مرة ؟؟ و هو كده كفاية ؟؟ أنا حاسه أن طفلة اللى بتتكلم ( بالمناسبة مريم حافظة للفاتحة بالعافية ) . - يعنى انتى شايفة أن علاقتك كده بربنا كويسة عشان بتصلى الخمس فروض و بتقرى قرأن ؟؟. - لأ طبعا , أنا عارفة أن فى ناس بتصلى التراويح و بتقوم الليل و ليها ورد بتقراه كل يوم . - مش قصدى الجانب الخاص بالعبادات , طب ما أنا و غيرى كتير مهما بنعمل مهما نعمل من الحاجات دى بنحس أنه مش كفاية و أنا ربنا مش راضى عننا . -لا , لا , أوعى تحسى بكده . - طب فين الجوانب التانية بعلاقتك بربنا ؟؟. -قالت باندهاش : زى ايه؟؟. - الجانب الروحانى مثلا . - أه أكيد مهم . - طب متروحوش الكورس . -متقلقيش ح نروح بس مش ح نسلم على حد , من بعيد لبعيد كده .