الثلاثاء، 23 يونيو 2009

الكرما

دفع باب سيارته الصغيرة , قفز منها مسرعا منشغلا عن عادته فى غلق الباب وراءه و التأكد مرتين على الاقل أنه محكم الغلق . فتح الصندوق الخلفى للسيارة أمسك بمطفأة الحريق و جرى بها نحو بيته الذى كان قد التهمت النيران معظمه , بعد لحظات من محاولات عبثية فى اطفاء النيران المستعرة اكتشف أنه يحاول اخماد نيران منزله الضخم بمطفأة فى حجم زجاجة المياه , رماها بعيدا , توقف للحظات محملقا فى النيران و باغته صوت يحدثه فى نفسه بأنها الكرما و أنه يدفع الثمن . توقف للحظات محملقا فى النيران . نعم , ما كان له أن يسخر من قطة جاره صباح هذا اليوم و ما كان له أن يأخذ دور الامرأة العجوز أمام شباك التذاكر أمس , ثم أنه كسر كوب زميله بالعمل و لم يحضر له واحدا اخر بدلا منه , حتى عندما اتصلت به جارته منذ دقائق لابلاغة بأمر الحريق أغلق الهاتف مسرعا دون ان يشكرها . ضغط بيديه على رأسه بقوة محاولا طرد هذه الافكار من رأسه و لكنه لم يستطع . جرى نحو سيارته مرة أخرى , أخذ منها عبوة البنزين , و سكبها فى حديقة منزله , ازدادت النيران ضخامة , و جرت أسرع فى الحشائش و الزهور , وقف عن بعد محملقا فى النيران مرة أخرى و دعا أن يكون بهذا قد كفر عن خطاياه .

الأربعاء، 17 يونيو 2009

أتعامل الناس كما تحب أن يعاملوك ؟؟

أتعامل الناس كما تحب أن يعاملوك أم تعاملهم كما يتوقعون منك أن تعاملهم ؟؟.
كثير من الحكم و النصائح و الاقوال المأثورة التى يسربونها الى عقولنا فى الصغر - مثل تلك التى على أغلفة الكتب المدرسية - نكتشف عند تطبيقها فى الحياة العملية أنها كانت (مقلب ) .
هذه مشاهد تعاملت فيها مع الناس كما أحب أن يعاملوننى:
1)
فى كوافير
- ممكن لما حضرتك تخلصى مع المدموزيل , تقص لى شعرى ؟؟
- ترد هى بمنتهى الاشمئزاز : مش فاضية لك دلوقتى , أشوف وقتى و أقولك .
- يعنى فاضية بعد كده و لا لأ؟؟
- قلت لما أخلص ح أقولك .
2)
فى التاكسى
- بعد اذنك أنزل عند الناصية اللى جاية من فضلك .
- لأ , أنت ح تنزلى هنا , عشان أنا أحود , و امشى انتى الشوية دول .
3)
فى طابور و تتخطى سيدة دورى بحجة أنها تود أن تسأل موظفة الشباك عن أمر مستعجل و فأترك لها مكانى , و أكتشف أنها أحضرت (رزمة) أوراق خاصة بها لتوقع عليها الموظفة , أى أنها (لبستنى العمة ) , فقلت بأدب : معلش يا مدام , دى مش ورقة واحدة دى كومة ورق , و أنا واقفة من بدرى , تلتفت , تنظر لى باحتقار و تكمل حديثها مع موظفة الشباك .
4)
فى الترام
- عن اذنك أعدى يا مدموزيل ؟؟.
- (تقف سيدة يوحى مظهرها بانها لم يقل لها احد من قبل " يا مدمزيل " , و يبدو أنها أيضا لم تسمع عن الكلمة )فترد : و نبى ايه ؟؟ و أعديكى ازاى فى الزحمة دى ؟؟.
* كنتم مع نظرية عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ...... و الأن مع نظرية عامل الناس كما يتوقعون منك أن تعاملهم :
1)
- عاوزه اقص شعرى دلوقتى ( بلهجة أمره ).
- طب يا فندم , اتفضلى استريحى و أنا ح أخلص الأنسة و أعملك دلوقتى حالا .
( هذا مشهد حدث أمامى مع سيدة أخرى ).
2)
- بقولك ايه , أنا نازلة عند الناصية اللى جاية .
- معلش لا مؤاخذة يعنى ينفع تنزلى هنا عشان بس ألف من الدوران القريب ده ؟؟.
- الله ؟؟ أنا مش قلتلك من الأول انى نازلة هناك .
( و بالفعل أنزل فى المكان الذى حددته ).
3)
بقية الموقف فى الطابور تم كالأتى :
أرفع صوتى محتجة : بصى بقه , ما هو لو انتى مسيبتيش ورقها ده كله و خلصتينى أنا ح أعمل مشكلة هنا , يا ورقى انا اللى ح يخلص دلوقتى يا مفيش حد ح يتعمله حاجة , عايزين تشوفه خناقة النهاردة ؟؟.
- ( و فعلا تترك الموظفة أوراق صديقتها , و تنجز لى ورقتى و هى متأففة ).
4)
فى الترام
- معلش يا أبله أنتى نازلة ؟؟.
- لأ .
- طب أنا بقى نازلة .
( فتترك لى الطريق أمر منه ).
* اذن نظرية المعاملة الحسنة على اطلاقها أثبتت فشلها , لأن عن تجربة شخصية وجدت أن فى معظم الاحيان و ليس كلها يكون من البله أن تعامل الناس معاملة لم يعتادوا أن يعاملوا بها , و قد يبدو كلامى هذا قاس , لكنه حقيقى - أو اراه كذلك - , فعاملة الكوافير معتادة أن يحدثها الأخرين بلهجة أمرة و ان يدعونها ب ( حمارة ) و ( متخلفة ) ان لم تقم بالمهمة المطلوبة منها على اكمل وجه , فعندما أرتكب هذا الخطأ الفادح و أقول لها ( حضرتك - لو ممكن ) يكون ردها الطبيعى ( و الله لما أشوف وقتى ) لتعوض ما تتعرض له يوميا من معاملة تشعرها بالدونية , و تكتشف مع الوقت أن معظمهن يتعرضن للضرب بشكل أسبوعى سواء من قبل الأب أو الزوج و لا يتردد صاحب المحل أن يعنفها أمام الزبائن , فتجدنى فرصة - و غيرى من أنصار (حضرتك ) - لتصدر عقدها الينا.
كذلك سائق التاكسى الذى يكون " بلطجى " فى معظم الاحوال , و يتحول الى بلطجى مسالم عندما يشعره سلوكك بأنك" بلطجى " أنت الأخر , و قابلت كثيرين منهم يتصورون أننى عندما أدعوه ب ( حضرتك ) اننى اما أسخر منه أو أننى بنت (خيخة ) .
و الأمر أحيانا لا يكون خاص بالطبقة الاجتماعية فقط , على الرغم من انها تلعب دور كبير فى تشكيل احترام الانسان لذاته , الا أننى اذكر أن مديرة مدرستى فى الاعدادية و الثانوية -و هى ذائعة الصيت على مستوى الاسكندرية فى أنها لا تتردد فى اهانة ولى امر , و اذلال مدرس و قمع دادا - الا أنها كانت تراعى جدا أسلوبها فى الحديث مع بعض الطالبات التى تعلم أن (لسانهم طويل ) .
نفس الوضع كان يتكرر مع مدرسينى , فعندما قلت لمدرس ( انت راجل مفترى ) , يحاول هذا المفترى محاولات جاهدة لاثبات لى عكس ذلك , و عندما كنت أحترمه و أعتذر بشدة مثلا لأننى نسيت الكراسة كان يقول لى :" تحبى اخبط دماغك فى الحيطة دلوقتى ؟". طبعا دفع هو ثمن موضوع الحائظ هذا غاليا وقتها , و لكن ها أنا قد عاملت الكوافيرة و سائق التاكسى و موظفة المصلحة الحكومية و الراكبة جوارى فى المواصلات و و مديرة مدرستى كما أحب أن يعاملونى و لم أجد الصدى الطبيعى لهذه المعاملة , و هاهم أظهروا لى كل مظاهر الاحترام و التقدير عندما عاملتهم كما يستحقوا أن يعاملوا .
اما أن تمتثل لقيمة اجتماعية و دينية عظيمة و تفقد احترام الأخرين أو تجبرهم على احترامك و تشعر تلوم نفسك كلما تحدثت مع احدهم بأسلوب غير لائق ... ألديكم حل أخر ؟؟؟

الأحد، 14 يونيو 2009

أنا جيييييييييييييييييييت

أحب أقولكم ....... أنا جيييييييييييييييييييييت . ميرسيه كتيييييييير للناس اللى كانت بتيجى تسأل (لأ تمر فيكوا برده ) و عايزه اشكر بالتحديد ( مايكل اللى عالطول موجب - الدرعمى- مينا بلانك حبيبى اللى سأل كتير - مياسى - انجى - زيكا اللى على طول بيغظنى - أنا حر - بدراوى - سفاح كرموز - ماجى - رامى البرنس - و المفاجأة الكبيرة نيجار اللى كانت واخدة بريك عشر سنين لتعود تجدنى فى بريك أنا كمان ). معلش أصلى كنت مهيسة خالص الفترة اللى فاتت وقلت حرام عليا العيال برده دماغكو تبوظ فى النص , المهم عقبال محضرلكوا بوست تقيل كده من بتوعى ( أنفخ فى نفسى شوية ) قلت أخليكوا النهاردة تلحقوا أخر ما تبقى من تهييسى ..... و اللى كان شغال امبارح بكفاءة برده ... كنت مع شلة صحابى و اذ فجأة شافوا ممثل , هو لسه مبتدىء و عمل كام مسلسل كده و أنا بستتقل دمه , المهم يعنى جم اتنين من صحابى راسهم و ألف سيف ليكلموه و يقلولوا قد ايه هما معجبين بدوره فى مسلسل رمضان اللى فات و انهم بيشوفوا الاعادة بتاعته للمرة التالتة اليومين دول ( بغض النظر عن رأيى فى ان اللى يشوف اعادة مسلسل دون المستوى تلات مرات أنه يبقى عنده نسبة تخلف الا أنى برده مش غاوية أسلم على ممثلين بشكل عام ). - لأ . - لأ ليه ؟؟. - ايه الهبل ده أكلمه ليه انا أصل لا اعرفه اسمه و لا بيعجبنى كده على بعضه . - يا سارة أنا نفسى أكلمه و انتى عارفة انى بتكسف و و انتى البجحة .... قصدى الجريئة اللى فينا . - رنا ( و صباعى فى وشها محذرا ) , أنا مش ح أقف أتكلم معاه , أنا ح اعرفكوا بيه بس ( ده على أساس أن أنا و هو صحاب يعنى ) . قمت من مكانى , استنيت و هو ماشى لا بيه و لا عليه و وقفتله فى كورنر عشان اول ما يحود يلاقينى فى وشه و أخضه ( عنصر المفاجأة مهم أوى هنا ) , و رحت قايله له بقرف و عينى بتبص من فوق لتحت : أنت ممثل ؟؟ (انا بحترم التمثيل جدا جدا بس الشخص ده حاساه داخل التمثيل كوسة ). هو اتسرع فى الاول من الخضة و وقف ساكت مدة طويلة عقبال ما جمع ,كان مؤدب جدا فرد و قال لى و هو حاطط وشه فى الارض : أيوه . قلت له بألاطة : طيب استنى هنا ... ( و بعدين افتكرت ان رنا قالت لى أنفخيه شوية قبل ما تعرفيه علينا ) فقلت له : فى اتنين صحابى ح يموتوا و يكلموك , و رحت مشاورة لصحابى جم و هما مكسوفين جدا و بصين له و هم مسهوكين على روحهم كده و راحوا مسلمين عليه . رحت أنا سيبتهم و وقفت بعيد بعد أن أتممت مهمتى , و هما عمالين يحكوا له على انبهارهم بيه (مع أنهم كانوا ناسيين اسمه فى الأول ) و بعد ما خلصوا بدل ما يشكرونى : ايه الهبل اللى عملتيه ده ؟؟أحرجتيه و احرجتينا . - مكنش قصدى أنا بتكلم عادى جدا . - حد يسرع حد كده ؟؟ ده الولد شعره أبيض من الخضة . - ما أنا توقعت ان عنصر المفاجأة بيفرق يعنى هههههههههه. حاسه أن مش أى حد يطلع فى التليفزيون ينفع نسلم عليه يعنى , عايزه أقولكم أن مذيعات القناة الخامسة كنا بنقعد أنا و صحابى نتريأ عليهم فى وشهم لما جم مرة يصوروا عندنا فى المدرسة حفلة اطفال , و الصراحة فى منهم ناس بيبقوا قلالات الذوق جدا , أعرف واحد راح يكلم خيرى بشارة و يسلم عليه قام مدور وشه و عمله ( هش بايديه ) و كان معاه واحدة قريبته شتمت الولد و قالت له ( مش عايزين النهاردة ) ده على اساس أن جاى يبيع لبن يعنى . فالموضوع ساعات بيبقى محرج للشخص نفسه و ساعات بيبقى تعدى على خصوصية الناس ... ما علينا , خفت بقى أكتب فأجى اقول لحد أنت مدون ؟؟ .