الاثنين، 24 نوفمبر 2008

قيود مفرداتنا

- على فكرة , دى "بتهيس" عليكى , ما كنتش عيانة و لا حاجة , أنا شفتها امبارح فى المول , و كانت زى الجن كمان .
أو
- انبسطنا بس ؟ ده كان يوم "تهييس" من أوله لأخره , رحنا سينما و اتغدينا بره .
أو
- :انت مالك يا ابنى ؟ عمال تضحك على فاضية و المليانة , و ماشى بتطوح كمان ؟
: أصلى "مهيس" شوية
*" تهييس" أو" هياس " , كلمة نستخدمها بشكل يومى , و المتعارف عليه الثلاث معانى السابقة لها , و ان كان لكل منا استخدمات خاصة به , أى أن الأمر به قدر من الفروق الفردية .المعنى الأولى بمعنى" اختلاق شىء ما أو الكذب , الثانى بمعنى الاستمتاع , و الثالث للتعبير عن حالة السعادة المبتذلة و التى لا تمر بها سوى الشريحة العمرية التى ننتمى اليها ,و لا تعنى بالضرورة وقوعنا تحت تأثير مخدر ما , و لكنها فعلا حالة طبيعية , كما تصفها صديقة لى " دى دماغ طبيعى " .
هنا تظهر مشكلة محدودية المفردات و عموميتها .
فلماذا نستخدم كلمة واحدة للتعبير عن ثلاث حالات مختلفة ؟؟
بزيادة المستوى الثقافى و االتعليمى و الاجتماعى , تزداد قدرتنا على التعبير الدقيق عن الأشياء , و لأننا أصحاب أرقام قياسية فى نسب الأمية , و الحاصلين على التعليم الأساسى , حتى خريجى الجامعات مروا بمراحل تعليمية عبثية , كانت النتيجة أن السائد فى مفرداتنا ولغتنا هو لغة السائد أيضا , و ما نحن الا جزء من حالة التفاعل اليومى مع الأخرين .
كلامنا اليومى تتحكم فيه بضع كلمات لا نخرج عنهم فى جميع الحالات , منهم " فكس , حوار , تهييس" , من حوالى سنتين شعرت بالحرج عندما وجدت نفسى أتحدث فى حلقة دراسية أو ندوة ما مستخدمة كلمات عامة جدا للتعبير عن أمور دقيقة جدا , على سبيل المثال بدلا من أن أقول :
"البرجوازية " , أقول " الطبقة المتوسطة" .
و على الرغم من معرفتى بالكلمة الا أننى بحكم اعتيادى استخدمت الوصف الغير دقيق .
قد لا تنجح باستمرار محاولاتنا للخروج من قيود ألفاظنا اليومية , لأنك لن تستطيع على مستوى أصدقائك و معارفك , أن تقول لأحدهم مثلا :
" سبب هوسك بالتليفزيون , أنك اعتدت دور المتلقى , مش المتفاعل أو المشارك فى المنظومة الاجتماعية اللى أنت جزء منها "
طبعا توقع ألا تراه ثانيا , لأنك على الرغم من تحدثك بالعامية , قلت له : " متفاعل - متلقى - مشارك - منظومة اجتماعية " , احقاقا للحق "منظومة اجتماعية " وحدها تكفى .
ما سيحدث فعليا هو الأتى أو على الأقل هذا ما سأفعله أنا :
" تناحتنا قدام التليفزيون سببها اننا اتعودنا أنهم بيحشوا لنا المعلومات فى دماغنا , عمرنا ما بنعمل حاجة , بيزغطونا و خلاص , مبقناش عاوزين نتعب فى حاجة "
و على الرغم من اللهجة النقدية الحادة فى الطريقتين , الا أنه سيتقبل الطريقة الثانية .
الحل الذى يبدو فعالا , هو اكتسابنا الحصيلة اللغوية مع الوقت , من خلال القراءة المستمرة , و أيضا من خلال احتكاكنا ببعض المتقاربين لنا فى الاهتمامات , و بالمناسبة أنا من أكثر مشجعى استخدامنا للكلمات الدارجة , و لست ضد تعدد استخدامتها , و لكن لا أريد أن يعيقنى هذا فى كتابة طلب رسمى , أو فى تحضير ورقة بحثية , أو حتى فى الكتابة على مدونتى, و يستغرق منى الأمر ربع ساعة لأجد الكلمة المناسبة , فلو قلت لك " البوست ده مهيس يا مان " , لن أستطيع أن أكتب للالتحاق بوظيفة : " أصلى سمعت ان أنتوا بييس أوى فى المواعيد ".

الأحد، 16 نوفمبر 2008

ليه ..... و ليه؟

حقيقى قولولى
ليه بنسيب حبة عصير في اخر الكوباية لما نكون عند حد , كده احنا ولاد ناس يعنى ؟
ليه الوقت الحلو بيعدي هوا , و فى محاضرة باردة , تلاقى الساعة بتستهبل ؟
ليه أبو " ساجدة " صاحبتى مبيرضاش يطلعها رحلات و يبوظ علينا الأجازة ؟
ليه لازم البنت اول ما تتخرج يدورولها علي عريس؟
ليه في اصحاب بيلبسوا زي بعض؟ يعنى ينزلوا هما الاتنين صفر , أو هما الاتنين خضر
ليه الاجانب وشهم أحمر علي طول؟
ليه و أنا بأكل أي حاجة من برة , أقعد أقول ح يجرى لى حاجة و أنا عمالة أكل برده ؟
ليه الولاد بقم بيقلدونا اليومين دول و بيلبسوا قمصان ستان؟ احنا شكلنا أحلى فى الستان على فكرة
ليه أسعار الكوافير الحريمي أغلي من الحلاق الرجالى ؟
ليه قبل ما نخرج لازم نعمل خطط؟
ليه مينفعش نحط رجل علي رجل قدام حد كبير؟
ليه زينة مصممة تمثل و هى دمها واقف وقفة الاشارة الساعة تلاتة الظهر ؟
ليه لازم يبقي فيه فى كل عائلة قرايب رخمين بيعملوا مشاكل؟
ليه مينفعش نروح فرح بكوتشي ؟ ايه اللى قل نفعه ؟
ليه تضيع وقتك و تقرأ الكلام ده , حقيقى يعنى ما وراكش حاجة عدلة تعملها ؟؟؟؟؟؟؟
تساءلت معايا صديقتى المخنوقة برده , ساجدة

الخميس، 6 نوفمبر 2008

بعد مرور شهر فى عالم التدوين

انطباعاتى عن المدونات و عالم التدوين بشكل عام , ستختلف بلا شك عن أراءكم و انطباعتكم - التى تكونت بعد فترة من التدوين - , لانى أمثل حالة " و شهد شاهد من أهلها " , و فى نفس الوقت أمثل حالة ما قبل "ادمان التدوين" . و لذلك النقاط التالية لا أعتبرها نقد , و انما ممكن تسميتها ملاحظات :

1) على ذكر الادمان , مرة قرأت موضوع على مدونة , قررت قبل التعليق عليه مراجعة شىء معين , دخلت على نفس المدونة بعد أربع و عشرين ساعة , و وجدت أنه تم اضافة تدوينتين جديدتين . متابعة هذه المدونات صعب على , لأنها ليست بالاخبارية فيجب تحديثها مرة أو اكثر فى اليوم , و فى نفس الوقت تحتاج قدر من التفرغ نادر وجوده.

2) البعض يتعامل مع المدونين على أنهم جماعة أو حزب السياسى , مع أن الرائع فى التدوين الفردية التى لا تتحقق الا فى الجماعة , و ليست الجماعة التى يحقق بها الفرد فرديته .

3) نحن نماذج لأفراد مجتمع مختنق مهمش ,- هذا لا شك فيه - لكن هناك من يخلط بين دفتر يومياته الذى لا يشاركه فيه أحد بالرأى أو التعليق و بين المدونة مع أن هناك فارق بسيط بينهما , هذا الفارق يمنع المدون من اشعاع حالة من الاحباط و اليأس بشكل مستمر , محاولات الخروج من سوداوية عالم التدوين قليلة , بالطبع يجب أن نكون صوت أنفسنا و أصوات مجتمعنا , و لكن " الرحمة حلوة" .

4)بعض التعليقات على التدوينات محبط فعلا , هذه التعليقات التى تدخل تحت بند " تسلم ايدك " أو " ربنا ما يحرمنا من صوابعك ع الكى بورد " , لأننا لسنا بصدد طبخة , و هذا يشير الى جانب المجاملة فى التعليقات , لأن "تسلم ايدك " لا تحقق أدنى قدر من التفاعل مع المدون .

5) بمناسبة المجاملة , علينا تقبل النقد بروح رياضية أعلى , حالة التحفز و العدائية اتجاه المنتقد , جعلتنى فى أيامى الأولى من التدوين أنأى بنفسى عن القيل و القال , لما لا نقول أراءنا بصراحة مع الاحتفاظ باحترامنا لغيرنا ؟ ! , لأننا عندنا مدونات أيضا , كما نقول لمن يرمى امرأة باتهام ما " حرام عليك أنت عندك بنات برده " , المدونون يسيرون بنفس المنطق " حرام عليك أنت عندك مدونة برده " .

* الجوانب الايجابية للمدونات كثيرة , و بما أنكم مستمرون فى التدوين , فلا حاجة لى بذكرها , و لكن ممكن فى الذكرى السنوية و عليكم خير .