الأربعاء، 14 أبريل 2010

سيمفونية سينمائية هندية " أنا اسمى خان "

فيلم My Name is Khan لمخرجه كاران جوهار نجح فى أن يخلق " حالة " تستطيع أن تتعايش معها لبضعة أيام من مشاهدتك له. من الصعب أن يخلق فيلما حالة و الأصعب أن تحقق هذه الحالة هذا القدر من الاستمرارية , فكل من شاركونى فى مشاهدة الفيلم مازالوا يعيشون ما أسميته ساخرة Post My Name is Khan syndrome أو أعراض ما بعد مشاهدة أنا اسمى خان. الفيلم يبدأ بظهور الشخصية الرئيسية ريزفان خان , و هو يهم بالسفر من و لاية أمريكية لأخرى بأحد المطارات الأمريكية , و لكن وهو فى صالة الانتظار يمنعه أمن المطار من اللحاق برحلته و يصطحبوه لتفتيشه بتعسف و بقدر من المهانة . لم يكن قد تسنى لنا بعد رؤية وجه خان عن قرب , و لكن نكتشف فى لحظات أنه لم يكن حاملا لاى ممنوعات و ان طائرته قد أقلعت دون أن يستطيع اللحاق بها . و يبدو أن سلوك خان الغريب (فهو يعانى من التوحد ) بالاضافة لاسمه الذى يشير الى انه من مسلمى الهند قد أدى بالسلطات الأمريكية الى الاشتباه فيه و خاصة أن أحداث الفيلم تدور فى الفترة ما قبل و بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة . و يسأل موظف الامن قبل اطلاق صراح خان مباشرة عن سبب سفره للعاصمة دى سى , فيخبره خان ببساطة أن ذاهب لزيارة الرئيس الامريكى , يسخر منه الضابط و يسأله بتهكم عن سبب الزيارة فيقول له أن سيذهب ليبغ الرئيس الامريكى بأن اسمه خان و انه ليس ارهابيا . جملة My Name is Khan and I am not a terrorist هى مفتاح الفيلم و بل أن سرد ثلثى أحداث الفيلم بطريقة الفلاش جاء خصيصا لتفسير هذه الجملة , الفلاش باك يبدأ بحياة خان و هو طفل ونشأته فى قرية هندية صغيرة موضحا القيم و المعايير المتسامحة التى حاولت امه أن تنشئه عليها , كذلك توضح امارات النبوغ و حدة ذكاء الصبى خان . و فى سن المراهقة تتوتر علاقته باخيه الأصغر و الذى لم يتحمل اهتمام أمه الزائد بأخيه المتوحد , فيرحل أخوه الى الولايات المتحدة و بعدها بفترة ليست ببعيدة تتوفى والدته , فيضطر الى احضار أخيه خان الى سان فرانسيسكو . هناك يبدأ خان حياته و يجد صعوبات جمة فى التأقلم مع الحياة الامريكية كشاب متوحد أولا و كهندى ثانيا حتى يقابل فى يوم ما فتاة هندية جميلة يحبها و بعد محاولات مستميتة فى اقناع مانديرا فى الزواج منه ينجح بالفعل و تتزوجه مانديرا على الرغم من اضطرابه النفسى و يعارض أخوه هذا الزواج بحجة أنه لا يجوز لمسلم الزواج من هندوسية . الاحداث حتى ما بعد زواج خان و مانديرا بقليل أى نصف الفيلم مثلا تجعل من الفيلم فيلما رومانسيا اجتماعيا , الى أن تقع أحداث 11سبتمبر و تنقلب موازين حياتهم , فتتعرض زوجة أخيه للاضطهاد فى الجامعة بسبب حجابها , و يتعرض خان و زوجته للنبذ من جيرانهم و تتصاعد الاحداث بشدة و تقع المأساة عندما يفقد ابن مانديرا الوحيد من زوجها الأول حياته فى شجار لأسباب طائفية و عرقية نتيجة لحمله لاسم زوج امه المسلم " خان " و تشعر مانديرا بمسؤوليتها عن الحادث فهى التى تزوجت من مسلم , و لما انتابتها نوبة غضب و صراخ على فقدانها لابنها طردت خان من حياتها و فى لحظة غضبها قالت له ألا يعد الى حياتها مرة أخرى الى عندما يعلن لكل مواطن أمريكى بأنه ليس ارهابيا بل عليه ان يخبر الرئيس الأمريكى نفسه بأنه ليس ارهابيا . لم يستوعب خان ما كانت تعنيه زوجته و تصور بالفعل بان زوجته ستعود اليه اذا قابل الرئيس الأمريكى و قال له :((نا اسمى خان , و أنا لست ارهابيا) , من هنا يكون سرد الأحداث بالفلاش باك قد انتهى و يبدأ الفيلم فى السرد التقليدى مصورا رحلة خان الشاقة للوصول الى الرئيس الامريكى فقد ارتحل ما بين الولايات سيرا على الأقدام و على ظهر عربات النقل , عانى فيها الفقر و الجوع , و لكن كانت ارادته دائما تنتصر و نجح بعد محاولات عديدة فى مقابلة الرئيس تم خلالها القاء القبض عليه بتهمة الارهاب و تم تعذيبه على يد المخابرات الأمريكية الى أن أصبحت قضية رأى عام و أصبح هذا الشاب الهندى المتوحد بطل و رمز للسلام و التعايش . الفكرة الاساسية للفيلم تدور حول فكرة قبول الاخر و ظهر هذا فى الحساسية الواضحة بين مسلمى و هندوس لهند من جهة و بين الهنود من المهاجرين و الامريكيين من جهة أخرى . و على الرغم من أن قبول الاخر فكرة تضم العديد من المفاهيم الاخرى فهى فكرة شاملة عامة الى انها صورت فى الجزء الاول من الفيلم فى شكل علاقة بين خان و مانديرا . التعصب الأعمى هو المحرك الاساسى لاحداث الجزء الثانى من الفيلم فهذا التعصب من قبل الأمركيين بعد أحداث 11 سبتمبر هو الذى ولد العنف الذى ظهر فى مقتل سمير ابن مانديرا الهندوسية , هذا الحادث كان من شأنه دفع الاحداث للامام و أدى أيضا الى احداث تطور كبير فى شخصية خان من شخص انطوائى يهاب الاماكن الجديدة الى رجل قوى يرتحل بين المدن الأمريكية بارادة عظيمة لتحقيق هدفه , محركا الحبكة هنا هما احساس الفقد و اضطراب التوحد الذى يعانى منه خان . و لكن اعتقد أن صناع فيلم أخطأوا فى جعل شخصية خان تتطور أكثر من الازم بل أنهم فى نهاية الفيلم صنعوا منه شخص لم يكن من المقدر له ان يكونه , أو بمعنى اخر حولوه من رمز للرغبة فى التعايش و الحب الى بطل قومى و من المستحيل أن تتطور شخصية شاب متوحد الى هذا الحد , أى نعم قد حاول الفيلم اقناعنا بأن هذه الصورة البطولية لخان هى من صنع الاعلام الذى التف حول قضيته , و لكن بالفعل هذا الانحراف عن المسار المنطقى للشخصية و الذى حدث فى الربع الأخير من الفيلم عندما بلغ خان بان هناك اعصار ضرب قرية فى ولاية جورجيا و كان قد سبق له اثناء ترحاله أن مر بهذه القرية و قد اشتضافته سيدة كبيرة فى السن و ابنها الصغير , و قد تعلق بهما خان كثرا حتى أنه خاطر بحياته و عاد الى القرية متصورا أنه باستطاعته انقاذ ماما جينى و ابنها , و لم يكن هناك داع لتحويل خان الى بطل أكثر من الازم يعمل فى خضم الاعصار على بث روح الهمة و العزيمة بين سكان القرية اليائسين و يساعدهم على اعادة بناء مساكنهم , و الاكثر اقحاما فى هذا الجزء هو حضور زوجته فى النهاية الى موقع العصار بعد ان علمت بوجوده فيه , و أول ما رأها فى القرية انقض عليه رجل ارهابى و طعنه فى صدره هذا لأن خان قد قام بالابلاغ عن نشاط ارهابى كانت تقوم به هذه الجماعة قبل القاء القبض عليه هو بتهمة الارهاب و ارى أن هذا الجزء بداية من قرار خان بتأجيل سعيه الى مقابلة الرئيس لذهابه الى جورجيا حيث الاعصار حتى طعنه على يد الرجل الارهابى كله مقحما و قد أضر بالتطور الطبيعى لهذه الشخصية . فكرتا قبول الاخر و التعصب عبر عنهما الفيلم بعدة صور , بداية من اسم " خان " و الذى كان دائما ما يستاء البطل من عدم قدرة الأمريكيين على نطقه بال ( خ ) فكانوا يدعونه ب ( كان ) , فالخاء و ان كانت حرف يتعثر الغربييون على نطقه فهم غالبا لن يستوعبوا الخلفية الثقافية و المعرفية لهذا الشاب الهندى , و للفيلم موقف معين واضح و صريح من رؤية المواطن الأمريكى و كذلك حكومته من المسلمين , فهناك تعمد واضح فى أن يكون اسم الضابط المحقق فى قضية وفاة الابن أن يكون اسمه جارسيا و ذو ملامح لاتينية واضحة , و أن يكون زبائن خان على الطريق السريع حيث اضطر للعمل كفنى اصلاحات من الاسيويين و كذلك معظم الشخصيات الأخرى من أصول أفريقية خاصة ماما جينى و ابنها ليوضح أن أمريكا استطاعت ان تضم فى ثناياها عناصر غير متجانسة و على الرغم من ذلك عجزت عن تقبل المسلمين , أى نعم كانت اسرة ماما جينى و جيرانها فى القرية فى حالة بائسة و لكن ربما هذا يرجع لفقرهم لا لانتماءتهم العرقية , و هناك تعمد فى خلق هذا التقارب بين روزفان خان المسلم و الأسرة الأفريقية ليقول الفيلم أنه كما عانى الافراقة فيما قبل من اضطهاد على يد الرجل الأمريكى الأبيض ها هم يعيدون الكرة مع مسلمى أمريكا . لا أميل الى تصوير الشخصيات الى عنصر نسائى و عنصر ذكورى , و لكن لا أستطيع ألا أشير للفرق الواضح بين المنحى الذى اتخذه الفيلم الهندى فى تصوير العنصر النسوى و هو بصدد قضية شائكة كالتعصب و قبول الأخر و بين الصورة التى يظهر عليها العنصر النسوى فى الفيلم المصرى الذى يتناول نفس الفكرة , ففى الفيلم الهندى و فى المشاهد الأولى من الفيلم الأم هى اول من علم الصبى المتوحد ثقافة التسامح و كيف أنه لا فرق بين مسلم و هندوسى أو أى شخص يدين أخر , فالمهم هو أعمالنا الصالحة , كذلك عندما رفض أخو خان زواجه من هندوسية الأمر الذى الى القطيعة ما بينهم كانت زوجته المحجبة هى الأكثر تفهما , هذا يدفعنا لأن نتذكر سويا فيلم مصرى تناول فكرة مشابهة و هو " حسن و مرقص " , فالعنصر الاكبر المحرك لقوى التعصب و الكراهية فى الفيلم كانتا زوجتى حسن و مرقص !! مع أن ثقافة الحب و التعايش السلمى لا علاقة لها بالنوع البيولوجى كما أشار الفيلم الهندى . " أنا اسمى خان " يعد علامة فارقة فى تاريخ السينما الهندية فهو محاولة حقيقية لخلق خطاب سينمائى هندى جديد على مستوى الشكل و المضمون سينما تخاطب الغرب و تحاكى بل و تتنافس مع السينما الأمريكية , و أيضا ايمان عالى بها , فالفيلم الهندى انتهى على مشهد يجمع بين خان و الرئيس باراك أوباما مؤكداعلى انه عهده سيكون عهدا جديدا فى السياسة الأمريكية و هو باشرة أمل لمسلمى أمريكا و غيرهم من أقليات .... بمعنى أخر , صناع " أنا اسمى خان " اعتبروا باراك أوباما هو المخلص .

الأحد، 28 مارس 2010

جواز الصالونات و علاقته بالتطور الطبيعى للحاجة الساقعة

مقولة " التطور الطبيعى للحاجة الساقعة " بحبها أوى لأنها بتنطبق على حاجات كتير فى حياتنا , من ضمنهم الجواز . لما سألنى زميل مرة و قال : ايه رأيك اتجوز واحدة مش بحبها بس هى بتحبنى ( كانت قريبته ) ؟. قعدت أحاول أشرح له وجهه نظرى فى الموضوع لحد ما قلت له فى الأخر : بص يا عم الجواز ده هو التطور الطبيعى للحاجة الساقعة , يعنى لازم تقابل بنى ادمه يحصل ما بينكم قبول متبادل , و القبول ده ممكن يحصل بين اى اتنين بنى أدمين فى الدنيا يعنى لازم يبقى فى قبول بينك و بين صحابك و بينك و بين زمايلك فى الشغل و هكذا , يعنى م الأخر مينفعش واحد يتجوز واحدة مش بيقبلها أو العكس , و توقعت أن ده بديهى لكن لما سألته : طب أنت بتقلبها بشكل عام ؟؟ , قال لى : لأ . و الغريب أن حوار مشابه دار مع أكتر من شخص قبل كده . ------------------------- المفروض أنك بعد ما تتقبل البنى أدم , ممكن احساسك ناحيته يتطور فى اتجاه من الاتجاهات بتاعت العلاقات الانسانية , المفروض طبعا ( و ده اللى طول عمرنا بنسمعه و نشوفه ) بيحصل انجذاب , اعجاب , حب , جواز بمختلف بقى درجات الحاجات دى , لكن ده المفروض أنه الطبيعى - من وجهه نظرى على الأقل - يعنى مش ينفع انك تحب و بعدين تعجب , زى ما ينفعش أنك تتجوز و بعدين تحب , لان انت كده ح تبقى مشيت عكس التطور الطبيعى , يعنى مثلا مش ينفع تعتبر بنى أدم صاحبك الانتيم و أنت لسه بتبتدى ( تعرفه ) و فى فرق بين انك ( تعرف ) فلان و بين أنك ( تتعرف ) عليه ساعتين فى صالون بيتكوا أو حتى عشر ساعات لأن مهما كان عدد الساعات دول فهما فى النهاية ح يحققوا " التعرف " بس مش " المعرفة " , التعرف ده يعنى بيشتغل ايه ؟؟ بيقرأ سلسلة ما وراء الطبيعة و لا لأ ؟ و بيسمع تامر و لا عمرو ؟ و للناس المتحفظ بيقى بيسمع عمرو خالد و لا مصطفى حسنى , و للناس اللى مزوداها ع الأخر يبقى السؤال اذا كان بيسمع الجوينى و لا يعقوب ؟؟ و هكذا . و بندهش على أساس حاجات زى دى ممكن البنى أدم يحدد اذا كان ح يقضى ما تبقى من حياته مع الشخص ده و لا لأ , و لما تسال يقولولك : ما هو حصل ارتياح مبدئى , طب ما هو الواحد لو اتجوز كل بنى أدم قابله حصل بينه و بينه ارتياح مبدئى ح ينتهى الحال بأنك ح تلاقى نفسك متجوز 500 راجل و 300 بنت و 200 حيوان أليف مثلا ! .يا جماعة ده ساعات الواحد ممكن يتطابق مع شخص ما بس ميحصلش ال glimpse اللى مفروض تحصل ما بينكوا بمعنى أخر ممكن عقولكوا , شخصياتكوا تتلاقى بس مش أرواحكوا . لذلك الجوازهو نتيجة و وسيلة , ازاى ؟ نتيجة للتطور اللى حكينا عليه و وسيلة تضيف بها استقرار و سعادة فى حياتك و المفروض ميكونش غاية فى حد ذاته . طب المشكلة فين ؟؟ يعنى ايه اللى بيخلى كمية الناس دى تعمل اختيارات غلط ؟؟ يتهيأ لى فى حاجتين الضغط الفظيع من المجتمع ( المجتمع اللى هو احنا على فكرة ) و التدخل الفج فى حياة الأخرين فى أدق تفاصيل حياتهم يعنى يبدأوا يسألوك : ح تخطب امتى ؟ الفرح امتى ؟ العروسة مين ؟ و بعد الفرح , ح نفرح بولى العهد امتى ( سؤال مستفز يعنى ) , و لو جبت بنت يبقى ح تجيب الولد امتى و لو جبت ولد يبقى ح تجيب له اخت امتى ؟ ( ده على أساس أنك المفروض تتطلع له أجندة المواعيد تفر ال schedule بتاعك و تقوله أه بص احتمال كبير كمان تلات أسابيع تسمع خبر حلو كده ع الساعة سبعة و نص ان شاء الله ) و لما تجيب العيال , عملوا ايه فى الدراسة ؟ طب جابوا كام فى الثانوية العامة ؟ ح تجوزهم امتى ؟؟ , و لا تنتهى الحالة دى أبدا لذلك المحيط بتاعنا بيضغط على أعصابنا طبعا ممكن يخليك تاخد خطو كبيرة فى حياتك زى دى بس عشان ترتاح من الزن فتضطر لاهمال الجانب الأساسى بتاع التطور الطبيعى . المشكلة التانية , ممكن تكون فى الفهم المعووج - من وجهة نظرى اللى مش متواضعة - لمعايير البنى ادم اللى هو " كويس " فى مجتمعنا ( و مرة تانية افكركم ان مجتمعنا هو أنتم و أنا ) لذلك كتير كتير اوى لما أسأل واحده عن خطيبها اللى غالبا كانت شافته مرتين قبل الخطوبة تبتدى تتكلم عنه بصيغة الكتلة و الحجم , يعنى بيشتغل كذا و اللى لازم تكون شغلانة بتجيب فلوس , و راكب عربية ماركة ايه و ساكن فين وأبوه مين , ده طبعا لا ينطبق على كل الناس بس فى نظرة عامة سائدة للشخص اللى بنعتبره " النموذج " طبعا مش بقلل من قيمة الحاجات دى ما لازم الناس تعيش بمستوى متقارب للى عاشت فيه طول حياتها عشان يتحقق تكافؤ معقول ما بينهم . و مش ح أقول البنت النموذج المفروض بتبقى ازاى عشان متقولوش عليا مش موضوعية هههههههه بس هى طبعا لازم تكون أليفة أو تبان أليفة أ و عامله أليفة ( و اليفة دى مش مهينة و لا حاجة أنا بتسخدم المصطلح على نفسى ساعات ههههههه( و زى ما قلت ده مش منطبق على كل الناس ). طب ايه المهم ؟؟ تقريبا ده سؤال كل اللى ناس اللى قلتلهم الكلام اللى فوق ده سألوهولى , و كانوا بيسألونى على طريقة قولى يا أم العريف , فكنت بقول : "البنى أدم " الكويس " ( و الكلام موجه لواحدة صاحبتى ساعتها ) هو اللى تتقاربى معاه فى رؤيتكم للعالم و لأنفسكم و لمستقبلكم و يكون عندكوا اتجاه متشابه نحو الحاجات دى كلها " و بأكد على كلمتى " تتشابه " و " تتقارب " يعنى مش لازم تتطابق ,بس لازم تكون المحصلة النهائية أنك لو جبتى فازة و حاطيها على ترابيزة تكونوا أنتوا الاتنين شايفنها من زواية متقاربة , أو على الأقل متفقين أنها فازة , لازم تكونوا منتظرين نفس الحاجات من الدنيا أى يكون ليكوا نفس التوقعات , عشان تشتغلوا بعد كده فى اتجاه موازى مش معاكس . عشان كده أقول لجمهورى العريض اللى هما الكام واحد اللى بيقروا البوست و اللى وجدت فى أوساطهم مطلب عريض فى ان اكتب رأيى فى جواز الصالونات ( معلش ح أنفخ فى نفسى شوية ) , اقولهم ح أديكوا الخلاصة : فى حاجات بنسعى وراها فى الدنيا بايدينا و سنانا و فى حاجات تانية هى اللى بنقابلها فى طريقنا , و طول ما أنت عايش فى الدنيا حياة سوية أو غير سوية فياما ح تقابل ناس و لازم ح يكون فيهم الحد الصح , ممكن احنا ناخد الاختيار الغلط بس الحد الصح موجود دايما فى مكان ما , يعنى لو احنا فرى أوف عقد شخصية ( من نوعية ان البنات كلهم جزم , و الولاد كلهم غدارين يا ماما غدارين ) و لو احنا بنحاول نعيش فى الدنيا صح ( بنحاول على الأقل ) و متحققين فى أنفسنا و على قدر لا باس به من السلام الداخلى ... أعتقد أعتقد يعنى أن ربنا المفروض ح يوجب معانا و يخلى كل الحاجات اللى مفروض نقابلها فى منتصف الطريق نقابلها فعلا ......حاجات كتير المفروض تقابلنا مش بس الجواز يا جماعة ... يلا كفاية عليكوا كده .

الأربعاء، 17 مارس 2010

رينيه ماجريت

مقدرش أقول أن ليا فى الفن التشكيلى أوى , بس حقيقى الراجل البلجيكى اللى اسمه رينيه ماجريت ده حد مهم جدا , هو من اعلام المدرسة السيريالية , و كيفنى أكتر من سلفادور دالى شخصيا , لأن لوحاته بتقول فكرة ممكن الناس تفهمها , و افكارها متميزة اوى , دى شوية حاجات له , لو عجبكوا يا ريت تدوروا له على حاجات تانية .

الخميس، 4 مارس 2010

ايفا

عندما استدعيت هذا الموقف من مرحلة طفولتى , اندهشت جدا , شعرت بأنه موقف أو فلنسمه " حالة " غريبة لا علاقة لها بى , كأنها حدثت مع شخص أخر. فى المرحلة الابتدائية -خاصة السنوات الثلاث الأولى منها- لم يكن لى أى أصدقاء مما كان يجعلنى أبكى كثيرا و أتشاجر أكثر . كنت أبكى بغزارة عندما يرفضن زميلاتى أن يجعلننى ألعب معهن و أعتقد أنى بكيت فى الثلاث سنوات الاولى من المرحلة الابتدائية بما يكفى ليمنعنى عن البكاء طيلة حياتى , و لكن لأنه منافى لطبيعتى أن أبكى فقط فكان كثيرا ما يعقب مرحلة البكاء هذه حالة من " البلطجة " فأبدأ فى العراك مع زميلاتى البنات التى كن يتسفزوننى بقولهم " لو سارة ح تلعب , احنا مش لاعبين " . العراك مع الفتيات كان نادرا ما يصل لدرجة الاشتباك بالأيدى و الأرجل حيث أن الفتيات يفضلن التلاسن ( و فنية الاستفزاز من تحت لتحت ) و هو فن فشلت حتى الأن فى اتقانه , بينما الاولاد يفضلن نظرية ( فين يوجعك ) لذلك كنت عادة ما اشتبك مع مايكل و معتز و باسم و احيانا عبد الرحمن على طريقة المصارعة الرومانى , فبما أن باسم كان " بيظبط " سالى و معتز كان "بيظبط " اسراء و رنا ( فى نفس الوقت ) , و بما أن اسراء و سالى و رنا كن عدواتى اللدودات كان لزاما عليهما ان يركبا الموجة و يتشاجرا مع سارة حتى يكسبا رضا سالى و اسراء و رنا . و من ضمن الأسباب التى جعلتنى ألا أمانع أن اشتبك فى عراك يبدأ أحيانا بزمزمية طائرة فى الجو لترشق فى وجه سعيد / سعيدة الحظ ( استدع مشهد الكاوبوى و الحبل المعقود لتخيل أفضل للصورة ) ليصل الى ان يرمى أحدنا بكل ثقله فوق الاخر مستغلا فرصة ان ضحيته مستلقية على الديسك فى محاولة من المعتدى لأن يبطط الضحية هو أن أول رياضة مارستها كانت رياضة قتالية مما جعلنى أتصور أن حل أى مشكلة يبدأ بقدمى و ينتهى بعقلى . المهم فى كل هذا أن مرحلة العزلة التى كان لى يد فى صناعتها بقصد أو بدون قصد منى نتج عنها الحالة التى وصفتها منذ قليل بأنها "غريبة ". كنا نشترى مجلة بلبل بانتظام و لا نفوت منها عدد أبدأ , و لو تتذكرون معى كانت الصفحة الاخيرة من المجلة مخصصة لعرض صور " أصدقاء بلبل ", كنت لا احب هذه الصفحة و أتساءل " و ح استفيد ايه يعنى لما أبعت صورتى و تحتها اسمى يعنى ؟؟ " ( كنت عيلة رخمة كده ) , و على الرغم من هذا كنت استمتع بتأمل وجه وجه و قراءة اسم اسم من أسماء الأطفال المدعوين بأصدقاء بلبل , و من كنت أشعر بارتياح نفسى لصورهم و أسمائهم , أخذ فى تخيلهم كبنى ادمين , و أعتبرهم من الأن فصاعدا أصدقائى فبما أنه لم يكن لى أصدقاء من مدرستى ربما يصبح أصدقاء بلبل اصدقائى , أو بمعنى أصح تصبح صورهم أصدقائى . و فى مرة من المرات ازداد الأمر سوءا , فبينما كنت أطالع صور أصدقاء بلبل , استوقفتنى صورة لفتاة اسمها الاول ايفا و لا اذكر اسمها الثانى و تعلقت بصورة ايفا جدا جدا , و تمنيت لو أراها فى الحقيقة و نصبح اصدقاء , الامر وصل لدرجة أنى ظللت محتفظة بالعدد الذى به صورة ايفا صديقتى المنتظرة , و لكن لم يتسغرق منى اللأمر طويلا لألاحظ أن ايفا مسيحية , فازداد قلقى عليها , لأن احتمالية دخولها النار عالية جدا كما كان يهمسن لى زميلاتى خبثا و يحدثنى أساتذتى جهرا . " ياللهوى ايفا ح تدخل النار " و اكتئبت بشدة لفتاة لا أعرفها و لكن بما أنى اعتبرتها صديقتى فكان واجبا على أن امنع دخولها النار بأى طريقة ( هذا على أساس أنى كنت ضامنة الجنة فى جيبى ) دخلت لماما فى المطبخ و كانت تقف مواجهة للحوض " ماما هما المسيحين لازم كلهم يروحوا النار ؟؟ " سكتت أمى قليلا ثم أجابت : " الجنة و النار دى حاجات بتاعت ربنا , محدش عارف مين ح يروح الجنة و مين ح يروح النار " , و لانى لم أكن هذه الطفلة التى تقنع باجابة من المستوى الأول فصعدت الحديث :" أه , بس ناس كتير بتقول أن أى حد مش مسلم ح يروح النار " , ماما ترد : "ربنا بيرحم من يشاء و بعدين لو شخص مسيحى كويس ليه ح يروح النار ؟! " , لا أتذكر ان كنت جادلتها أكثر من ذلك و لكن كل اجابات ماما لم ترضنى لأنها اجابات لا تملك الحقيقة المطلقة و لأن من أفاضوا لى بسرى الجنة و النار كانوا يملكون الحقيقة المطلقة الواضحة القاطعة , فكانت خيبة ظنى فى أمى كبيرة , فكنت أمل أن تقول لى " لا طبعا المسيحيين ح يدخلوا الجنة " حتى يطمئن بالى على ايفا و تنتهى المسألة . و بما أن أمى لم تريحنى فاتجهت الى الله , و كمعظم الأطفال فى هذه الفترة كنت أصلى فى المناسبات الكبرى فقط , و لكن يومها قمت باستثناء خاص لايفا , صليت لكى أدعو الله فى نهاية الصلاة ألا يدخل ايفا النار مؤكدة له أنها بنت طيبة ( كما يقول وجهها ) كما انها لازالت طفلة و لم تتسن لها الفرصة بعد لاختيار دينها . و ظلت تصاحبنى حالة ايفا هذه فترة طويلة لا اتذكر المدة , و لكن أتذكر أنى كنت أبكى احيانا عندما اتخيل مصير ايفا المرعب و أتذكرأيضا كم كان يعن لى الكثير مصير صديقتى ايفا . و من فترة ليست ببعيدة , و فى لحظة استدعاء لبعض ذكريات هذه المرحلة من طفولتى اكتشفت سبب تعلقى بايفا , ليس فقط لأنى كنت بلا أصدقاء و جاءت صور أصدقاء بلبل لأجد فيهم ضالتى , ولكن فى الواقع ايفا كانت تشبهنى جدا تشبهنى فى الشكل و فى تسريحة الشعر المعقود للخلف على شكل "كحكة " -و هى تسريحتى الدائمة فى الابتدائية -, ثلاث اختلافات فقط ميزت بينى و بين ايفا , فايفا كانت سمراء , مبتسمة و مسيحية . و يبدو انى وقتها لم ألاحظ الاختلافين الأولين , و لكن بالتأكيد لاحظت الأخير , الامر الذى يجعلنى أتسائل الان لم صليت لها داعية لها بالنجاة فى الأخرة ولم لم أصلى لنفسى حتى تصبح لدى ابتسامتها التى بالتأكيد لو كان عندى مثلها لكنت انصرفت عن خوض معارك الزمزمية المستمرة ؟؟, أو حتى لم لم أصلى داعية الله بأن " أظبط " معتز أو باسم أو مايكل لكى أغيظ رنا و سالى و اسراء ؟؟ .

الأحد، 28 فبراير 2010

A Tell tale at Heart

TRUE! --nervous --very, very dreadfully nervous I had been and am; but why will you say that I am mad? The disease had sharpened my senses --not destroyed --not dulled them. Above all was the sense of hearing acute. I heard all things in the heaven and in the earth. I heard many things in hell. How, then, am I mad? Hearken! and observe how healthily --how calmly I can tell you the whole story. It is impossible to say how first the idea entered my brain; but once conceived, it haunted me day and night. Object there was none. Passion there was none. I loved the old man. He had never wronged me. He had never given me insult. For his gold I had no desire. I think it was his eye! yes, it was this! He had the eye of a vulture --a pale blue eye, with a film over it. Whenever it fell upon me, my blood ran cold; and so by degrees --very gradually --I made up my mind to take the life of the old man, and thus rid myself of the eye forever. Now this is the point. You fancy me mad. Madmen know nothing. But you should have seen me. You should have seen how wisely I proceeded --with what caution --with what foresight --with what dissimulation I went to work! I was never kinder to the old man than during the whole week before I killed him. And every night, about midnight, I turned the latch of his door and opened it --oh so gently! And then, when I had made an opening sufficient for my head, I put in a dark lantern, all closed, closed, that no light shone out, and then I thrust in my head. Oh, you would have laughed to see how cunningly I thrust it in! I moved it slowly --very, very slowly, so that I might not disturb the old man's sleep. It took me an hour to place my whole head within the opening so far that I could see him as he lay upon his bed. Ha! would a madman have been so wise as this, And then, when my head was well in the room, I undid the lantern cautiously-oh, so cautiously --cautiously (for the hinges creaked) --I undid it just so much that a single thin ray fell upon the vulture eye. And this I did for seven long nights --every night just at midnight --but I found the eye always closed; and so it was impossible to do the work; for it was not the old man who vexed me, but his Evil Eye. And every morning, when the day broke, I went boldly into the chamber, and spoke courageously to him, calling him by name in a hearty tone, and inquiring how he has passed the night. So you see he would have been a very profound old man, indeed, to suspect that every night, just at twelve, I looked in upon him while he slept. Upon the eighth night I was more than usually cautious in opening the door. A watch's minute hand moves more quickly than did mine. Never before that night had I felt the extent of my own powers --of my sagacity. I could scarcely contain my feelings of triumph. To think that there I was, opening the door, little by little, and he not even to dream of my secret deeds or thoughts. I fairly chuckled at the idea; and perhaps he heard me; for he moved on the bed suddenly, as if startled. Now you may think that I drew back --but no. His room was as black as pitch with the thick darkness, (for the shutters were close fastened, through fear of robbers,) and so I knew that he could not see the opening of the door, and I kept pushing it on steadily, steadily. I had my head in, and was about to open the lantern, when my thumb slipped upon the tin fastening, and the old man sprang up in bed, crying out --"Who's there?" I kept quite still and said nothing. For a whole hour I did not move a muscle, and in the meantime I did not hear him lie down. He was still sitting up in the bed listening; --just as I have done, night after night, hearkening to the death watches in the wall. Presently I heard a slight groan, and I knew it was the groan of mortal terror. It was not a groan of pain or of grief --oh, no! --it was the low stifled sound that arises from the bottom of the soul when overcharged with awe. I knew the sound well. Many a night, just at midnight, when all the world slept, it has welled up from my own bosom, deepening, with its dreadful echo, the terrors that distracted me. I say I knew it well. I knew what the old man felt, and pitied him, although I chuckled at heart. I knew that he had been lying awake ever since the first slight noise, when he had turned in the bed. His fears had been ever since growing upon him. He had been trying to fancy them causeless, but could not. He had been saying to himself --"It is nothing but the wind in the chimney --it is only a mouse crossing the floor," or "It is merely a cricket which has made a single chirp." Yes, he had been trying to comfort himself with these suppositions: but he had found all in vain. All in vain; because Death, in approaching him had stalked with his black shadow before him, and enveloped the victim. And it was the mournful influence of the unperceived shadow that caused him to feel --although he neither saw nor heard --to feel the presence of my head within the room. When I had waited a long time, very patiently, without hearing him lie down, I resolved to open a little --a very, very little crevice in the lantern. So I opened it --you cannot imagine how stealthily, stealthily --until, at length a simple dim ray, like the thread of the spider, shot from out the crevice and fell full upon the vulture eye. It was open --wide, wide open --and I grew furious as I gazed upon it. I saw it with perfect distinctness --all a dull blue, with a hideous veil over it that chilled the very marrow in my bones; but I could see nothing else of the old man's face or person: for I had directed the ray as if by instinct, precisely upon the damned spot. And have I not told you that what you mistake for madness is but over-acuteness of the sense? --now, I say, there came to my ears a low, dull, quick sound, such as a watch makes when enveloped in cotton. I knew that sound well, too. It was the beating of the old man's heart. It increased my fury, as the beating of a drum stimulates the soldier into courage. But even yet I refrained and kept still. I scarcely breathed. I held the lantern motionless. I tried how steadily I could maintain the ray upon the eve. Meantime the hellish tattoo of the heart increased. It grew quicker and quicker, and louder and louder every instant. The old man's terror must have been extreme! It grew louder, I say, louder every moment! --do you mark me well I have told you that I am nervous: so I am. And now at the dead hour of the night, amid the dreadful silence of that old house, so strange a noise as this excited me to uncontrollable terror. Yet, for some minutes longer I refrained and stood still. But the beating grew louder, louder! I thought the heart must burst. And now a new anxiety seized me --the sound would be heard by a neighbour! The old man's hour had come! With a loud yell, I threw open the lantern and leaped into the room. He shrieked once --once only. In an instant I dragged him to the floor, and pulled the heavy bed over him. I then smiled gaily, to find the deed so far done. But, for many minutes, the heart beat on with a muffled sound. This, however, did not vex me; it would not be heard through the wall. At length it ceased. The old man was dead. I removed the bed and examined the corpse. Yes, he was stone, stone dead. I placed my hand upon the heart and held it there many minutes. There was no pulsation. He was stone dead. His eve would trouble me no more. If still you think me mad, you will think so no longer when I describe the wise precautions I took for the concealment of the body. The night waned, and I worked hastily, but in silence. First of all I dismembered the corpse. I cut off the head and the arms and the legs. I then took up three planks from the flooring of the chamber, and deposited all between the scantlings. I then replaced the boards so cleverly, so cunningly, that no human eye --not even his --could have detected any thing wrong. There was nothing to wash out --no stain of any kind --no blood-spot whatever. I had been too wary for that. A tub had caught all --ha! ha! When I had made an end of these labors, it was four o'clock --still dark as midnight. As the bell sounded the hour, there came a knocking at the street door. I went down to open it with a light heart, --for what had I now to fear? There entered three men, who introduced themselves, with perfect suavity, as officers of the police. A shriek had been heard by a neighbour during the night; suspicion of foul play had been aroused; information had been lodged at the police office, and they (the officers) had been deputed to search the premises. I smiled, --for what had I to fear? I bade the gentlemen welcome. The shriek, I said, was my own in a dream. The old man, I mentioned, was absent in the country. I took my visitors all over the house. I bade them search --search well. I led them, at length, to his chamber. I showed them his treasures, secure, undisturbed. In the enthusiasm of my confidence, I brought chairs into the room, and desired them here to rest from their fatigues, while I myself, in the wild audacity of my perfect triumph, placed my own seat upon the very spot beneath which reposed the corpse of the victim. The officers were satisfied. My manner had convinced them. I was singularly at ease. They sat, and while I answered cheerily, they chatted of familiar things. But, ere long, I felt myself getting pale and wished them gone. My head ached, and I fancied a ringing in my ears: but still they sat and still chatted. The ringing became more distinct: --It continued and became more distinct: I talked more freely to get rid of the feeling: but it continued and gained definiteness --until, at length, I found that the noise was not within my ears. No doubt I now grew very pale; --but I talked more fluently, and with a heightened voice. Yet the sound increased --and what could I do? It was a low, dull, quick sound --much such a sound as a watch makes when enveloped in cotton. I gasped for breath --and yet the officers heard it not. I talked more quickly --more vehemently; but the noise steadily increased. I arose and argued about trifles, in a high key and with violent gesticulations; but the noise steadily increased. Why would they not be gone? I paced the floor to and fro with heavy strides, as if excited to fury by the observations of the men --but the noise steadily increased. Oh God! what could I do? I foamed --I raved --I swore! I swung the chair upon which I had been sitting, and grated it upon the boards, but the noise arose over all and continually increased. It grew louder --louder --louder! And still the men chatted pleasantly, and smiled. Was it possible they heard not? Almighty God! --no, no! They heard! --they suspected! --they knew! --they were making a mockery of my horror!-this I thought, and this I think. But anything was better than this agony! Anything was more tolerable than this derision! I could bear those hypocritical smiles no longer! I felt that I must scream or die! and now --again! --hark! louder! louder! louder! louder! "Villains!" I shrieked, "dissemble no more! I admit the deed! --tear up the planks! here, here! --It is the beating of his hideous heart

الخميس، 18 فبراير 2010

قرار ازالة

قرار إزالة عندما يقحم الآخرون أنوفهم في الحق الشخصي. كتبت سارة نجاتي: توقعت جموع الشباب التي أتت لمشاهدة فيلم قرار ازالة لمخرجه محسن عبد الغني مشروع تخرج مدرسة السينما بمركز الجيزويت الثقافي بالاسكندرية والتي تعد حاليا واحدة من أهم مدارس السينما المستقلة في مصر ، توقعوا أن تكون قصته عن عمارة مهدد سكانها بالتشرد ، أو عن حي عشوائي فقير أو حتي عن فساد موظفي الحي ... إلا أن الفيلم الذي لم تتجاوز مدته بضع الدقائق ، يبدأ بتصوير فتاة في بداية سن المراهقة تنتابها حالة من القلق والخوف، تغلق علي نفسها جميع الأبواب والشبابيك وتبدو وكأنها تحاول اخفاء وجودها بالشقة ...هي وحيدة بالبيت وتشرع في اعداد شيء ما في المطبخ ... تسخن المقلاة وبها سائل بني نفاذ الرائحة .. وفجأة تطرق جارتها الفضولية باب الشقة ، لا تجيبها الفتاة ويتعاظم احساسها بالخوف ، تكرر الجارة محاولتها .. ثم تستسلم بعد مدة طويلة وتعود لشقتها المجاورة لشقة الفتاة .. ولكن يبدو فيما بعد أنها لم تستسلم كليا .. فهي متأكدة أن الفتاة بالداخل .. تشم الجارة رائحة ليمون تحاول التلصص من خلال المنور علي شباك مطبخ الفتاة المضطربة ، وتتفاجأ الأخيرة عندما يلتقي وجهها بوجه جارتها من خلال شباكي المطبخ المقابلين لبعض ... يدور حوار ذو بعد نفسي مهم للغاية .. تحاول أن تسألها فيه الجارة عن أمها وعما تفعله في المطبخ ، وتبين للفتاة بطريقة غير مباشرة أنها اكتشفت أن ما تعده علي البوتاجاز هي حلاوة السكر، أي أن الفتاة علي وشك القيام بازالة لشعر جسمها.. يتملك الفتاة الاحساس بالخوف أكثر ، تقوم بالتخلص من الحلاوة دون استخدامها ، كما تحاول التخلص من رائحتها باستخدام المعطر ، قلقها يزداد .. خوفها يزداد ..يدفعها للرغبة في الاختباء ، تجري الي الحمام ، تغلق الباب وراءها ، تجلس علي أرضية الحمام الضيق وتتنفس الصعداء.. المشهد الأخير يمر علي موقع الفتاة الضيق بالحمام ثم علي ماكينة حلاقة رجالي تستقر علي الحوض بنفس الحمام.. وما إن انتهي عرض الفيلم حتي ثبت الجميع بأماكنهم .. استغرق الأمر بضع ثوان ثم غرق الجميع في نوبة ضحك .. فقرار الازالة كان قرار ازالة للشعر.. ولنبدأ بالعنوان الذي يحمل في طياته الكثير .. فقرار ازالة هو عنوان ينبيء بأن الفيلم بصدد قضية كبري فعادة ما يستخدم التعبير في سياق اجراء قانوني .. وعادة ما يتم بصعوبة لما يصاحبه من اجراءات كثيرة ومقاومة من قبل المتضررين المهددين بالتشرد.. وضح أكثر المخرج الشاب خلفية اختيار العنوان في المناقشة التي دارت مع الحضور أن مساحة الحرية الشخصية للانسان في مجتمعاتنا ضئيلة جدا، حتي ان أبسط حدود الحريه الشخصية يتم انتهاكها من قبل الاخرين ، كحرية تصرف الانسان في جسده كما يحلو له .. ومن هنا جاءت فكرة الفيلم التي حاول أن يوضحها العنوان .. حيث إن الحق الشخصي يصبح قضية عامة بل قضية يحق للآخرين التدخل فيها.. ربما لم يستوعب بعض الشباب من الحضور لماذا قد يصبح ازالة الشعر لدي الفتيات أمر بهذه الخطورة .. ولكن بعض الفتيات من ضمن الحضور أكدن ان هذا ما يحدث في الحقيقة قد لا يكون بالمبالغة التي ظهرت في الفيلم ولكنه أمر حقيقي.. جانب آخر وجدته متميزا في هذا الفيلم القصير ، هو البعد النفسي الذي حاول المخرج (تجسيمه) ولا أري كلمة أنسب من تجسيمه في الحوار الذي دار بين الفتاة والجارة والذي حاولت فيه الجارة أن تستفز مشاعر الفتاة واستغلال خوفها عندما سألتها عن أمها .. هنا شاهدنا بعض لقطات بالأبيض والأسود (فلاش باك) ليدين تقوم بتخريط ملوخية بطريقة عنيفة جدا ، الكاميرا تقترب من حركة المخرطة العنيفة فوق ورقات الملوخية الصغيرة كما لو كانت تقتلها لا تطبخها.. هذه اللقطة كانت أول ما تبادر لذهن الفتاة عندما سألتها الجارة عن أمها .. ترددت الفتاة قليلا ثم أخبرتها بأنها خرجت.. و عند سؤال المخرج عن هذا رد بسؤال آخر : تري ما شكل العلاقة بين هذه الفتاة بأمها اذا كان أول ما استدعته بذهنها عند سؤال الجارة عنها هو طريقة تعاملها العنيف مع أوراق الملوخية ؟؟ وأضاف : كل من يجيد الطبخ يعلم جيدا أن محاولة تقطيع الملوخية بهذا الشكل لا تنتج عنها الا أكلة ملوخية سيئة للغاية.. ولكن هناك جانبا آخر للفيلم تعجبت لعدم اثارة الأسئلة عنه وهو أن الفيلم لا يصور حالة فقط ، بل يطرح سؤالا، فعندما جاء الكادر قبل الأخير علي ماكينة الحلاقة الرجالي كانت النهاية هي سؤال : لماذا يتعامل الرجل مع حق بسيط كإزالة الشعر من علي الجسد بلا خجل ، خوف أو مواربة بينما عند قيام الفتاة بنفس الفعل يصبح أمرا منتقدا ، يستحق اخفاءه بل الخجل منه.. حركة الكاميرا ، وسرعتها وزاوية الكادرات نقلت احساسا عاليا بمشاعر الخوف التي تعيشها الفتاة.. قرار ازالة عمل بسيط في الفكرة ، بسيط في التكلفة ، حتي بسيط في الحالة التي يصورها ولكنه يطرح قضية مهمة من زاوية جديدة ومختلفة ، وهو جزء من تيار جديد يحاول إثبات وجوده ويكشف النقاب عن جيل كامل يصارع من أجل إثبات وجوده علي خارطة العمل السينمائي الذي غلب فيه الطابع التجاري علي الفني وأصبح مهنة تتوارث دون موهبة حقيقية أحيانا.
----------------------------------------------------------------------
نشر بجريدة الأهالى عدد الأربعاء 17 فبراير .

الاثنين، 8 فبراير 2010

اللى هو ايه برده؟

المدرس بالمعهد الذى تدرس به صديقتى يقول لها : اللى مش ح ياخد عندى كورس .. ح أسقطه . سألتها : عملتى ايه ؟ - خدت عنده كورس طبعا . -------------------------------------------------. موظفة بمصلحة حكومية متوسطة العمر , مقبولة المظهر .. ذهب لها صديق لانهاء اجراءات ورقية , هذا الصديق يعلم أتم العلم أنها لن تنجز له المهمة الا اذا دفع حق الشاى بل و قد خبره الأخرون بالمبلغ الذى لن ترض الموظفة بأقل منه حتى تقوم بعملها ... و لكن هذا الصديق قرر أن يحاول محاولة أخيرة .. مد يده ليصافح السيدة مبتسما , رفضت أن تمد يدها له ..سألته عما يريد , شرح لها الموقف , أراها المستندات فطلبت منه اجراءات اضافية تحتاج شهر لاتمامها .. دس لها 50 جنيه داخل أوراقه ... استلم ورقه اليوم التالى . -----------------------------------------------------. صديقة للعائلة تقول بكل فخر : ابنى كل شهر و التانى مصاحب واحدة , فاكره هند اللى قعد معاها سنة بحالها . - أيوه فكراها . - أهو سابها و دلوقتى مصاحب شيرين , أصل هند دى أكتر واحده طولت معاه لدرجة انى قلت أن الموضوع جد و لا ايه ... ----------------------------------------------------. اضطرت جدتى أن تحكى لى قصة طويلة عريضة على طريقة الفلاش باك حتى أستطيع متابعة الحوار الذى كان يدور بينها و بين جاره لها .. الحكاية عن جارة أخرى .. فتاة حديثة التخرج فى ال 25 من عمرها .. طبيبة .. من أسرة ميسورة الحال ( انفتحت لها طاقة القدر ) على حد قول الجاره عندما تزوجت صاحب أكبر مجموعة محلات ملابس فى الاسكندرية .. الرجل فى عمر أبيها .. متزوج من اخرى و لديه منها أبناء .. أى أن الطبيبة الشابة هى الزوجة الثانية .. و استكملتا جدتى و جارتها الحكاية و انتقلتا من نقطة لأخرى و لم يتوقفن لحظة ليستنكرن .. أو يتعجبن مما قد يدفع فتاة فى مقتبل عمرها , لها مكانة اجتماعية لا بأس بها من الزواج من رجل يكبرها بكثير و متزوج بالفعل ؟؟! . --------------------------------------------------- صحفى بجريدة قومية كثير الظهور بالتليفزيون : " الانتخابات تقوم على الاقتراع الحر السرى المباشر و الشعب هو اللى اختار حزب الاغلبية ". -------------------------------------------------. ما الذى يجمع بين هؤلاء ؟؟ لا شىء .... باستثناء ان جميعهم - فى أغلب الحال - اذا طلبنا منهم يعرفوا مفهوم الشرف بالنسبه لهم سيقولون أى شىء مرتبط بالنصف السفلى من اجسادنا , و حتى و ان لم يقولوا هذا فسيتبادر لذهنهم أول ما يتبادر صورة لفتاة منحرفة تتكىء على عامود نور , و ليسوا هم وحدهم بل أعتقد أننا جميعا نحمل فى عقولنا هذه الصورة . الفتاة التى تقرر الزواج من رجل لثرائه , المدرس الذى يبتذ تلاميذه و يتلاعب بنتائجهم ليحقق كسب مادى , و الموظفة التى تمتد يدها للرشوة , و الشاب الذى يبتلاعب بمشاعر بنات الناس , و الصحفى الذى يجاهر بغير الحق و هو يعلم أنه يجاهر بغير الحق , لم لا يسألوا عن شرفهم أيضا؟؟!. ليس من حقى محاكمة الأخرين أخلاقيا و لا أستطيع أن اجزم بأن هذا بشرف و هذا بدون ... لأنى أولا :غير مؤهلة لهذا بحكم أننى انسانة مثلهم و لست قادمة من السماء مع ضمان احتكار لكل المعايير الأخلاقية , و ثانيا : لا أعرف على وجه التحديد ما هو الشرف , و ان كنت أشعر به ...و أعرف أنى ساكون تنازلت عنه بتنازلى عن احترامى لنفسى , و لا أعتقد انى ساحترم نفسى لو تصرفت كهؤلاء .. و لذلك بداخلى جزء لا يحترمهم , و لا أعلم لماذا كلما تذكرت احد منهم استدعديت فى ذهنى صورة الشخصية التى كانت تجسدها نادية لطفى فى ثلاثية نجيب محفوظ نجيب محفوظ .. أعتقد أن باستحضارى لهذه الصورة أكون حكمت عليهم ... و لكن أن كانت صورتى مبالغ فيها ... أو قاسية ... أو ظالمة ... اذن ما هو الشرف برده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

الخميس، 4 فبراير 2010

تخاطيف

ساعات كده الاقى الناس قفشت منى عشان قالولى حاجات و نستها , أو اتفقت معاهم على حاجة و معملتهاش , أو واحده صاحبتى تحكيلى على مشكلة و تيجى تكملى الحكاية تلاقينى و لا كأنى سمعتها قبل كده , و الاكثر انتشارا أن أبقى بتكلم فى موضوع و أقعد أقطع , و أسرح و أسهم كده مع نفسى و دى حاجة بتبقى بارده اوى بالذات لو اللى قدامك متلهف عاوز يعرف الموضوع اللى أنت بتحكيه ....... هو بجانب أنه زهايمر مبكر , فى مشكلة تانية .. و هو ان دماغى مش بتوقف ثانية ... وشششششششششششش ( ده الصوت اللى جوه دماغى ) ... قبل ما أنام و انا قاعدة ع السرير كده , قلت ح أكتب كل حاجة بتيجى فى ذهنى بسرعة ( بتيجى فى ذهنى كأنها فلاش كده مش لازم تكون مرتبطة بموضوع معين ) , و كانت النتيجة : مكتبة أكمل - شريعة القطة - فيفى عبده - محل الجزم اللى فى جليم - شارع فؤاد - البن البرازيلى - معرض الكتاب - شقة نانا - ودنى بتوجعنى - ضوافرى - النوم - بكره - طنط ماجده - جاكيت - جيزويت - محمد منير - العين السخنة - المدونة - المستشفى الألمانى - دارك شوكليت - الجو ساقع ....... فى أقل من دقيقة و نص...
محدش يزعل بقى ..
..

الثلاثاء، 5 يناير 2010

استفت قلبك

قررنا أنا و صديقتى ان نذهب لاحضار وجبة خفيفة فى وقت العصر تقريبا , انتهزنا فترة الاستراحة ما بين الاجتماعين و خرجنا من المبنى . قالت : قدامنا 10 دقايق , بصى احنا نلحق فى البريك ده نروح الكافيه اللى جنبنا نجيب حاجة نكلها بسرعة و نرجع , بس ناخد تاكسى و احنا راجعين عشان نلحق نوصل on time . - ماشى . دخلنا الكافيه سلمنا على أصدقاء قابلناهم بالصدفة , منهم واحدة لم أسعد بلقائها أبدا , خرجنا من المكان و قالت لى صديقتى : نوقف تاكسى بقى , مفيش وقت . - لا انا عايزه أرجع مشى . - مفيش وقت للمشى . - مليش دعوة ان شاء الله يولعوا فينا , أنا راجعه مشى , و ايه رأيك بقى ح أرجع من الشارع ده بالذات . - اشمعنى ؟؟.. · لم أكترث بمنحها تبرير لأنى لا أملك تبريرا بالفعل , تبعتنى صديقتى متسائلة : الرصيف مكسر , ليه مشتينا من هنا ؟!. - مش عارفه , بس جالى احساس انى لازم أرجع مشى و من السكة دى بالذات . أخذت تضحك منى ... لما أبلغنى حدسى بأن أذهب متأخرة و أسير فى طريق معين ؟ لا , أعلم . الموقف بسيط للغاية و لكن الغريب فيه و ما جعلنى أرويه الأن هو أننى شعرت وقتها أن قوى ما خفيه هى التى تتحكم فى تصرفاتى , و انتشيت لهذا الشعور . · لنعود بالأمر خطوات للوراء ... · من الممكن أن نقسم حياة الانسان الى مرحلتين حتى الأن ( أقول حتى الأن لأنى لم أمر بمرحلة ثالثة بعد ) الأولى هى تلك التى تتسم ب " البلطجة " , أى البلطجة على ما حولنا من ظروف و أشخاص و أشياء .. هى المرحلة التى تظن فيها أنك المتحكم الأوحد و صاحب اليد العليا فوق ما يخصك , و هذا أمر لا علاقة له بدرجة الايمان و لكنه أقرب لاحساس عالى بالمسؤولية و رفض تام لوجود هذا الجزء المجهول فى حياتنا ... المرحلة الثانية تصبح فيها ممن نقول عنهم ( ماشى بالله ) يصاحبك شعور منذ دخولك فى هذه المرحلة بأنك جزء من كل و ليس الكل المتحكم فى الكل ( معلش امسحوا الجملة الأخرانية دى فيا انا ). بالطبع التغيير لا يكون حدى , أى نعم قد يكون فى بدايته حدى و لكن بعد ذلك تخلق أنت - بدون قصدا منك - حالة من التوازن بين الاثنين . - لماذا يحدث هذا التحول من الأساس ؟؟ ... يحدث رغما عنك , فأثناء اندفاعك كقطار سريع فى حياتك , يرسل لك القدر سيدة مسنة تحاول العبور , أو يحدث عطل مفاجىء فى المحركات أو تصطدم رغما منك فى قطار أخر مندفعا فى الاتجاه المعاكس . أى أن رؤيتك لحتمية تحكمك التام فى ما حولك تتغير بحدوث أزمة ما , قد تحدث لك , قد تحدث لشخص قريب منك , و لكن المؤكد أن هذه الأزمة ستصطدمك بحقيقة قد تعلمها و لكن لا تصدقها و هو أن هناك دائما قوى اعلى منا جميعا . ما علاقة الحدس بهذا ؟؟ · المعنى المعجمى لكلمة ( حدس ) متناقض الى حد ما , فأصل الكلمة حدس بمعنى : مضى على غير استقامة , و فى الأمر و نحوه : ظن و خمن . بينما معنى كلمة ( حدس ) كاسم فهو : ادراك الشىء ادراكا مباشرا . الغريب أن ادراكك للشىء ادراكا مباشر لا بد و بالضرورة أن يجعله يقينى بالنسبة لك و ليس مجرد ظن و تخمين . و لكن من عجائب اللغة العربية أن الكلمة قد تتسع للمعنى و ضده . و سواء هو ظن و تخمين أو ادراك مباشر , فستحب فى النهاية أن يكون بالنسبة لك ( الحقيقة )... فالحدس هو العصا التى تتكأ عليها فى مرحلتك الجديدة ... فالى جانب ايمانك بأن مجهولك ليس كله ملكك .. ستتجه الى أن تعتمد على حدسك قليلا لتبرر لنفسك فى ذات الوقت هذا القدر من الروحانية الجديد عليك. أنحنى احتراما للحدس ... و أقدره.. أقتنع بأنه( اشتباه فى الحقيقة ) , الاشتباه الوحيد فى الحقيقة الذى نملكه , فقد تنكر كروية الأرض و تصدق حدسك فى أنها مستطيلة لأن الحدس سيظل على الأقل حقيقتك أنت ( بغض النظر عن أنه فى الحقائق العلمية يفضل أن يتجاهل المرء حدسه تماما ) . هذا القدر من الروحانية ( و التى ليست مقترنة باحساس دينى و ان كان من شأنها أن تقربك أكثر من ربك ) مدعومة بالحدس هى بمثابة معالج لعملية تحكيم العقل و لا شىء غير العقل , فنوعية النشاطات التى نمارسها , الأخبار التى نتلقاها , الواجبات المفروض علينا تأديتها كلها تتطلب أن يكون عقلك هو الحل ... و عقلك لا يمنحك متنفسا للتصالح مع هذا المحهول الذى يحاول الحدس بطريقة سلمية تلمس الطريق اليه . و لا يجب أن يسيطر حدسك عليك أكثر من الازم لاننا نستلذ الاستسلام له عندما يكون متنفسا فقط , لا عندما يحركنا بصفته قائدا ... و أنت تتبعه لا لأن تسعد بقولك " احساسى طلع فى محله " فهو يخيب بقدر ما يصيب , و لكنه محاولة منك لازاحة حمل ثقيل و هو حمل حتمية ( وعيك - ايجادك لحلول - و التخطيط المسبق ) لكل شىء . عندما تدخل هذه المرحلة , تترك مقاليد أمور كثيرة مهما بلغت بساطتها أو خطورتها فى يد القوى الأعلى مننا - بالنسبة لى الله - فقد تكون على علم مثلا بميعاد مقابلة للحصول على وظيفة قبلها بأسبوعين و تقرر ألا تقرر أو حتى تفكر فى اقتراحات لما سوف ترتديه و تقول لنفسك " اللى ح أختاره قبلها بنص ساعة هو ده اللى ح يبقى الصح " . بالطبع تحولك هذا يتجلى فى أمور أكبر ( ولكنك تلاحظه فى نفسك فى الامور الأصغر ) كأن تستمر فى العمل بمجال لا تحبه أو لا تتحقق من خلاله فقط لأن حدسك يخبرك بأنه سيقودك لشىء ما أفضل تجهله , و أن هذه المجال الذى لا تتحقق من خلاله هو مجرد جسر يخفى وراءه مفاجأة كبيرة تنتظرك . و فى حالة ما أخفق حدسك ستبرر لنفسك هذا بمهارة شديدة , فبعد أن عدنا للاجتماع متأخرتان أنا و صديقتى كما حكيت لكم فى البداية , أعادت لى السؤال : يعنى وسخنا الجزم عشان خاطر سيادتك تمشى على الرصيف المكسر ده ...ليه؟. - قلت لها : "بصى أنا لما شفت فى الكافية مروة اتضايقت .. بس مكنتش ح أقولك , لما رجعت للاجتماع مشى كان عندى وقت كفاية أتصالح فيه شوية مع اللى مزعلنى من مروة و ادانى الوقت ده فرصة أفكر فى الموقف تانى ... يمكن ربنا ادانى الوقت ده عشان أفكر فى الموضوع ده " . نظرت لى فى ذهول كما لو كنت جننت فجأة ... ردى لا يخلو من سذاجة واضحة ... و لكن هكذا كان يجب أن أقول لنفسى و لصديقتى.. بعدها بأيام قليلة كلمتنى صديقتى هذه فى التليفون منفعلة : انتى منك لله , أم الروقان اللى انتى فيه جاب لى الكافيه ... - ليه؟؟. - عملت يا اختى زيك , و أنا رايحة الشغل سبت نفسى لهبلى , و قلت أنى عاوزه أتمشى شوية عشان أطول على نفسى السكة و قال ايه أفكر ... أنا عارفه ايه اللى مشانى فى زقاق عمرى ما دخلته قبل كده , و و لا كان على سكتى أساسا ... قام طلع عليا واحد بمطوة و ثبتنى و خد منى الموبايل .. - خلاص متزعليش نفسك , أهو نصيب الحرامى .. - فردت على بلفظ يحاسب عليه القانون . و لمن لا يرى أنه ( الحدس ), أقول أن كلنا لدينا نسخة أخرى منا أبسط و أقل تعقيدا , سمها الحدس , سمها كما شئت ... و لكنها موجود و ان كنا نختلف فى درجة تصالحنا معها .