الخميس، 29 أكتوبر 2009

الملصقات الدينية

فى السنوات القليلة الماضية , انتشر نوع من الملصقات ذات طباعة فاخرة و تنوع , على جدران و حوائط المبانى و المنازل و بوسائل المواصلات , و حتى داخل الهيئات الحكومية و الخاصة و هى ملصقات ذات طابع دينى. هناك ما يجمعها فى الظاهر من قواسم مشتركة , و هناك ما يميز ملصق عن أخر من حيث الهدف منها , و اتضح لنا أن الهدف يختلف باختلاف المكان الذى تنتشرفيه هذه الملصقات , بمعنى أن أكبر صور الاختلاف تظهر بين الملصقات الدينية الموجودة داخل الجامعات الحكومية و الملصقات الموجودة بأى مكان أخر سواء وسيلة مواصلات أو حتى فى الشارع . *المشترك بين الملصقات الجامعية و الملصقات الدينية خارج الجامعية : 1) الملصقات العامة . و الموجهه لأى مسلم كان , تحث على ذكر الله و الاستغفار , أو تذكر ثواب صوم رمضان و فضائل الشهر الكريم – و هو امر لا تحفظ عليه على الاطلاق – 2) العنف و الترهيب.
العنف و الترهيب الموجه فى هذه الملصقات من خلال الصياغة أو بعض الصور و الرسومات التوضيحية , أو فى التعليقات المكتوبة بخط اليد فوقها من قبل المارة . مثال : صورة لمومياء تتوسط حروف موسيقية من جهة , و حول هذه الحروف نيران , و فى الجهة المقابلة القرأن الكريم . 3) الحث على الشكليات . الحث على الالتزام بشكليات التدين مع اغفال الجانب الخاص بالأخلاق و المثل العليا مثل ( الكذب – النفاق – الرشوة – احترام الكبير ) و هو ما يتضح فى الحديث عن الزى الشرعى أو أدعية دخول الخلاء أو حكم القسم بغير الله . مثال1 : من حلف بغير الله فقد أشرك . مثال 2: كان الرسول (ص) اذا دخل الخلاء قال : اللهم انى أعوذ بك من الخبث و الخبائث . 4)الابتعاد عن النص المقدس: عدم الاعتماد على النصوص القرأنيه – فى اغلب الأحوال – بل على الأقوال المأثورة أو المؤلفة , أو أبيات شعرية , يليها الاعتماد على الأحاديث الشريفة . مثال1 : يا من بدنياه اشتغل و غره طول الأمل الموت يأتى بغته و القبر صندوق العمل مثال 2 : بلادى لن تموت و اسلامى سيسود و الخط سميك فى كلمة " سيسود " * ما تختلف فيه الملصقات الجامعية: · من خلال رصدنا ل 24 ملصق ( أى أن كل ملصق نموذج يختلف عن الأخر , و قد يتكرر من الواحد المئات ) , وجدنا أننا اذا استثنينا منهم الملصقات العامة, نجد أن الملصقات الموجهه للفتيات تصل ل 11 ملصق و أن عدد الموجه للفتيان لا يتعدى الاثنين . 1) الذكور لا يخطئون : معظم الملصقات الخاصة موجهه للفتيات , و يصل عددهم فى الطابق الواحد بأحد المبانى الجامعية الى ثلاثة و أربعة كحد أدنى . مثال1 : ليكن حجابك و صورة لامرأة ترتدى الخمار ملحوظة : مكتوب على هذا الملصق بخط اليد "فكيف يكون حالنا عند الموت ؟ " + هو ده الحجاب غير ذلك لا تحسب عند الله (بخط اليد أيضا ) . مثال 2: لبس البنطلون للمرأة لا يوافق الشرع لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال . 2) الملبس أولا : معظم الملصقات المخاطبة للفتيات تتحدث عن اللباس الشرعى , على الرغم من أن الأغلبية بالفعل محجبات , و المثال التالى يوضح ذلك بالاضافة للعنف الفكرى الذى أسلفنا ذكره : مثال : الأخت غير المحجبة . أنت سهم فى جعبة الشيطان .... و فتنة لأهل الايمان و سيفا فى يد الأعداء .... أحذرك القبر و ظلمته .... اركبى يا اختاه قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .... أختاه خافى من الله العذاب .... و تذكرى يوم الحساب 3) النقاب : و هناك حضور مكثف أيضا للملصقات التى تفرض النقاب و ترى أن الحجاب تبرج . و لدينا مثال " ملصق لأربعة فتيات الأولى منتقبة : و مكتوب تحتها " الحجاب الشرعى " الثانية ترتدى الخمار : قد يقبل من المسلمة و هو قول ضعيف الثالثة ترتدى حجاب و بنطلون و الرابعة ترتدى حجاب و جيب , و مكتوب تحتهما : قال تعالى " و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" , و (من هنا نبدأ و فى الجنة نلتقى ) ملحوظة : مكتوب بخط اليد على الملصق ( لا للتأليف و الفتوى ) 4) التكرار : نلاحظ أيضا تكرر نفس الملصق أكثر من مرة فى منطقة محدودة , أى أنه لا يخلو طابق دون ملصقين على الأقل للزى الشرعى , و لا تخلو حوائط درجات السلم من ملصق عن حكم التعطر فتستطيع أن تراه الى ثلاث مرات فى الدورين مثال : ( المرأة المتعطرة أينما امرأة استعطرت , فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهى زانية ) 5 )و ملصق للفتى : هناك نوعان من الملصقات للذكور , أحدهما عن التدخين , و الأخر عن حكم مصافحة النساء , و أعتبر أن الأخير غير موجه للفتيان بشكل خاص , لأنه فى النهاية يتضمن علاقته بالفتيات و أن مصافتحها حرام . و وجدنا أنه فى مبنين يتكون كل منهما من خمس طوابق, لا يوجد سوى ملصقين ينهيان عن التدخين ( أى أن فى المبنى كله لا يوجد سوى ملصق واحد لا يتكرر ) مثال1 : السيجارة لا تصاحبها فى الدنيا مثال2 : و يتكرر بشكل أكثر نسبيا ملصق مصافحة النساء ( انى لا أصافح النساء ..... لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخبط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) و فى التعليق على هذه الظاهرة يقول الدكتور "صفوت العالم" الأستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة : الجامعات المصرية تفخر بأعداد الطلبة داخل جدرانها , و أنها يدرس بها 200 ألف طالب , و لكن هل يوجد بالفعل أنشطة حقيقية تملأ فراغ هذا الكم من الشباب؟ فالأنشطة الموجودة لا تملأ فراغ ثلاثة أو أربعة ألف طالب , فلا يجد ما يفرغ طاقته فيه , و الشاغل الأول للطالب رجولته التى ادركها و لا يمارسها , و للطالبة أنوثتها التى أدركتها و لا تمارسها . و لكن الوازع الدينى يمنعه , و الشباب الاسلامى القادم من القرى و الأحياء الشعبية ليس له الا دينه , و عندما يفاجىء بالاختلاط الذى ينتج عنه مشاكل سلوكية عجيبة بالحرم الجامعى , يتجه عن رفضه لهذا الاختلاط بتلك الملصقات . أما الدكتور "جمال أبو شنب " , أستاذ علم الاجتماع كنج مريوط , فيفسر الظاهرة كالأتى : فى مراحل الخلل الاجتماعى و حدوث ضغوط اقتصادية , يكون الدين هو الملجأ للناس من خلال التمسك بشكلياته , و القائمون على انتاج و طباعة هذه الملصقات هدفهم ليس دينى بالمقام الأول , لذلك لا يخاطبون الجانب الأخلاقى لدى الطلبة , فهم هدفهم دنيوى أكثر منه دينى من خلال التأثير على عقول هؤلاء الشباب , و لا يقتصر نشاطهم على الملصقات الدينية بحسب , بل أيضا لهم برامج أخرى , مثل الرحلات و غيرها , كما ان الأنشطة الجامعية لا تستوعب الطلبة و لا يوجد حوار مستمر معهم . أما عن ان معظم موضوعات الملصقات موجه للفتيات فيعوز هذا الى : من المعروف أن الحدود لللفتيات أضيق , فيكون التوجه اليها أسهل , كما ان استجابة الفتيات تكون أعلى من الشبان . و عن العنف الفكرى فى الملصقات يقول : العنف فى المجتمع ظاهرة غير اخلاقية لأن الأخلاق تهذب فكر و سلوك الأفراد , فطالما ارتبط العنف بمراحل التخلف الأولى , و لعدم وجود رؤية واضحة و غياب اليقينيات فى الدين يلجأ الأفراد للعنف فى عرض أفكارهم , فأصبح لا يوجد أى مدخلات معرفية للشباب سواء من خلال الأسرة أو المؤسسات التعليمية . أما الدكتور جلال عبد الخالق , نقيب الاجتماعيين , فأول ما وصف به هذه الملصقات أنها : مسيسة , أى لها بعد سياسى واضح من قبل الجماعات التى تقوم بكتابتها و توزيعها , و لكن لا بد أن نسال أنفسنا أولا , لماذا الملصقات ؟؟ , المؤسسات التربوية أصبحت هزيلة و بغياب دورها يتدخل أى شخص للقيام بهذا الدور عوضا عنها , فالمؤسسة التربيوية الأولى و هى الأسرة لا تقوم بدورها كما ينبغى , و يتلقى معظم الشباب أفكارهم و مبادئهم من أصدقائهم , أو حتى من الشارع , و بهذا يكون أول وسيط تربوى لدينا لا يؤدى دوره . ثانيا :المدرسة , فكانت فى ما مضى هى مؤسسة ذات دورين : تربوى و تعليمى , و تلاشى الدور التربوى , و مع الوقت تلاشى أيضا التعليمى , أى أن العملية التربوية الأن أصبحت تتم خارج أسوار المدرسة . و الجامعة امتداد للمنظومة التربوية التعليمية , و لكنها أمعنت فى اهمال دورها فى هذا الشأن , حتى الاعلام أصبح يصدر فن هابط و ردىء و يحتفى به , فى ظل كل هذا الفراغ لدى الطالب , يكون غزو عقله من اسهل ما يكن , و أسهل طريقة للوصول اليه هو الملصق , و هى وسيلة ناجحة جدا , فهو كوسيلة اختراق سريعة, يعد غير مكلف و ليس له عواقب , فان أتى بنتيجة , يطبعه منه المزيد , و ان لم يات بالنتيجة المرجوة , يحاولون تجديده و جعله أكثر جاذبية . أما عن مضمون الملصقات نفسها , فيستطرد الدكتور جلال قائلا : بالنسبة للحث على الشكليات , لو القائمون على صناعة هذه الملصقات خاطبوا الجانب الأخلاقى للدين و حثوا على الأساسيات , مع الوقت سيحققوا الشكليات , فلاشك أن الاهتمام بالأساسيات يدعم الشكليات , و لكنهم يصرون على مخاطبة الشكليات بدافع الاستسهال , فالأصعب أن تقول له ارفض الرشوة , أو احترم الكبير . أما عن التركيز فى خطاب هذه الملصقات على الفتيات : هذا لأن الثقافة المجتمعية ترى أن الفتاة هى مصدر الانحدار الأخلاقى سواء فى البيت أو الجامعة أو الشارع , فلو أنها حميت نفسها لن تساعد الشاب للوصول لهذه الدرجة من الانحراف , و بالفعل الفتاة لها دور كبير فى وضع حدود لعلاقة الشاب بها , و لكن الملبس وحده لا يحقق هذا لأن الدراسات أثبتت أن المحجبات يتعرضن لنفس نسب التحرش التى تتعرض لها غير المحجبات . أما عن سبب الاقلال من الاعتماد على النصوص القرأنية , فذلك جزء من جماليات الاعلان , فالسجع و الأقوال المأثورة يكونان لهما عامل جذب عن الأيات القرأنية , لأن المتلقى ممكن ان يكون استمع لهذه الأيات او قرأها عدة مرات , و لم يكن لها أى تأثير عليه , و لكن من خلال تبسيط اللغة و تطويرها قد يلفت الانتباه أكثر . *** لم نطرح الأمر للتندر به , أو لرفضه , بل كمحاولة منا لتفسير ما يتعلق بهذه الظاهرة و التى لها أبعاد أخرى اجتماعية و نفسية و دينية , فأحكام الدين لا تخاطب النساء فقط , و ليس قوامها العنف أو الترهيب , و لا تهتم بمظهرنا أكثر من سلوكياتنا و أخلاقنا , اذن هل نعتبر هذا دين الملصقات ؟؟ أم أنها ليست الا صوت ديننا فى الجامعات و المواصلات و الشوارع ؟؟.

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

و مر عام على المدونة العزيزة

* النهاردة يوم عظيم جدا , سيخلد فى ذاكرة التاريخ , مش لأن أبطالنا عبروا و انتصروا و حطموا أسطورة الجيش الذى لا يقهر لأ , بس لأن مدونتى الجميلة ( عدوها عدوها ) مر على سنة , يعنى يدوب ممكن تكون بدأه تمشى دلوقتى . تسألنى ليه دونتى يوم ستة اكتوبر ؟؟ أقولك كان يوم أجازة و الواحد انتهز الفرصة عشان يعملحاجة بتاخد وقت شوية زى انشاء المدونة . هو النهاردة مش كان ح يجى فى دماغى أعمل بوست لولا انى لقيت كله بيعمل كده بعد مرور عام على مدونته , يمكن هى صحيح فقرية ( مش بتطلع ع الريدر و زباينها قليلين و عندها مشكلة فى الفورمات ) , بس زى بنتنا برده , ندعى و نكره اللى يقول أمين ههههههههههه. المهم, هو التدوين فادنى فى كام حاجة كده ح أقصر و فى سريع ح أقولهم , أولا : زى ما هو كان ليكوا كلكوا مساحة تعبير حرة مفيهاش الرقابة اللى بتاعنى منها وسائل النشر التانية , فهو كان كده بالظبط بالنسبة لى و يمكن اكتر كمان لأن أنا لما بكتب حاجة هنا بتكون غالبا المسودة للمقال اللى عايزه أكتبه . ثانيا : المدونات بتديك الكتالوج ........ بمعنى أنماط شخصياتنا بنى أدم و أنماط شخصياتنا ( كمصريين ) على وجه الخصوص واضح أوى هنا ( و ابقوا فكرونى نعمل ع الموضوع ده بوست لوحده ) . ثالثا :أتعرفت على ناس حلوة كتير , و بعدين لقيت نفسى دخلت فى شلة لذيذه كده , و صدقت أن التدونين فيه شللية الصراحة , و لو انى لم أقابل الشلة دى فعلا , بس ان شاء الله أكيد ح نتقابل مرة ( أصل مدونين اسكندرية كسلانين كده ) . رابعا : معنديش حاجة أقولها غير انى كنت النهاردة ناوية اغير قالب المدونة , و أعمل واحدة غيرها بنفس الاسم كما أقترح زميلنا بدراوى , بس اللى حصل أنى كاتبة لسته بالحاجات اللى المفروض أعملها و معلقاها فوق المكتب و الحمد لله متعملش منها حاجة لسه ههههههههه. * بشكر الناس اللى بتفضل تتابعنى حتى و أنا مش موجودة فيمكن مش بيجى هنا ناس كتير بس هما جمهور ثابت ( جمهور على اساس أننا فاتن حمامه و نجمة شباك و كده ) خايفة أسميهم بالاسم أنسى حد بس كل واحد عارف نفسه ( بالمعى الايجابى يعنى ) و ده معناه انى على الرغم انى مش مواظبة فى الكتابة هنا بس علقت معاهم الى حد ما . * اللى عنده حاجة عاوز يقولها يقولها , اللى عاوزنا نتكلم فى موضوع معين يقول , اللى عاوز يسأل حاجة يسأل , هو اوكازيون يعنى . و تحياتى ليكوا كلكوا كل سنة و انتوا طيبين ............... سارة نجاتى ...

الخميس، 1 أكتوبر 2009

لا بد له من اسعاف .......

- لن أدفع أى مصروفات اضافية , هذا لم يكن مذكورا بالعقد . - لا , مذكور , انظر ( يقرأ له ) : و 600 جنيه مصروفات اضافية تسدد خلال 16 شهر من تاريخ توقيع العقد. - (يسكت قليلا , يندهش , يصفع كفا بكف , ينظر للموظف مستاءا ) ثم يقول :لو كنت انتبهت لهذا الشرط المكتوب ببنط صغير جدا ( و يرفع بصره بخبث للموظف ) ما كنت وقعت على هذا العقد , على العموم كلكم تشبهون بعضكم البعض , تبحثون على أعلى ربح لأنكم فى الأساس تبيعون الهواء . - يرد الموظف ببرود متناهى : الهواء ؟؟ حضرتك قمت بالتأمين على حياتك و حياة زوجتك و حياة سيارتك الخاصة بمبلغ خيالى , أين الهواء ؟؟؟ أأنت هواء ؟؟ أ زوجتك , لا مؤاخذة , هواء ؟؟ . - يرفع العميل صوته محتجا و يدق على المكتب بقبضة يده صائحا : اذن فلتنتظر يا أستاذى الفاضل بضعة أشهر , فأنا ( و تزداد نبرة صوته حدة ) لن أسدد المبلغ الأن . -------- يغلق العميل صاحب بوليصات التأمين عينه و يفتحها , يصفر وجهه بسرعة غريبة , يحاول أن يتحرك يمينا و لكن قدماه تتعثر فى رجل الكرسى المواجه للمكتب , يترنح كالمخمور , يحاول أن يعيد تثبيت قبضتيه على المكتب مرة أخرى , لا يستطيع فهو يظل يترنح , يسقط فاقدا الوعى على ظهره . يحملق موظف شركة التأمين فى العميل مذعورا . بالمكتب ثلاث موظفين , أحدهما شاب لا يتجاوز العشرين من عمره و عامل نظافة , يندفع جميعهم نحو العميل محاولين افاقاته . - عامل النظافة : ماذا حدث يا أستاذ فكرى ؟؟ هذا عميلك؟؟ - يجيب فكرى و هو لايزال مذعورا : نعم , نعم , هو عميلى . يتحرك فكرى من وراء مكتبه , ينحنى بركبتيه على الأرض الى جوار العميل المغشى عليه . - أكبر الزملاء سنا : لا فائدة انه لا يفيق , ماذا حدث يا فكرى ؟؟. - أقسم بالله لم يحدث شىء , رفض دفع ما عليه من مبلغ و انفعل للغاية و لا أعرف ما حدث له . - نفس الزميل : اطلب الاسعاف يا عبادة ( محدثا عامل النظافة ) . - فكرى : و لما الاسعاف ؟؟ ربما يفيق من تلقاء نفسه بعد قليل . - نفس الموظف غاضبا : ما كل هذه الامبالاة ؟؟ لم تفيقه رائحة العطر و لا أصواتنا الصاخبة لا بد له من اسعاف . -الزميل الثانى و هو كفكرى فى الأربعين من العمر : ألديه بوليصة تأمين على حياته ؟ - فكرى : بلى . - يا عينى . * اسعاف ؟ و كان معى وقت أن فقد وعيه ؟ , أسيعتبرونه مسؤوليتى ؟؟ ( حدث فكرى نفسه ) . و بينما كان قلق الذهن شاردا , دخل المدير , رجل كبير فى السن , هادىء الطبع و قال بثقة أمرا : يا أساتذة , احملوا الرجل على الأريكة بدلا من نومته هذه على الأرض ( مشيرا الى أريكة صغيرة مستقرة باحدى جوانب المكتب ). - و أضاف محذرا و هو يهم بالخروج : و حاولوا من فضلكم ألا تقتلوه حتى وصول الاسعاف . المدير ليس بالشخص المرح فى العادى , و لكنه جعل الجميع يبتسمون على الرغم من قلق الموقف , و بالفعل حملوا العميل من على الأرض و أراحوه على الأريكة . ظل فكرى يتحرك فى الغرفة جيئة و ذهابا حتى هتف زميله : يبدو أنه سيفيق . جرى فكرى نحو الرجل الممدد , و لاحظ أن مقلتاه تتحركان أسفل جفنيه فى كل الاتجاهات , فتح جفناه ببطء , و كذلك فمه الذى ظل متجمدا لفترة فبادر أحد الزملاء بصب بعض قطرات العصير فى فمه . فى لحظات كان قد استرد العميل وعيه و اعتدل فى جلسته . - مازحه فكرى : كل هذا بسبب ال600 جنيه ؟؟ يا سيدى فداك 600 ألف جنيه , ردهم وقت ما تشاء . - يرد الرجل ممعتضا : ياليتنى كنت مت فقط لتتورطوا فى مبلغ بوليصة الـتأمين . يضحك الجميع يهم العميل بالوقوف فيقول له الزميل الشاب : ارتح قليلا يا أستاذ , لا تتعجل الانصراف . - لا, لا , أنا معتاد هذه النوبات , تصيبنى كلما انفعلت ( و ينظر الى فكرى لائما ) . يصر العميل على الانصراف و يساعده الزميل الشاب على النهوض و يعرض عليه أن يصطحبه حتى باب الشركة ليطمئن عليه , و ما أن خرجا حتى دخل عبادة العامل و دار ببصره بين أرجاء المكتب متسائلا : أين هو ؟!! . فكرى : الحمد لله فاق , و اصطحبه عزت للخارج . - عبادة : يا نهار أسود !! فكرى متوترا : لماذا ؟؟ لماذا أسود ؟!! - و سرعان ما برر عبادة سبب السواد قائلا : لقد اتصلت بالاسعاف , و نحن الأن فى ورطة كبيرة , اذا حضر المسعف ولم يجد المريض , سيظن أن البلاغ كاذبا . وجم الجميع ....... فكرى معروف عنه دائما الحلول الغير تقليدية للمواقف , فعلى الرغم من جديته الشديدة فى التعامل مع العملاء و زملائه الى أن كثيرا ما تكون حلوله للمشكلات مثيرة للضحك , هب واقفا , ألقى بنفسه على الأرض و مدد كما كان العميل ممددا منذ قليل . - الزميل الأكبر فى السن مندهشا : فكرى ؟؟ - فكرى فى نومته : لا مشكلة سأدعى الاغماء و عندما يأتى المسعف , يجد شخصا فاقدا للوعى و السلام . - و أستظن أنه لن يكتشف أنك تدعى الاغماء ؟؟! - لا , لا , لا أعتقد هذا , الأمر أبسط مما تتصور . اندفع عبادة من الباب محذرا : المسعف وصل . ما أن أنهى عبادة كلماته حتى ظهر المسعف فى الممر يتقدم فتيان يحملان نقالة , دخل المكتب و اتجه صوب فكرى , نزل على ركبتيه و سأل زملائه : ماذا حدث ؟؟. لم يجبه أحد و كان الزملاء فى غاية السخط على سلوك فكرى و لكن لم ينبس أحدهم بكلمة . حاول المسعف قياس النبض , تحسس رقبته , تحسس يده مرة أخرى , حاول أن يسمع نبضات قلبه , تحسس يده للمرة الأخيرة قبل أن يكرر السؤال بحدة : ماذا حدث ؟!! . - أجاب عبادة باحثا عن دور له فى المسرحية : لا شىء , كان طبيعى تماما و حدث له ما حدث فجأة . - المسعف : لا حول و لا قوة الا بالله ................ البقاء لله يا جماعة .

شباك موارب فى مكتبة اكمل مصر

كتبت سارة نجاتي : شهدت مكتبة ” أكمل مصر” مساء أمس الاربعاء 30 سبتمبر 20 حفل توقيع ديوان شعر” شباك موارب ” للشاعرة ” أمانى محفوظ ” هو الديوان الأول للشاعرة السكندرية و التى عرفت مؤخرا من خلال ابداعتها المنشورة بصحيفة أخبار الأدب و عدد من الصحف الأدبية و الثقافية .أ دار االلقاء الاديب أحمد صالح فى حضور فنانى جماعة جدران و نخبة من مثقفى الاسكندرية و ادباؤها. و الديوان هو العدد التاسع من مجموعة يدوية التي تعتبر اتجاه فنى مستقل بالاسكندرية ضمن مشروعات جماعة “جدران ” الفنية التي خرجت علي يد القاص ماهر شريف , بهدف اعادة خلق روح الحميمية مع الكتاب من خلال نسخ و رسم جميع مطبوعات الكتاب بخط اليد أى تعد كل نسخة من العمل الأدبى فى “يدوية ” نسخة أصلية .
--------------------------------------------------------------------------------
رابط الخبر المنشور بموقع انباء الاسكندرية المصورة