الأحد، 28 مارس 2010

جواز الصالونات و علاقته بالتطور الطبيعى للحاجة الساقعة

مقولة " التطور الطبيعى للحاجة الساقعة " بحبها أوى لأنها بتنطبق على حاجات كتير فى حياتنا , من ضمنهم الجواز . لما سألنى زميل مرة و قال : ايه رأيك اتجوز واحدة مش بحبها بس هى بتحبنى ( كانت قريبته ) ؟. قعدت أحاول أشرح له وجهه نظرى فى الموضوع لحد ما قلت له فى الأخر : بص يا عم الجواز ده هو التطور الطبيعى للحاجة الساقعة , يعنى لازم تقابل بنى ادمه يحصل ما بينكم قبول متبادل , و القبول ده ممكن يحصل بين اى اتنين بنى أدمين فى الدنيا يعنى لازم يبقى فى قبول بينك و بين صحابك و بينك و بين زمايلك فى الشغل و هكذا , يعنى م الأخر مينفعش واحد يتجوز واحدة مش بيقبلها أو العكس , و توقعت أن ده بديهى لكن لما سألته : طب أنت بتقلبها بشكل عام ؟؟ , قال لى : لأ . و الغريب أن حوار مشابه دار مع أكتر من شخص قبل كده . ------------------------- المفروض أنك بعد ما تتقبل البنى أدم , ممكن احساسك ناحيته يتطور فى اتجاه من الاتجاهات بتاعت العلاقات الانسانية , المفروض طبعا ( و ده اللى طول عمرنا بنسمعه و نشوفه ) بيحصل انجذاب , اعجاب , حب , جواز بمختلف بقى درجات الحاجات دى , لكن ده المفروض أنه الطبيعى - من وجهه نظرى على الأقل - يعنى مش ينفع انك تحب و بعدين تعجب , زى ما ينفعش أنك تتجوز و بعدين تحب , لان انت كده ح تبقى مشيت عكس التطور الطبيعى , يعنى مثلا مش ينفع تعتبر بنى أدم صاحبك الانتيم و أنت لسه بتبتدى ( تعرفه ) و فى فرق بين انك ( تعرف ) فلان و بين أنك ( تتعرف ) عليه ساعتين فى صالون بيتكوا أو حتى عشر ساعات لأن مهما كان عدد الساعات دول فهما فى النهاية ح يحققوا " التعرف " بس مش " المعرفة " , التعرف ده يعنى بيشتغل ايه ؟؟ بيقرأ سلسلة ما وراء الطبيعة و لا لأ ؟ و بيسمع تامر و لا عمرو ؟ و للناس المتحفظ بيقى بيسمع عمرو خالد و لا مصطفى حسنى , و للناس اللى مزوداها ع الأخر يبقى السؤال اذا كان بيسمع الجوينى و لا يعقوب ؟؟ و هكذا . و بندهش على أساس حاجات زى دى ممكن البنى أدم يحدد اذا كان ح يقضى ما تبقى من حياته مع الشخص ده و لا لأ , و لما تسال يقولولك : ما هو حصل ارتياح مبدئى , طب ما هو الواحد لو اتجوز كل بنى أدم قابله حصل بينه و بينه ارتياح مبدئى ح ينتهى الحال بأنك ح تلاقى نفسك متجوز 500 راجل و 300 بنت و 200 حيوان أليف مثلا ! .يا جماعة ده ساعات الواحد ممكن يتطابق مع شخص ما بس ميحصلش ال glimpse اللى مفروض تحصل ما بينكوا بمعنى أخر ممكن عقولكوا , شخصياتكوا تتلاقى بس مش أرواحكوا . لذلك الجوازهو نتيجة و وسيلة , ازاى ؟ نتيجة للتطور اللى حكينا عليه و وسيلة تضيف بها استقرار و سعادة فى حياتك و المفروض ميكونش غاية فى حد ذاته . طب المشكلة فين ؟؟ يعنى ايه اللى بيخلى كمية الناس دى تعمل اختيارات غلط ؟؟ يتهيأ لى فى حاجتين الضغط الفظيع من المجتمع ( المجتمع اللى هو احنا على فكرة ) و التدخل الفج فى حياة الأخرين فى أدق تفاصيل حياتهم يعنى يبدأوا يسألوك : ح تخطب امتى ؟ الفرح امتى ؟ العروسة مين ؟ و بعد الفرح , ح نفرح بولى العهد امتى ( سؤال مستفز يعنى ) , و لو جبت بنت يبقى ح تجيب الولد امتى و لو جبت ولد يبقى ح تجيب له اخت امتى ؟ ( ده على أساس أنك المفروض تتطلع له أجندة المواعيد تفر ال schedule بتاعك و تقوله أه بص احتمال كبير كمان تلات أسابيع تسمع خبر حلو كده ع الساعة سبعة و نص ان شاء الله ) و لما تجيب العيال , عملوا ايه فى الدراسة ؟ طب جابوا كام فى الثانوية العامة ؟ ح تجوزهم امتى ؟؟ , و لا تنتهى الحالة دى أبدا لذلك المحيط بتاعنا بيضغط على أعصابنا طبعا ممكن يخليك تاخد خطو كبيرة فى حياتك زى دى بس عشان ترتاح من الزن فتضطر لاهمال الجانب الأساسى بتاع التطور الطبيعى . المشكلة التانية , ممكن تكون فى الفهم المعووج - من وجهة نظرى اللى مش متواضعة - لمعايير البنى ادم اللى هو " كويس " فى مجتمعنا ( و مرة تانية افكركم ان مجتمعنا هو أنتم و أنا ) لذلك كتير كتير اوى لما أسأل واحده عن خطيبها اللى غالبا كانت شافته مرتين قبل الخطوبة تبتدى تتكلم عنه بصيغة الكتلة و الحجم , يعنى بيشتغل كذا و اللى لازم تكون شغلانة بتجيب فلوس , و راكب عربية ماركة ايه و ساكن فين وأبوه مين , ده طبعا لا ينطبق على كل الناس بس فى نظرة عامة سائدة للشخص اللى بنعتبره " النموذج " طبعا مش بقلل من قيمة الحاجات دى ما لازم الناس تعيش بمستوى متقارب للى عاشت فيه طول حياتها عشان يتحقق تكافؤ معقول ما بينهم . و مش ح أقول البنت النموذج المفروض بتبقى ازاى عشان متقولوش عليا مش موضوعية هههههههه بس هى طبعا لازم تكون أليفة أو تبان أليفة أ و عامله أليفة ( و اليفة دى مش مهينة و لا حاجة أنا بتسخدم المصطلح على نفسى ساعات ههههههه( و زى ما قلت ده مش منطبق على كل الناس ). طب ايه المهم ؟؟ تقريبا ده سؤال كل اللى ناس اللى قلتلهم الكلام اللى فوق ده سألوهولى , و كانوا بيسألونى على طريقة قولى يا أم العريف , فكنت بقول : "البنى أدم " الكويس " ( و الكلام موجه لواحدة صاحبتى ساعتها ) هو اللى تتقاربى معاه فى رؤيتكم للعالم و لأنفسكم و لمستقبلكم و يكون عندكوا اتجاه متشابه نحو الحاجات دى كلها " و بأكد على كلمتى " تتشابه " و " تتقارب " يعنى مش لازم تتطابق ,بس لازم تكون المحصلة النهائية أنك لو جبتى فازة و حاطيها على ترابيزة تكونوا أنتوا الاتنين شايفنها من زواية متقاربة , أو على الأقل متفقين أنها فازة , لازم تكونوا منتظرين نفس الحاجات من الدنيا أى يكون ليكوا نفس التوقعات , عشان تشتغلوا بعد كده فى اتجاه موازى مش معاكس . عشان كده أقول لجمهورى العريض اللى هما الكام واحد اللى بيقروا البوست و اللى وجدت فى أوساطهم مطلب عريض فى ان اكتب رأيى فى جواز الصالونات ( معلش ح أنفخ فى نفسى شوية ) , اقولهم ح أديكوا الخلاصة : فى حاجات بنسعى وراها فى الدنيا بايدينا و سنانا و فى حاجات تانية هى اللى بنقابلها فى طريقنا , و طول ما أنت عايش فى الدنيا حياة سوية أو غير سوية فياما ح تقابل ناس و لازم ح يكون فيهم الحد الصح , ممكن احنا ناخد الاختيار الغلط بس الحد الصح موجود دايما فى مكان ما , يعنى لو احنا فرى أوف عقد شخصية ( من نوعية ان البنات كلهم جزم , و الولاد كلهم غدارين يا ماما غدارين ) و لو احنا بنحاول نعيش فى الدنيا صح ( بنحاول على الأقل ) و متحققين فى أنفسنا و على قدر لا باس به من السلام الداخلى ... أعتقد أعتقد يعنى أن ربنا المفروض ح يوجب معانا و يخلى كل الحاجات اللى مفروض نقابلها فى منتصف الطريق نقابلها فعلا ......حاجات كتير المفروض تقابلنا مش بس الجواز يا جماعة ... يلا كفاية عليكوا كده .

الأربعاء، 17 مارس 2010

رينيه ماجريت

مقدرش أقول أن ليا فى الفن التشكيلى أوى , بس حقيقى الراجل البلجيكى اللى اسمه رينيه ماجريت ده حد مهم جدا , هو من اعلام المدرسة السيريالية , و كيفنى أكتر من سلفادور دالى شخصيا , لأن لوحاته بتقول فكرة ممكن الناس تفهمها , و افكارها متميزة اوى , دى شوية حاجات له , لو عجبكوا يا ريت تدوروا له على حاجات تانية .

الخميس، 4 مارس 2010

ايفا

عندما استدعيت هذا الموقف من مرحلة طفولتى , اندهشت جدا , شعرت بأنه موقف أو فلنسمه " حالة " غريبة لا علاقة لها بى , كأنها حدثت مع شخص أخر. فى المرحلة الابتدائية -خاصة السنوات الثلاث الأولى منها- لم يكن لى أى أصدقاء مما كان يجعلنى أبكى كثيرا و أتشاجر أكثر . كنت أبكى بغزارة عندما يرفضن زميلاتى أن يجعلننى ألعب معهن و أعتقد أنى بكيت فى الثلاث سنوات الاولى من المرحلة الابتدائية بما يكفى ليمنعنى عن البكاء طيلة حياتى , و لكن لأنه منافى لطبيعتى أن أبكى فقط فكان كثيرا ما يعقب مرحلة البكاء هذه حالة من " البلطجة " فأبدأ فى العراك مع زميلاتى البنات التى كن يتسفزوننى بقولهم " لو سارة ح تلعب , احنا مش لاعبين " . العراك مع الفتيات كان نادرا ما يصل لدرجة الاشتباك بالأيدى و الأرجل حيث أن الفتيات يفضلن التلاسن ( و فنية الاستفزاز من تحت لتحت ) و هو فن فشلت حتى الأن فى اتقانه , بينما الاولاد يفضلن نظرية ( فين يوجعك ) لذلك كنت عادة ما اشتبك مع مايكل و معتز و باسم و احيانا عبد الرحمن على طريقة المصارعة الرومانى , فبما أن باسم كان " بيظبط " سالى و معتز كان "بيظبط " اسراء و رنا ( فى نفس الوقت ) , و بما أن اسراء و سالى و رنا كن عدواتى اللدودات كان لزاما عليهما ان يركبا الموجة و يتشاجرا مع سارة حتى يكسبا رضا سالى و اسراء و رنا . و من ضمن الأسباب التى جعلتنى ألا أمانع أن اشتبك فى عراك يبدأ أحيانا بزمزمية طائرة فى الجو لترشق فى وجه سعيد / سعيدة الحظ ( استدع مشهد الكاوبوى و الحبل المعقود لتخيل أفضل للصورة ) ليصل الى ان يرمى أحدنا بكل ثقله فوق الاخر مستغلا فرصة ان ضحيته مستلقية على الديسك فى محاولة من المعتدى لأن يبطط الضحية هو أن أول رياضة مارستها كانت رياضة قتالية مما جعلنى أتصور أن حل أى مشكلة يبدأ بقدمى و ينتهى بعقلى . المهم فى كل هذا أن مرحلة العزلة التى كان لى يد فى صناعتها بقصد أو بدون قصد منى نتج عنها الحالة التى وصفتها منذ قليل بأنها "غريبة ". كنا نشترى مجلة بلبل بانتظام و لا نفوت منها عدد أبدأ , و لو تتذكرون معى كانت الصفحة الاخيرة من المجلة مخصصة لعرض صور " أصدقاء بلبل ", كنت لا احب هذه الصفحة و أتساءل " و ح استفيد ايه يعنى لما أبعت صورتى و تحتها اسمى يعنى ؟؟ " ( كنت عيلة رخمة كده ) , و على الرغم من هذا كنت استمتع بتأمل وجه وجه و قراءة اسم اسم من أسماء الأطفال المدعوين بأصدقاء بلبل , و من كنت أشعر بارتياح نفسى لصورهم و أسمائهم , أخذ فى تخيلهم كبنى ادمين , و أعتبرهم من الأن فصاعدا أصدقائى فبما أنه لم يكن لى أصدقاء من مدرستى ربما يصبح أصدقاء بلبل اصدقائى , أو بمعنى أصح تصبح صورهم أصدقائى . و فى مرة من المرات ازداد الأمر سوءا , فبينما كنت أطالع صور أصدقاء بلبل , استوقفتنى صورة لفتاة اسمها الاول ايفا و لا اذكر اسمها الثانى و تعلقت بصورة ايفا جدا جدا , و تمنيت لو أراها فى الحقيقة و نصبح اصدقاء , الامر وصل لدرجة أنى ظللت محتفظة بالعدد الذى به صورة ايفا صديقتى المنتظرة , و لكن لم يتسغرق منى اللأمر طويلا لألاحظ أن ايفا مسيحية , فازداد قلقى عليها , لأن احتمالية دخولها النار عالية جدا كما كان يهمسن لى زميلاتى خبثا و يحدثنى أساتذتى جهرا . " ياللهوى ايفا ح تدخل النار " و اكتئبت بشدة لفتاة لا أعرفها و لكن بما أنى اعتبرتها صديقتى فكان واجبا على أن امنع دخولها النار بأى طريقة ( هذا على أساس أنى كنت ضامنة الجنة فى جيبى ) دخلت لماما فى المطبخ و كانت تقف مواجهة للحوض " ماما هما المسيحين لازم كلهم يروحوا النار ؟؟ " سكتت أمى قليلا ثم أجابت : " الجنة و النار دى حاجات بتاعت ربنا , محدش عارف مين ح يروح الجنة و مين ح يروح النار " , و لانى لم أكن هذه الطفلة التى تقنع باجابة من المستوى الأول فصعدت الحديث :" أه , بس ناس كتير بتقول أن أى حد مش مسلم ح يروح النار " , ماما ترد : "ربنا بيرحم من يشاء و بعدين لو شخص مسيحى كويس ليه ح يروح النار ؟! " , لا أتذكر ان كنت جادلتها أكثر من ذلك و لكن كل اجابات ماما لم ترضنى لأنها اجابات لا تملك الحقيقة المطلقة و لأن من أفاضوا لى بسرى الجنة و النار كانوا يملكون الحقيقة المطلقة الواضحة القاطعة , فكانت خيبة ظنى فى أمى كبيرة , فكنت أمل أن تقول لى " لا طبعا المسيحيين ح يدخلوا الجنة " حتى يطمئن بالى على ايفا و تنتهى المسألة . و بما أن أمى لم تريحنى فاتجهت الى الله , و كمعظم الأطفال فى هذه الفترة كنت أصلى فى المناسبات الكبرى فقط , و لكن يومها قمت باستثناء خاص لايفا , صليت لكى أدعو الله فى نهاية الصلاة ألا يدخل ايفا النار مؤكدة له أنها بنت طيبة ( كما يقول وجهها ) كما انها لازالت طفلة و لم تتسن لها الفرصة بعد لاختيار دينها . و ظلت تصاحبنى حالة ايفا هذه فترة طويلة لا اتذكر المدة , و لكن أتذكر أنى كنت أبكى احيانا عندما اتخيل مصير ايفا المرعب و أتذكرأيضا كم كان يعن لى الكثير مصير صديقتى ايفا . و من فترة ليست ببعيدة , و فى لحظة استدعاء لبعض ذكريات هذه المرحلة من طفولتى اكتشفت سبب تعلقى بايفا , ليس فقط لأنى كنت بلا أصدقاء و جاءت صور أصدقاء بلبل لأجد فيهم ضالتى , ولكن فى الواقع ايفا كانت تشبهنى جدا تشبهنى فى الشكل و فى تسريحة الشعر المعقود للخلف على شكل "كحكة " -و هى تسريحتى الدائمة فى الابتدائية -, ثلاث اختلافات فقط ميزت بينى و بين ايفا , فايفا كانت سمراء , مبتسمة و مسيحية . و يبدو انى وقتها لم ألاحظ الاختلافين الأولين , و لكن بالتأكيد لاحظت الأخير , الامر الذى يجعلنى أتسائل الان لم صليت لها داعية لها بالنجاة فى الأخرة ولم لم أصلى لنفسى حتى تصبح لدى ابتسامتها التى بالتأكيد لو كان عندى مثلها لكنت انصرفت عن خوض معارك الزمزمية المستمرة ؟؟, أو حتى لم لم أصلى داعية الله بأن " أظبط " معتز أو باسم أو مايكل لكى أغيظ رنا و سالى و اسراء ؟؟ .