الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

عندما " يلسع" البنى أدم ...

من بضع أيام , ضبطت نفسى أتحدث مع ذبابة , كنت أتحدث معها بالانجليزية , وأطالبها بالرحيل عن الصالة و الخروج من الشباك قبل اتخاذ الاجراءات القانونية . كثيرا ما يوجه لى الاتهام ب "اللسعان " , ليس "لسعان " بمعنى أننى أسير أتحدث مع نفسى فى الشارع - مع أنى أعرف أناس وقورين جدا يفعلونها - , و لا أعلم أسباب تكون هذا الانطباع , و لا أكترث له كثيرا , بل أسعد به . مرة قالت لى زميلة " كنت أظنك علمى رياضة " : لماذا؟؟ : أصلك "'طقة" - مرادف أخر للسعة - , و الناس " الطقة " بتبقى علمى رياضة.
قد يكون السبب القدر المبالغ فيه من الحيوية و التحمس الذى أبديه تجاه أى شىء جديد , مثلا تقول لى صديقة : ح نتطلع القمر بكرة , توقع أن أرد : خلاص بييس , بس الساعة الكام ؟؟ . طبعا لا يتم الأمر بهذا الشكل , لكن عندما كنت أصغر قليلا كنت اذا أعددت مكرونة دون أن أحرقها أو أن تلتصق فى قاع "الحلة" , تجدنى أفكر فى مستقبلى مع المكرونة و عن الصيحات الجديدة التى سأبتكرها , و أننى ممكن أن أعد خلطة جديدة مثل تلك التى أعدها رجل كنتاكى فى أمريكا للدجاج . ربما تكون الأفكار الجنونية التى تتملكنى أحيانا هى السبب, و أنا فى الثانوية وضعت وضعت خطة لاختطاف والد صديقتى و الذى كان متزمت قليلا مما يفسد علينا بعض خطط يوم الخميس , و الخطة بالمناسبة لازالت قائمة و لكن يلزمها اثنين من الصعيد من مطاردى الجبل "بالبنادج " , فاذا كنت لك أصدقاء من مطاردى الجبل , أرجو الاتصال بنا و سيكون لك "الحلاوة " - ان شاء الله - , كذلك كنت أحل المشكلات الأخرى , فاقتحام مكتب مدرسين اللغة العربية كان الحل الأمثل لالغاء الامتحان , و كنت أوزع المهام على أفراد العصابة المنفذة - ابتداء من ركل الباب بأرجلنا حتى اجبار " ميس ايمان" على خلع البووت "الروز" لأن شكله كان مستفز جدا .
طبعا توقع أن شرود الذهن له دوره و ان كنت لا أشرد بذهنى كثيرا - بالمناسبة المدونون كلهم فى ملكوته - بالتأكيد تحدث معك أحيانا عندما تكون فى منتصف حديثك مع أحدهم و لكن ما يدور برأسك لا يكون له علاقة بالمناقشة , و عندما يصل الأمر لذروته معى أتوقف عن الكلام تماما و أنهمك فى التفكير , و أعتذر للطرف الأخر قائلة : معلش أصلى "بقطع" حبه , فمثلا تأمل المشهد الأتى - مقتبس عن قصة حقيقية - المشهد الأول: أجلس فى حصة الاقتصاد, المدرس يتوعد قائلا : اللى مش ح يذاكر الكلام المكتوب فى الملزمة بتاعتى مش ح ينجح (فى هذا الوقت , عينى على زاوية الحائط , و بالكاد أكتم ضحكتى ) المشهد برأسى :مدرس الاقتصاد يرتدى زى راقصة باليه لونه وردى و يتحرك بخطوات رشيقة فى أرجاء الصالة المشهد الثانى : مدرس الاقتصاد لا يزال يؤكد على أهمية الملزمة ( عندها تتملكنى نوبة ضحك ) المشهد برأسى : رأس مدرس الاقتصاد تنفجر و يثبت جسمه مكانه على الكرسى , انتفض أنا و صديقاتى مذعورات , و أسألهن : ح ننظف كل ده ازاى ؟؟ . و لكنى أكتشفت مؤخرا أننى لست الوحيدة لكل منا المنطقة التى "يلسع" من خلالها , (و اذا كان لأحدكم تصور عن أصل التسمية , اتمنى أن ينور المحكمة عن ماهية يلسع - لسعان ), و اذا انتبهت قليلا لسلوكيات و تصرفات من حولك , ستجد أن النتيجة متقاربة , فمثلا : جارتى تقول لى امس و هى تلتهم تفاحة بنهم : الله , بحب التفاح أوى , تصدقى لو كان ربنا خلقنى تفاحة ..... كان ممكن أكل نفسى و أيضا أخى حكيم الحى و ما جاوره من من مناطق و المهووس ب" هارى بوتر " : بتعملى ايه ؟ : بتصفح الجزء الجديد من هارى بوتر : هاتى هنا , أنت مجنونة و لا ايه ؟ : ليه ؟ : أنتى عندك دور برد , بعدين تعديه ( ثم جذب الكتاب منى و خبأه ) أما خالتى فى التليفون : قوليلى بقى ايه نقدك البناء ؟ أرد عليها بعد احساس زائف بالأهمية : فى ايه ؟؟ : لبس خطيبة ابن خالتك ! و صديقة لى : الولد اللى هناك ده مش عاوز ينزل عينه من عليا , (هو و لا معبرها) أسأل فى بلاهة : ليه يعنى ؟؟ هى باستنكار : ليه ؟؟! أنت مش شايفة , أنا حاطه لونين "أيشادو " فوق عينى النهاردة . بالتأكيد لا أنا ولا غيرى نعطى كل هذه الانطباعات -و الا لكانت مشروعات المستشفيات النفسية مربحة جدا- , الأمر كله لا يتعدى مواقف دقيقة متراكمة قد نلاحظها أو لا نلاحظها , و لكن الأهم من كل هذا أن يكون كل ما يصدر عنا حقيقى و صادق , كلما كنت على طبيعتك أكثر , كلما أعتبرك الأخر " لاسع" أكثر ......

السبت، 13 ديسمبر 2008

ابن عبد الحميد الترزى

كتاب يستحق فعلا قراءته من تأليف السيناريست " عمر طاهر " , يرصد ظواهر دقيقة و طريفة جدا فى السينما المصرية فى 100 سنة من خلال تقسيم كتابه الى فصول يحمل الفصل الأول عنوان : كيف تعرف أنك تشاهد فيلم ما قبل الثورة ؟ و أخر : كيف تعرف أنك تشاهد فيلم ما بين النكسة و العبور ؟ و أيضا : كيف تعرف أنك تشاهد فيلما دينيا ؟ و و فصل أخر : أفضل 100 جملة سينمائية يمكن كتابتها على مؤخرة الميكروباصات و التك تك . عمر طاهر لم يثبت فقط أنه "دودة أفلام " , أى انه لم يترك فيلم الا و شاهده عدة مرات , الا أنه أيضا نجح فى الربط بين تغير الأوضاع السياسية و الاجتماعية بالسينما كفن و صناعة أيضا . اخترت لكم بعض المقتطفات من فصل أعجبنى جدا بعنوان
" كيف تعرف أنك تشاهد فيلم ما قبل الثورة "؟ *مفردات الفترة يسهل تمييزها .... يحمل الرجل لقبا من اثنين (سى محمد أو محمد أفندى ) أما الباشا فمن النادر أن تعرف له اسما سوى (سعادة الباشا ) , أداة النداء المفضلة (يا حضرت ... و هى المرادف لأأداة النداء يا باشمهندس فى الألفية الجديدة ) , التعبير عن الشكر ب ( ممنون ...و هى مرادف لكلمة قشطة حاليا ) التعبير عن الملل ب ( مش بزيادة و هى المرادف لكلمة فكك حاليا ), و هناك ( أنا بحق نفسى .. التى أصبحت فيما بعد أنا أستاهل ضرب الجزم ) . * يتخلل الحوار بتلقائية شديدة كلمات بالفصحى ربما بسبب تأثرهم بالروايات التى كانوا يقدومنها على المسرح أو ربما بسبب الرصانة التى كانت مميزة للفترة , ستسمع كلمات مثل ( من المؤكد , بلا شك , أصبحتم عبيد شهواتكم , أنا أمقتها ) أو كما قال " يوسف وهبى " لأسمهان فى غرام و انتقام و هو يشرح لها كيف قتل شقيقها ( و فى وسط كلامى معاه يبدو أن فوهة المسدس قد انطلق منها رصاصة أودت بحياته فى الحال ) *أهم ما يميز سيارات الفترة خلل ما فى زوايا السيارة حيث لا يتوقف البطل عن تدوير الدريكسون يمينا و يسارا حتى تستمر السيارة فى خط مستقيم ,الطريف أن البطل يحافظ على استقرار عجلة القيادة بين يديه فى حالة واحدة ( اذا كان مخمورا ) , و جدير بالذكر أنك لن تجد فى أفلام الفترة بطلا يقود سيارته بيد واحدة , و بالرغم من أن السيارات الأتوماتيكية ظهرت بعد ذلك بخمسين سنة فانك لن ترى بطلا واحدا فى أيا من افلام الفترة ( بيدى عربيته غيار ) . * هناك دائما علاقة عميقة بين الحارة و بطل الفيلم , لا بد أن يبدأ الفيلم و البطل خارجا من منزله ( غالبا رايح يجيب النتيجة بتاعته ), الحارة كلها تعرف الموضوع و كلها تتمنى له الخير و يمر البطل بكاركتارات الحارة (واحد واحد ) لتعرف كم هو محبوب و كيف أن الجميع يشهد أن مالوش مثال و يتمنى له النجاح البقال و الحلاق و الجزار و العجلاتى و صاحب المقهى و المجذوب , فى الوقت الذى يستغفل فيه البطل الحارة كلها ( و عامل علاقة مع بنت الجيران ). *لا يوجد وجود حقيقى لفكرة مهندس الديكور فى أفلام الفترة , هناك فقط منسق مناظر , و لقد كانت (مناظر ) بالفعل , غلب الشكل المسرحى على ديكورات الأفلام ( كانت الكاميرا تنتقل من الصالون الى غرفة النوم دون قطع عبر حائط وهمى ), كانت المناظر مجرد قطع من الأثاث تعطيك الايحاء المطلوب دون أى افراط فى النفاصيل , أما النوافذ فقد كانت تطل على خلفيات مرسومة , كان الأمر لا يستحق أكثر من هذا , من جهة كانت مواقع الأحداث ثابتة (شقة البطل , و فصر الباشا و الكباريه و الحارة ) و البساطة هى السمة المميزة للفترة كلها , لكنك ستسطيع أن تميز بعض الاكسسوارات , مثل التليفون المنزلى الذى كانت سماعته أكبر من وجه البطلة ( لاحظ أن الخادم كان دائما يحضر التليفون للباشا دون السلك الطويل الذى يربط العدة بفيشة التليون ... حدث هذا فى أفلامنا قبل ظهور المحمول بعشرات السنين) *فى أفلام الفترة يندر الأتى ( الحديث عن الخيانة و التصوير داخل المساجد و وجود سكرتيرة حسناء أو طالبات جامعيات أو ممثلات يرتدين المايوه ) , و يقبل البطل بطلته بأن يضع خده على خدها و ينظران الى الكاميرا و هما مغمضى الأعين و لا مجال لهذه القبلة الخجول قبل التترات . *فى أفلام هذه الفترة يلتحق البطل بالكلية التى يحلم بها دون أى حديث عن المجموع أو مكتب التنسيق أو الدروس الخصوصية , يلتحق بالجهادية فيتخرج أميرالاى فى سلاح الفرسان أو بمدرسة الحقوق ليعمل فى الحقانية أو بالمهندسخانة ليعمل فى كوبانية المية أو يكتفى بالتوجيهية فيلتحق بالميرى , و يحاول الجميع طوال الوقت التأكيد على نعمة الفقر و يتخلصون من خاتم سليمان بسهولة و يعودون للحارة بعد أن كاد الميراث الكبير ان يفسد أخلاقهم , أما الأصدقاء فيدعون بعضهم فى نهاية السهرة ب " مساء الخير " * كان المجتمع متدينا رغم ندرة المشاهد التى يصل فيها البطل ( كان يترك هذه المنهمة لأمه غالبا) و كان التدين نابع من ضمير متيقظ دائما ( يمكنك معرفة ذلك من كمية المنحرفين الذيين عادوا الى صوابهم و اقروا بخطأهم قبل نزول التترات ) * كان العنف بعيد عن أجواء المحتمع نادرا ما تلقت بطلة صفعة على وجههاا و كانت المشاجرات فى نهاية الفيلم أقرب لمشاجرات الأطفال أمام باب المدرسة ( خد دى فى بطنك ) , و كان الاختراع الوحيد الذى شهدته الفترة هو التلغراف . *كان فتى أحلام الفترة "حسين صدقى" رغم ضخامة جسمه , و "عماد حمدى" رغم شاربه , و "أنور وجدى" رغم كمية الفازلين الهائلة التى كان يستخدمها لتثبيت شعره , و كان من أردء أنواع الفازلين حيث كان يخذله فى أقرب انفعال و يترك شعره منكوشا , و كانت البطلة رحيمة بطفل الخطيئة (قبل ظهور فكرة أطفال الشوارع ) حيث كانت تتركه أمام باب المسجد ( حيث رحمه الله ) أو أمام باب الملجأ ( حيث رحمة المجتمع ) و فى كل الأحوال كان الطفل يعود لأمه بنهاية الفيلم , كانت الأفراح تقام فى البيوت ( يفضل لو كان قصرا بسلالم داخلية لتصوير مشهد الزفة بالعوالم ) , و كانت الصداقة بين الأولاد و البنات حكرا على الطبقة الراقية , و كانت الطبقة الراقية من أصحاب الأطيان لا من أصحاب البيزنس . لا أعتبر هذا الفصل من الأكثر طرافة و لكن أهمهم و يوقفنا أمام مقارنة لا بد منها . اذا أردت تحميل الكتاب فالرابط على يمينك .

الخميس، 4 ديسمبر 2008

ما بين " البيرل " و نظيرتها " بيرى"

الاعلان الأول ( تليفزيونى )
تمر فتاة شقراء مثيرة بمجموعة من الشبان, تشير لأحدهم محيية ( هاى ) , ينظرون لها فاتحين أفواههم على أخرها , و حدقة أعينهم فى أوسع حالاتها , و كان ينقصنا أن نرى اللعاب بأنفسنا .
يرد لها الشاب التحية , ثم يلتفت لأصدقائه قائلا : البنت دى شخصيتها حلوة أوى
ينظر له أصدقائه شزرا , و بطريقة كوميدية , تظهر شارة على جانب الشاشة يصاحبها صوت رجالى غليظ يقول " شخصية البنت أخر حاجة تعلق عليها , اشرب بيرل عشان تسترجل "
يظهر الرجل الذى لم تكن رجولته قد اكتملت لعزوفه عن البيرل طوال هذه المدة و هو يشربها , و يضيف نفس الصوت " اشرب بيرل و استرجل "
الاعلان الثانى ( اذاعى )
صوت نسائى رقيق لفتاة تتحدث بطريقة ذات ايحاءات " أنا اسمى بيرى و كل الناس بيحبونى , عشان أنا شكلى حلو , و مريحة , و كل اللى بيشوفونى على طول بيحبونى , و أنت كمان أول ما تشوفنى ح تعرف على طول أنك محتاجنى "
ثم يفيقنا من محاولة التعرف عن ماهية "بيرى" , صوت رجالى معلنا " بيرى العربية الشقية " .
**هذه المرة , سنعكس العملية , أحب أعرف أراءكم أولا ....
تحديث
لا شك أن أى اعلان يجب أن يعتمد على احساسنا بالنقص فى ذواتنا , و الا لن نكون فى حاجة للسلعة , مثلا , ستجد أن زوج " أم ابراهيم " على وشك أن يطلقها لأن غذاءه ينقصه مرقه (ماجى ) , ويعدل عن رأيه بعد خضوع أم ابراهيم لمتطلبات العصر, وتضطر للمرقة لأنها على المحك ما بين الطلاق و مكعب المرقة .
كذلك اعلانات الشامبو و الذى بدونه لن تجدى وظيفة الأحلام , وملابسك الباهتة و التى أقل بهاء من ملابس الجيران , فنضظر لشراء مسحوق بحبيبات خضراء و صفراء - على أساس ان هناك مسحوق بلا حبيبات - حتى لا نصبح أقل من بقية الجيران , و هكذا .
و كما قال عمى " مجدى بك " فى التعليقات أن الاعلان يجب أن يعتمد على استثارة الغرائز من خلال فتاة جميلة تقوم بتقديم الاعلان أو تكون طريقه عرض السلعة نفسها ذات ايحاءات ما و تفهم أنت من السياق مثل اعلان " العربية الشقية " .
و لكن تحفظى ليس على احساس المتلقى بالنقص , أو الاعتماد على استثارته , لأن هذا يندرج تحت بند حرية التعبير , فمن حق صاحب الاعلان أن يفعل ما يشاء طالما أنه لا يوجه اهانة لشخص أو لجماعة بعينها, فمثلا اعلان " مهند " للسيراميك , يحمل ايحاءات جنسية بين " مهند " و الموديل المصاحبة له , بل و يصورها بشكل واضح , و لكنها لم تحمل فى طياتها تسفيه أو تحقير للمرأة , و اختذالها فى جسد , و التعامل معها بجانب حسى بحت , كذلك اعلانات العطور و المكياج , يظهر فيها الارتكاز على اثارة المشاهد و لكنها لا تشير الا ان المرأة ما هى الا صورة حسية من خلال التحذير بأن أخذ شخصية المرأة فى الاعتبار يجرد الرجل من رجولته .
و لأكن صادقة , مصممو هاذين الأعلانين فى منتهى الذكاء و الحرفية , لأن اعلان بيرل على سبيل المثال ,صار مسار حديث الكثيرين فى الصحف و التليفزيون , كما أنه له جانب كوميدى , جعلنى للوهلة الأولى أضحك , ثم للثانية , أفكر بينى و بين نفسى " أنا ليه مش بشربها ؟ أخر مرة شربتها امتى ؟ أه عشان طعمها وحش , طب ده كان من مدة يمكن تعجبك دلوقتى " و بعد لحظات اكتشفت أنهم حققوا هدفهم بنسبة مائة فى المائة , و أراهن على ان مبيعاتهم ستزداد بعد هذا الاعلان , لأن الكثير من الشبان سيهتمون باثبات رجولتهم من خلال بعض الشعير.
فى فيلم " موناليزا سمايل " و الذى تدور أحداثه قى أربعينات القرن الماضى على ما أتذكر , تلعب جوليا روبرتس دور معلمة فى مدرسة ثانوية ذات أفكار تقدمية بالنسبة لمجتمعها أنذاك , و تحاول اقناع الطالبات بضرورة اكمال دراستهم و عدم التكالب على الزواج فى مراحل مبكرة و الالتحاق بالجامعة , و فى نوبة غضب تجتاحها فى الفيلم , تعرض صور لملصقات اعلانية كانت منتشرة وقتها , تصور فتاة فى شكل سيدة اما تعد الطعام أو تنظف المنزل , أو تهتم بشد قوامها , و قالت منفعلة أن هذه هى الصورة التى سينتقدها الأجيال من بعدهن , صورة المرأة التى لها أحد الجانبين اما حسى أو خدمى , و يبدو أنها بالغت فى انفعالها , لأنها لم تشاهد الاعلانات فى 2008 , و التى ليس من حقنا- كما قلت - منعها , و لكنها ترموميتر نقيس به ثقافة سائدة عبر عنها الاعلان بشكل جيد , و لا أتمنى سوى أن بعد عدة سنوات قلت أو كثرت ,يتم اعادة عرض هذه الاعلانات ليقوم غيرنا باجراء دراسات عليها , و ألا يكون أحدهم مازال يشرب شعير ليقول " أنا جدع " ,أو يشترى سيارة على أمل أن يأخذ عليها موديل هدية ( استخدمت "موديل" تأدبا ) .