السبت، 18 يوليو 2009

ساعة لقلوب غيرك

تكرار نفس الموقف جعلنى أتساءل كيف تسنى لمحمود سعيد تأمل وجوه المصريين و من ثم تجسيدها و التعبير عنها؟؟؟.

تأمل الأخرين من أصعب ما يكن .

التأمل ليست بعملية تقوم بها بشكل ارادى فى معظم الأحوال , و لا يجب أن تتمحور حول سؤال وجودى من نوعية ( أنا جيت الدنيا ليه ؟؟) , فأى أمر لا يعنيك من قريب او بعيد و تقطع من وقتك بضع دقائق للتفكير فيه هو فعل تأملى , حتى وان كان ما حدث معى منذ أيام عندما كنت فى وضع استرخاء و أمامى البحر و أخذت أتأمل فى وجوه الناس و الطريقة التى يتحركون بها فى الماء , ملابسهم , طريقة سباحتهم , طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض خاصة هؤلاء الذين لا يعرفون بعض حتى أن لاحظت رجل بدين يرتدى مايوه مزكرش بنفس النقوش الموجوده على عوامة ابنته ذات العامين من العمر, ما يلفت النظر هو أولا : الأب يرتدى مايوه يليق بطفلة فى الثالثة من عمرها , ثانيا : يعوم أو أقصد يتحرك فى الماء بمرح طفولى شديد , ثالثا: على الرغم كل مظاهر البهجة الطفولية سواء فى حركته فى الماء أو فى ملابسه الى أن يعلو وجهه نظرات حزينة جدا .
هذا الأب ذو الثلاثين من العمر و ربما أكثر لاحظ نظراتى له و تصور أننى معجبة ولهانة, و تصور أيضا أنه أحمد عز فى بادىء الأمر و استمتع للحظات بنظرات المعجبات ( أقصد المعجبة الوحيدة ) من حوله ثم أخذه ضميره و تقمص دور شكرى سرحان فى فيلم "شباب امرأة " محاولا مقاومة اغراءات تحية كاريوكا - التى وجب على ان تقمص دورها وقتها لننتهى من تصوير الفيلم و المنتج يكسب - و التأكيد على أنه طالب ملتزم و ليس له فى ألاعيب تحية . و على الرغم من هذا ظل محملقا فى طوال اليوم -فى استياء و هذا الغريب فى الأمر - و نتيجة لذلك ظللت أنا أيضا أشعر بأنى مراقبة فأعيد النظر اليه و بقى الوضع هكذا طوال اليوم فاضطررت أن أعدل وجهتى و أجلس ظهرى للبحر حتى لا يتمادى أكثر من هذا فى تصور أنه شكرى سرحان .

ممتع جدا أن تتأمل البشر و تعبيرات وجوهم دون أن يلاحظوك و خاصة و ان كان الأخرون هم أيضا فى لحظة تأمل , و حظر النظر هذا أمر مزعج للغاية يجبر كثيرون و خاصة الفتيات بأن يسيروا فى الشارع بوجوه أليه و تعبيرات متحجرة مقاومين رغبة قوية فى تفحص من حولهم من باعة و مارة و مبانى و مجارى و خضرة نتمنى وجودها .

فستكتشف أن "الرزقية " على الرصيف لا ينفكون عن الضحك و الابتسام ببله للمارة و دائما ما تعلو وجوههم نظرات الجوع , و أنواع مختلفة من الجوع , قد يكون جوع البطن احداها و لكنه فى الأساس جوع للصراخ ,جوع لأن يعلن عن وجوده , و جوع شديد للجنس لا يستطيع أن يتحكم فيه كما يفعل أقرانه من بنى البشر المتعلمين أو ممن لحقهم بعض مظاهر التمدين , و دهشت مرة للغاية غندما رأيت واحدا منهم مرة ينظر لكاوتش عجلة سيارة نظرة جنسية بحتة لدرجة تجعل الناظر له يتصور وجود راقصة تؤدى نمرة تحت عجلات السيارة و ليس مجرد اطار مطاطى و من تحته أسفلت .

كذلك جموع المثقفين فى الحفلات و المعارض و الذين يجمعهم نظراتهم المتسائلة و الواثقة فى أن واحد , و أبرز ما فيها أنها متكلفة و مصطنعة فى أغلب الحالات , هذا الاصطناع و التكلف لا يوجد فقط فى أعينهم و ملابسهم ذات الطرز و الأشكال المتشابهة و لكنه امتد ليشمل طريقة تذوقهم للفن بل يحدد تلك النوعية التى يتقبلوها من تلك التى ينبذوها , فتتهلل أساريرهم عندما يشاهدوا لوحة لا يفهموا منها شيئا و تعلن وجوهم حالة من التقدير - سواء حقيقى أم لا - لعدم تمكنهم من استيعاب هذا العمل الأدبى المعقد , و ينظروا بعين الازدراء لما يعتبروه كما قال لى أحدهم مرة : ده أى حد ممكن يفهم رواياته , فين التميز اللى عنده .

و طالبات الثانوية بنظراتهن المتهكمة الساخرة الموجهة لكل من حولهن و خاصة السيدات الأنيقات و طالبات الجامعة , نظراتهم فى غاية الاستهتار و راحة البال يتمتعن بقدر من الامبالاة يحسدن عليه فهن - كما كنا نحن - لا يبالين بالطريقة التى يسرن بها فى الشارع , أو حدة صوتهن أو مدى ملائمة استخدام أقذع السباب فى أى موقف و مكان ( مرة فى الثانوية انقطعت جيب صديقة لنا و ظللنا طوال الطريق نخبر كل من يمر بجانبنا بداية من عامل القمامة حتى رجل وقور فى سارة مرسيدس بأنها غطت خصرها بالجاكيت لأن السوستة مفتوحة ) .و نفس هؤلاء الفتيات يصبحن بعد شهور طالبات جامعيات و تتغير نظرات عيونهن من جرأة و بساطة الى محافظة و تكلف حتى فى خطوات مسيرهن فى الشارع .

لا يتسنى لك متابعة ما حولك من ناس و أماكن لوجود جدار عازل وهمى نتحرك داخل حدوده الضيقة و يفرض علينا نمط معين من التعبيرات يجب أن يرتسم على وجهونا و قيود معينة يجب أن تتحرك عيوننا وفقها , و من ثم عقولنا .
هل نستفيد شىء من تفحص ما حولنا , أو ما أصر على تسميته تأمل ؟؟.
ليس بالضرورة ....
يكفى أن يتلذذ عقلك بقدرته على تكوين ملاحظات على حوله , و يكفيه أن يعلن وجوده و يمنحك أجازة قصيرة من وطأة التفكير فى حالك.

هناك 33 تعليقًا:

Unknown يقول...

والله زكرتيني بحالي

بروح على حديقة مع صاحبتي بضل أخترعلها حكايات عن الناس اللي بنشوفهم قدامنا

هاد شبه فلان وهاد هو ومرتو شكلهم سلامتك وهكذا وهكذا

صارلي زمان ما عملت هيك؛ ذكرتيني والله بهديك الأيام

بعدين تأمل البنت بيجيب عليها عواقب وخيمه؛ حطي راسك بالأرض وامشي أشرف لك يا سـاره :)

الدرعمي يقول...

بديع هذا الكلام فالتأمل من رياضاتي القليلة التي أداوم عليها .. تدويناتك تزداد جمالا و تميزا و رقيا و عمقا .. تحياتي لك

الدرعمي يقول...

بديع هذا الكلام فالتأمل من رياضاتي القليلة التي أداوم عليها .. تدويناتك تزداد جمالا و تميزا و رقيا و عمقا .. تحياتي لك

أميرة علي كوكب مهجور يقول...

حلو ان الواحد يتأمل بس ياريت الناس تسيبه في حاله ومتقولش عليه اهبل وعنده شعرة مدونتك جميلة وياريت تنوري مدونتي

غير معرف يقول...

المدونة جميلة، رجعتني لأيام زمان ، فأنا بدات التأمل منذ زمن لكن احلي فتراته بعد التخرج ، كنت اسافر القاهرة تبع الشركة مرتين في الأسبوع في بدايات 1981 و كنت اركب قطر الصباح اللي بيقف 5 مرات و جماله في الناس البسطاء ، كان تركيز وحب للوجوه، و تكهن بنوعيتهم وصفاتهم ، وكثيرا ما كنت انكشهم واتأكد من صدق او عدم صدق تأملي، المصيبة ان الهواية اتحولت لأحتراف وبقت مهمة لأكل العيش في البنك حيث يجب ان اعرف العميل المضروب او النصاب و التامل هنا شواني، وبعدين و كفاية عليكوا كلام العواجيز بتاعي و اتاملوا الوجوه و عيشوا لأن التامل هوه اساس الأبتكار، سلمي علي ابوكي وعلي الباقي
عمك المتأمل

Zika يقول...

اولا :
واضح انك سرقتي البلوره من عندي . فاكره البلوره ولا نسيتيها ؟
ثانيا :
اسلوبك الصحفي ( مشكله بجد )
ثالثا :
فصل الافكار عن بعضها وترتيبها وتنسيقها هايل
رابعا :
اسلوب السرد والوصف ممتع
خامسا :
البوست رائع يا ساره وماليش تعليق غير اني بالاقي متعه غريبه اني ابص للناس ودايما باتفهم غلط
سواء كنت بابص لراجل او لست او لعيل او لعربيه او عماره
فعلا شئ رائع انك تتابع تصرفات الناس وردود افعالهم
اومال هي السينما حلوه ليه
عشان نتفرج علي فيلم ونشوف فيه تعبيرات الممثلين في مواقف بنعيشها وبتعبر عننا براحتنا
البوست ده بالنسبالي ياخد 10/10

Unknown يقول...

السلام عليكم
وبدأت حملة ( مين هيفطر أكتر )
هل ستشاركنا وتأخذ الأجر معنا
هيا اذن لنشمر السواعد ولنعلى الهمم
ولنخلص لله النوايا
الم تسمع قول النبى صلى الله علية وسلم ... عن زيد بن خالد الجهني قال : قال صلى الله عليه وسلم : " مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء "
أدخل على هذا الرابط وشاركنا
http://3amood.blogspot.com

غير معرف يقول...

التقمل من من القمل؟

بجد بئا

مؤلم التأمل دة بيخلي تاخدي بالك من حاجات تنكد عيشتك
زي دلوقت اهون بقيت متنكد

ما تشوفي لك حل في مدونتك دي مش عارف أتابعك خالص

micheal يقول...

ايه ده يا نجاتي..ما شاء الله..طلعنا بنتأمل ونتفحص في الناس ونراقبهم بس ده أنا بصراحة حسيته فيكي من بوستات كتير قبل كده بالذات اخر اتنين بتوع الكرمةوالسعادة
:)
بس بجد ميه ميه
تحياتي

aMr saYed يقول...

بجد حاجة جميلة اوي حكاية التامل سواعي بتحصلي بس لما ببقى شارد كده والاقي حد دخل في الصورة معرفش ايه الي جابه المهم ان وصفك جميل لاني قدرت اتخيل مناظرهم ونظراتهم وكل حاجة فعلا تامل مش حاجة سهلة وربنا يهدي المجناني ويهدي الريدي بتاع ام المدونة بتاعتك

سارة نجاتى يقول...

مياسى
حلو أوى اللى بتعلموا ده بجد هههههههههه
لا فعلا أنك تتخيلى قصص ورا الناس دى , شىء ممتع يعنى , بيخليك تفصلى دماغك عن نفسك شوية

و فعلا فى حصار العينين البنات أكتر بكتير من الولاد
يعنى شوفى مثلا المشهد ده :

ولد متنح لك فى الشارع ( مركز معاكى يعنى )
فأنتى تزهقى فتبرقى فى وشه يمكن يتخض

فيصمم ميدورش وشه

فتضطرى أنتى دورى وشك و بسلامته لسه بيتفرج

حاجة تخنق

سارة نجاتى يقول...

الدرعمى

من بعض ما عندك يا فندم

منور

سارة نجاتى يقول...

أميرة

ده الطبيعى أن الناس تقول أنؤ عندك شعرة , ده يبقى فيهم حاجة غلط لز مش قالوا
و جايه أنور عندك أهو زى ما نورتى عندى يا جميلة

سلام

سارة نجاتى يقول...

عماااااااااااااه

واحشنى يا عم الحاج , مستنينك بقى هه؟؟

ده أنا لو بشتغل شغلنتك دى كان زمانى أساور سجن الحضرة الفضية ملفوفة فى ايديا , ده انا البياع بيضحك عليا فى الباقى ههههههههه

تعالى بقى كتير

سارة نجاتى يقول...

أولا :

you made my day begad

ثانيا: عجبنى النقطة بتاعت السينما دى , تصدق عندك حق

مبلور المرة دى

سارة نجاتى يقول...

أحمد بدر الدين

ربنا يوفقكم

سارة نجاتى يقول...

مصرى جدا

ههههههههههه , أيوه يا قلبى من القمل

أكتر حاجة صح قلتها أنه مؤلم

بس مش دايما , ساعات بيلهيك عن الألم اللى جوالك على حالك مثلا

أنا كمان مش عارفة أعمل ايه فى الريدر و الله

منور خالص

سارة نجاتى يقول...

مايكوك

لا بس شوفت عمو أبو مايوه عيالى ده هههههههههه

سارة نجاتى يقول...

عمرو تعلب

سعيدة جدا أن الوصف بتاعى وصلك الصورة لأنى حاسه ان عندى مشكلة شوية فى الوصف
طب ما تقولى ممكن تكون مشكلة الريدر ايه طب

Magi Mostafa يقول...

هوايتى المفضله انى ابص للناس واخمن شخصيتهم وطبعا بقع فى مواقف مضحكه بسبب ده
ههههههههههههه
بس يعنى عمو ده ازاى افتكر انك بتعاكسيه يعنى ؟
هههههههههههه

سارة نجاتى يقول...

ماجى

أنا عارفة ياختى؟؟ هما الرجال كده عندهم عرق هبل ههههههههههه

ح يقوموا يضربونى دلوقتى

منورة يا جميلة

Che يقول...

يا ساره شوفيلك حل فى البلوج بتاعك اللى مش بيبان فى الريدر ده ... انا بالصدفه لقيت البوست
المهم يا ستى عاده التأمل دى بتدل ان عقلك لسه شغال مصداش ... المشكله ان مع ازدياد المشاغل التأمل بيبتدى يقل
بجد بوست جامد ... بس نصيحه صغيره ... ماتبقيش تبصى للناس و هى فى البحر .. الرادل اتخنق منك .. هههه

أنا حر يقول...

انها حالة من الاسترخاء العقلي وحالة من الانسجام مع الفكر ومع النفس
بوست مميز وقوي
تحياتي

micheal يقول...

بوست جديد يا نجاتي

Blank-Socrate يقول...

hiiiiiiiiii Sarah
;)

prince4ever يقول...

دايما جامده يا ساره
انا يمكن بتأخر اوي اني اجي هنا بس مش بايدي..بس لما باجي بنبسط.. كلامك دايما فيه نظره فلسفيه حلوه

micheal يقول...

يعني بتتقلي علينا وبطلتي تزورينا وقلنا ماشي..كمان مفيش بوست جديد
طب حولعلك في البلوج ده لو جيت تاني مرة ومالاقتش بوست تاني
بطلي أنتخة بقي

محمد عتلم يقول...

كل سنه وانتى طيبه بمناسبة شهر رمضان الكريم

الدرعمي يقول...

كل عام و أنت بخير عزيزتي سارة .. رمضان كريم و في انتظار الجديد @ تحياتي @ آدم

micheal يقول...

بت أنتي يا بت..بوست جديد بقي

Blank-Socrate يقول...

كل سنة و انت طيبة
ايه النظام ختنزلى للتدوين مع افلام العيد و لا ايه الحوار

غير معرف يقول...

سارة العزيزة انا مش عارف انت فريتي الصة دي ولا لأ ارجو ان يعجبك الأنكليزي و ياريت تترجميها لزباينك مع تحيات عمك العجوز
The Dove and the Silk Merchant

There were a silk merchant living t in Holakhan, he was a big man with a tiny scar on his face. Every day a small dove used to come to his shop to pick some seeds, drink from his water pot, and stay till the end of working day. One day there were no shoppers around so he decided to play with the dove, by hiding the seeds and water, but the dove as usual came and stayed till the end of working day. After a few days he looked at the dove and asked: “you are very cute, but there are no seeds or water in my shop and I am sure you don’t need my silk …so….. What do you want??” The dove smiled and said: “I will answer your question if you first tell me about this tiny scar on your face and about the secret of this nice scent in your shop??” The merchant took the little dove gently in his hands and said: “no one have ever dared to ask me!! The tiny scar is wrongdoings I did before in the past”, then added with a voice full of tears: “the scar is bigger, wider and deeper in my heart”. After a while he smiled to the dove and put it closer to his face and said: “the scent is my love to all human beings, animals and things in this world”. The dove jumped to the merchant shoulder and whispered to him with passion: “I don’t want seeds, water or silk I just want you”.

The dove flew smoothly to the woods, followed by the merchant, with a big wide smile on his face and no one have seen them again.
طبعا المهم هنا هو الزمن الضعيف يعني مافيش دراما ساخنة ودي محاولة ان اللكتاب يستغني عن استغلال الخحالة النفسية للقاريء و يعمل السحر الخاص به وحاولي ترجعي تكتبي مرة تانية يابت
تحياتي للجميع
عمك العجوز من اعماق الصحراء العربية

سارة نجاتى يقول...

عمى يا عمى

شكرا ع القصة
لأ ح أحطها بالانجلش , و هما يتعاملوا بقه , هو أنا فاضية ؟؟ ( سيدة اعمال بقى و حاجات كده )